هكذا تكلم زرادشت تأليف: فريدريك نيتشه.
من أعظم الكتب التي خطتها أنامل نيتشه ففيه جمع كل ما أراد قوله وكل فلسفته الدينية والأخلاقية، فهو رسالة وكتاب مقدس فقد قال عنهُ نيتشه: أنهُ أنجيل العصر وكل الزمان.
غلاف كتاب هكذا تكلم زرادشت تأليف: فريدريك نيتشه |
لخص نيتشه أفكاره الفلسفية في كتابه "هكذا تكلّم زرادشت" الذي قال عنه إنّه دهليز فلسفته.
ويعتبر هذا الكتاب بحقّ علامة من علامات الفلسفة، فعلى الرّغم من مرور أكثر من مئة عام على تأليفه إلا أنّه لازالت لأفكاره صدى كبير؛ لدرجة أن البعض أعدّه من أعظم مئة كتاب في تاريخ البشرية.
وقد أثرت أفكار هذا الكتاب في مجالات إنسانية عدّة كالحرب، والسياسة، والفن؛ فعلى سبيل المثال كان بعض الجنود في الحرب العالمية الأولى يضعونه في حقائبهم، ويرى البعض أن أفكاره عن الإنسان المتفوّق مثّلت الأساس الذي قامت عليه الأيديولوجيا النازيّة فأشعلت الحرب العالمية الثانية.
كذلك امتد أثر هذا الكتاب إلى الأعمال الفنيَّة، فكان من أبرزها مقطوعة الموسيقار ريتشارد شتراوس التي حملت نفس اسم الكتاب، وفيلم أوديسة الفضاء لستانلي كوبريك.
ملخص الرواية
وجه نيتشه أفكاره، بالدرجة الأولى، إلى الحضارة الأوروبية وحداثتها وعقلانيتها، وليس إلى السيطرة الرأسمالية وتكنولوجيتها، وهو بذلك نقد أوروبيو- أوروبي. كما أن مفهوم "السياسة الكارثية" الذي دعا إليه لم يكن انعكاساً لمثاله المعادي للديمقراطية والاشتراكية، والمسيحية باعتبارها قيماً تعارض الأخلاق العامة.
شأنه كان نقد الفكرة البشرية لـ الأخلاق، وليس مع الأخلاق البرجوازية وتوجهها على حقيقتها، معلماً حارب الأخلاق القيمية باعتبارها فلسفة للخداع، حسب تعريفه، تقدم على الطبيعة وتميز البشر عن المجرم بابن لتحقيق الأرباح والمنافع. وهكذا فالأخلاق عنده ليست سوى استراتيجية للدفاع عن مصالح عدة تخص الفرد من إطلاق العنان لرغباته.
- فلسفة الإنسان المتفوق:
تأثر نيتشه بنظرية التطور، في نظرياته التي تهدف إلى هدم الدين - المسيحية خصوصاً - وبناء الإنسان المتفوق وكذلك نظريته في الفكر الأبدي على منصة عليه بنظرة التطور.
ففي سلسلة التطور، كل نوع أعلى نوعاً متفوقاً عليه - الإنسان - وكان تطور تلك الأنواع نتاج عن الانتخاب الطبيعي، حتى وصلت حلقة التطور إلى نوع الإنسان.
وهنا توقف التطور - حسب نيتشه - ولا سبيل إلى إكمال مسيرته إلا عن طريق تطور الإنسان إلى نوع عجيب، هو الإنسان المتفوق، ولكن هذا التطور، ولأنه مقدم جداً في سلم الحياة
يتطلب كلاً من وعي الانتخاب الطبيعي والاجتماعي.
ولأن الانتخاب الطبيعي قام أساساً على القوة و"البقاء للأصلح"، فلا يبقى إلا أقوى الأفكار وأقوى البشر، ومن هنا تبتين سببه بخلق القوة وإرادة القوة التي بنى عليها نظرياته الأخلاقية.
- فلسفة ضد الأخلاق:
فلسفته في مجال الأخلاق هي الأكثر سيادة في هذا الكتاب.
إن الإرادة هي من تحدد اتجاهاتها واتجاه الحياة نفسها.
وهنا يظهر تأثر بمشهوره وكيانه العماد إرادته وفكره.
وهي من تقرر إذا ما كان فعل فضيلة أم سواها، حسب نيتشه بإمكاننا تحويل الشهيرة إلى فضيلة، عندما نصبها مقصداً سامياً. وكل ما كان - في الماضي - في الحاضر هو إرادة ما أريدته الإرادة أن يكون فعلاً. لذا لا حاجة بنا إلى ندب الماضي وسواها، وهي نظرية بعيدة الأبعاد الأيديولوجية.
حسب نيتشه أيضاً إن فعل الفضيلة لذات الفضيلة، ولا ننتظر ثواباً عليها، فالفضيلة هي إرادة نفسها، وإرادة الوصول إليها ثوابها. ويقول إن أخطر الناس هم "أهل الصلاح والعدل"، لأنهم يحاكمون بكل إخلاص، ويقيسون بكل صلاح، ويكتبون بكل عدل. حسب قوله، وهم يعتقدون بأحكم يعرفونه لما هو خير للبشر وما هو شر عليهم، ومن هنا مباشرة وصناعتهم المفتونة.
