علم النفس وميادينه ممارسة علم النفس ونقده
مقدمة المترجم
الحقيقة أن دافعنا الأول لنقل هذا الكتاب (علم النفس وميادينه) إلى العربية يمكن في أن نزود القارئ العربي بالمراجع الرئيسية في علم النفس. فهذا الكتاب حلقة من حلقات السلسلة التي بدأتها بـ (الانتصارات المذهلة لعلم النفس الحديث) و (انتصارات التحليل النفسي) و (المرأة بحث في سيكولوجية الأعماق) إلخ. والدافع الثاني يتمثل في أن هذا الكتاب تسوده ثلاثة اهتمامات رئيسة:
الأول: يشهد المرء، في العديد من بلدان العالم، عزوفاً هائلاً في علم النفس - خلال العقود الأخيرة من هذا القرن - على وجه الخصوص. فقد برز اهتمام شديد على المعارف السيكولوجية مصدره جمهور المثقفين الذين يتخذون من وسائل الإعلام على المشكلات السيكولوجية، واشتركت السينما والدعاية والإعلان في الإفادة من هذه المعارف. بيد أن هذا الكتاب (علم النفس وميادينه) لا يتوخى أن يقتصر على تقديم المعارف السيكولوجية. فالباحثون الذين اشتركوا في تأليفه، وعكفوا من موقع الخير الذي يسهم في إنشاء اختصاصاته، لم يعرضوا عارسة علم النفس والإنجازات التي حققها فحسب، بل كان همه سؤال يوجه بحوثهم في ميادين مختلفة، رسموا في مقدمة الكتاب: هل ثمة مبرر بفصل علم النفس؟ ذلك أمر دعاهم إلى أن ينتقلوا علم النفس في ممارسة.
وتوجوا كتابهم بفصل أطلقوا عليه عنوان "علم النفس موضع التساؤل".
الثاني: على علم النفس أن يكون قادراً على أن يرفع القناع عن الموجود الإنساني، وأن يدركه في أصالته وحقيقته، وأن يفهمه في خصوصية وجوده ونزوعيه، ومعتدداً عندئذ فقط، يكون بوسع علم النفس أن يقدم خدماته إلى الإنسان.
والثالث: يتشعب علم النفس في فروع كثيرة يعتد بتعدد الاختصاصات المتنامية، وعلى وجهه المخصوص في العدم الإنسانية المتسارعة المتنامية.
غلاف كتاب علم النفس وميادينه ممارسة علم النفس ونقده. |
هذا الكتاب ...
قراءته ذات متعة خاصة، لا لأنه يعالج المسائل النفسية للموجود الإنساني بعمقٍ فحسب، بل لأن ثلاثة اتجاهات رئيسة تسود تأليفه:
١- لا يقتصر هذا الكتاب، "علم النفس وميادينه"، على أن يعرض دراسة علم النفس والإنجازات التي حققها، بل وضع علم النفس موضع التساؤل في ممارسته، وتساؤل مؤلفوه: هل ثمة تحرر بفصل علم النفس؟
٢- ليس على علم النفس أن يكون قادراً على أن يقدم خدماته إلا إذا رفع القناع عن الموجود الإنساني، وأدركه في أصالته وحقيقته، وفهمه في خصوصية وجوده ونزوعه.
٣- الضرورة تقتضي، وقد تفرع علم النفس إلى فروع كثيرة وتعددت اختصاصاته، وجود علم نفس أساسي يبحث البنى النفسية العامة والأغلاط الأساسية لحضور الإنسان في عالمه، وتلك هي المحاولة الجادة التي باشرها المؤلفون.
هذا الكتاب، يقول ناشر طبعته الأولى (وزارة الثقافة، دمشق)، وإن كان يعالج مسائل نفسية بعمقٍ، فهو سهل المنال، على الخصوص في النص العربي الذي يتميز بيانه الناصع بحث أن النص العربي لا يقل بياناً عن النص الأجنبي.