كتاب مناهج البحث في الانسانيات والعلوم الاجتماعية البحث التاريخي نموذجا

يتعلق موضوع الكتاب بمنهجية البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانيات؛ وهو حقل معرفي بالغ الأهمية؛ إذ أن نتائج أية دراسة رهينة سلامة منهج تناولها؛ ذلك أن المنهج هو السبيل إلى تحصيل المعرفة.

برغم ذلك؛ تفتقد المكتبة العربية إلى مؤلفات تتعلق بأساليب ووسائل البحث وتقنياته؛ خصوصاً وأن ثورة منهجية وقعت في الغرب منذ منتصف القرن الماضي، دون أن تجد من يتابعها، وهو ما يفسر تردّى البحث العلمي في جامعات ومراكز البحث بالعالم العربي. 

وهذا الكتاب يُعد أنموذجاً يقدم حلولاً ناجعة لتلك الإشكالية؛ إذ ألَّفه عالمان مغربيان عرضاً لها في ضوء المستجدات الحداثية واعتمادها عملياً وتطبيقياً من خلال ممارسات دؤوبة ورصينة فى هذا الحقل المعرفي. هذا بالإضافة إلى ما قدما من تأطير نظرى لموضوع الدراسة مستقرءاً من تجاربهما العملية ومقارناً بإنجازات الباحثين في الغرب المعاصر. من هنا تبرز أهمية الكتاب كمرشد منهجي دقيق وواضح لطلاب الدراسات العليا؛ بل وللأساتذة المتقاعسين عن متابعة مجريات البحث المهنجي المعاصر؛ بما يجعله يسد فراغاً في المكتبة العربية.

وقد اهتم المؤلفان بتقديم نماذج تطبيقية بهدف إيضاح الجانب النظري بما يدل على فهم واستيعاب موضوع الدراسة، ويسهل مهمة الباحثين في الإفادة من محتوى الكتاب كمرشد أمين يضيء سبيل الدارسين ليس في الاجتماعيات والإنسانيات فحسب، بل حتى في مجال دراسة العلوم البحتة.