التمييز الجنسي والعلم دراسات في تاريخ الأنثروبولجيا والمجتمع الأمومي - ايفلين ربيد
التمييز الجنسي والعلم دراسات في تاريخ الأنثروبولجيا والمجتمع الأمومي ايفلين رييد ترجمة رغد قاسم.
العلم كتعريف وكتقليد، يفترض الموضوعية التامة، من دون تحيّز، لكن ذلك على أي حال عالم المثل لا الواقع.
إنّ أنشطة ونظريات المجتمع العلمي لا تعمل في فراغ. بل تخضع لكل التحيزات الموجودة في النظام الاجتماعي الحالي؛ والتي بدورها تؤثّر، وأحيانًا تشوه استنتاجات العلماء.
إنّ تأثير التمييز الجنسي يميل إلى أن يكون أقوى في فروع العلوم الأقرب إلى حياة الإنسان و تاريخه وقيمه. ومن بينها علم الأحياء (البيولوجيا)، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والعلوم الأحدث وهي علم الأحياء الاجتماعية، وعلم الرئيسيّات. وهذه هي التخصصات العلمية التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب.
مقالات هذا الكتاب، لا تستهين بالاكتشافات الأصيلة والتقدّم الذي حققه العاملون في هذهِ المجالات المتنوعة. لكنها تهدف بدلاً عن ذلك للفت النظر إلى تسلّل المفاهيم العلمية الزائفة التي تشوّه بحوثهم، واستنتاجاتهم.
الكثير من الكتابات العنصرية في السنوات الماضية بوسعك أن تجدها في استنتاجات بعض علماء الوراثة وغيرهم من الكتّاب. لم يتم الاهتمام إلا قليلاً لوجود القوالب النمطية المتحيزة جنسيًّا في البيولوجيا والعلوم الاجتماعية التي يتحدث عنها هذا الكتاب. بعض هذهِ النقاط سبق وسُلْطَ الضوء عليها من قبل مؤيّدي المرأة، لحساسيّتهم تجاه هذا الموضوع ، ولكونهم على بينة من الضرر الذي تسببه مثل هذه الأفكار المتحيّزة على البحث العلمي عن الحقيقة، أو على قضيّة تقدّم المجتمع.
المقالات الثلاث الأولى من هذا الكتاب تهتم بالعلوم الأحدث وهي علم الأحياء الاجتماعية (السوسيوبيولوجيا)، وعلم الرئيسيّات والمقالات الخمس الباقية تتعامل مع الأنثروبولوجيا، كلّ هذهِ المقالات هي حصيلة اشتغالي في موضوع التطوّر الاجتماعي للنساء، وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار كلّ ما كُتب هنا ملحقًا لكتابي «تطوّر المرأة»