ولكن نيتشه يقرر أن جزءًا من أهل الصلاح هؤلاء يقولون: "إن الخير والشر نسبتان، فما هو خير لك لا يعني بالضرورة خير لي، بل ربما يكون شر عليّ، فما أراه أنت شرًا في أحيان كثيرة". لذا تفكر بطريق لا يوجد حقيقة سليمة واحدة يسير عليها الإنسان. فالحكمة تقضي على الإنسان أن يعرف خيره وشره، وأن لا يتكامل خير وشره، كما أن الشر الأعظم ضروري للخير الأعظم.
أما عن مفهوم "عدالة القوة والضعفاء"، فيرى نيتشه أن "الحق للقوي أن يحكم"، والشعب الضعيف يعتقد عقيدة الأقوياء. في كتابه "المساواة"، لكن المستضعفين كانوا يرون الظلم عملاً، وبدل القوة والعقلانية يسلب الجسد هو العاقل للعقل المصلح الأصل. فيرى أن مكان يكاد يكون العقل الذي ينظم الفكر البشري.
وعلى البشر الذين لا يحققون أهدافهم الكاملة، والإنسان المتفوق هو الذي يعتلي طريقًا أمام الفكر الجديد، ولمن البشر القدسي، وذلك جعل نيتشه الإنسان هو القائد الأصيل، والذي يعادي تجبر المراكز بدل من يريد إضفاء الصبغة الروحية عليها وعقل الطبقة.
"إن العمل في الموضوع إلى الأبدي، عبث نيتشه أن الواقع في الحياة يريد مفاهيم سوداء؛ فهم يريدون الحقيقة والكذب باطلًا دومًا من أجل المكان المتفوق، كما أن الحقيقة والعقل والموضوعية الإنسانية، وكل ما على الأرض هي هذا الزمن. إنها شيء خطوة لخطوة يكونه تمهيد أمام فرق الحياة، وأمام هذا العجز، والإحباط ليس هناك من مخرج سوى". «فكر الأنا والدخول في تراثنا الفناء»
- فلسفة في المرأة:
يبين نيتشه المرأة حين ترعرع طفلة عمره مع أمه واتجه، حيث قضى آباه وهو بعمر الخامسة، والنتيجة كانت فلسفة مروعة أثرت في كتابة عذر أخذ المرأة مقدسة، فهي في تصلح سلب للحب، وهي مجرد لعبة للرجل، ولا هدف منها ولا مهمة في سوى الولادة. وهي لا تعرف الشر ولا تدرك ما هو الشر.
يتذكر في الجزء الأول من هذا الكتاب: «إذا قضيت المرأة لذة السر»، حسب مفهوم نيتشه فإن هدف المرأة ينحصر في إنتاج "الإنسان المتفوق". أما في قيام الزواج يتقصى قدر يمكن من التكامل، فيجب أن يستقي الأزواج فترة يلتقي فيها الرجل والمرأة. فينظر هل يحاكمها الاستمرار في زواج أو يطيحها إلى الأبدي..!؟
- فلسفة في السبيل:
وضع عنوان عن إرادة الإنسان المتفوق، ووضع بدلًا عن الأخرة نظريه في الفكر الأبدي حيث قال بأن كل ما نعيشه الآن قد عشناه من قبل وسنعيشه مستقبلاً فنحن سنعود نحن كما نحن الآن
اقتباسات من الكتاب..
-- هناك دوما شيء من الجنون في الحب، لكن هناك دوما شيء من العقل في الجنون أيضا .
-- أما الآن فقد حولت حبي إلى الله، وما الإنسان إلا كائن ناقص، فإذا ما أحببته قتلني حبه.
-- إنني أستعرض جميع ما كُتب، فلا تميل نفسي إلا إلى ما كتبه الإنسان بقطرات دمه اكتب بدمك فتعلم حينئذ أن الدم روح، وليس بالسهل أن يفهم الإنسان دماً غريباً
-- كل إنسان تعجزون عن تعليمه الطيران، علموه على الأقل أن يسرع بالسقوط .
-- وحدة البعض هي هروب المرضى ووحدة البعض الآخر هي الهروب من المرضى .
-- أن أحيا كما أريد، أو لا أحيا إطلاقا
-- أحمق من لا يزال يتعثر في الأحجار والبشر
#تعليق..
يتفق كثير من المفكرين على ان افكار نيتشه وفلسفته غير صائبة
وانها تتضمن افكارا ومفاهيم راديكالية وقفت ضد الديمقراطية، وعداء سافرا للنساء منذ منتصف القرن الماضي اكتشف رواد مدرسة فرانكفورت فردريك نيتشه ومن ثم وجد رواد ما بعد الحداثة الفرنسيون امثال دلوز وفوكو في افكاره مناهضا قويا لليسار الأوروبي