📁 آخر الأخبار

ما هو علم النفس الاجتماعي؟ اكتشف تأثير المجتمع على سلوك الأفراد

ما هو علم النفس الاجتماعي؟ اكتشف تأثير المجتمع على سلوك الأفراد

علم النفس الاجتماعي هو مجال ديناميكي وتجريبي مخصص لكشف الطرق المعقدة التي تتشكل بها أفكار الناس ومشاعرهم وسلوكياتهم من خلال وجود الآخرين، سواء كان حقيقيًا أو متخيلًا أو ضمنيًا (أولبورت، 1998). يؤكد هذا التعريف على الطبيعة العلمية لهذا التخصص، مشددًا على أهمية التحقيق التجريبي. تشمل مصطلحات "الأفكار والمشاعر والسلوكيات" مجموعة شاملة من المتغيرات النفسية التي يمكن قياسها وتحليلها داخل الأفراد. والجدير بالذكر أن مفهوم أن التأثير الاجتماعي يمكن أن يعمل حتى عندما لا يوجد أفراد ملموسون يسلط الضوء على التأثير الشامل للعالم الاجتماعي، والذي يمتد إلى سيناريوهات مثل استهلاك وسائل الإعلام والالتزام بالمعايير الثقافية الداخلية.
يعمل علم النفس الاجتماعي كعلم تجريبي يهدف إلى معالجة العديد من الأسئلة حول السلوك البشري من خلال اختبار الفرضيات بشكل منهجي. ويشمل هذا النهج الاستقصائي كل من التجارب المعملية الخاضعة للرقابة والدراسات الميدانية في العالم الحقيقي. ويضع تركيزًا مركزيًا على الفرد، ويسعى إلى توضيح كيفية تشكيل أفكار الأفراد وعواطفهم وأفعالهم وتشكيلها من خلال تفاعلاتهم مع الآخرين.
على الرغم من كونه إضافة حديثة نسبيًا إلى عالم الاستقصاء النفسي، فقد قدم علم النفس الاجتماعي مساهمات كبيرة ليس فقط في المجالات الأكاديمية لعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأوسع نطاقًا، بل أثر أيضًا بشكل كبير على تصورات الجمهور وتوقعاته فيما يتعلق بالسلوك الاجتماعي البشري. من خلال فحص كيفية استجابة الأفراد للضغوط الاجتماعية الشديدة أو غيابها، أسفر علم النفس الاجتماعي عن رؤى عميقة في جوهر الطبيعة البشرية. إنه يعترف بأن البشر مخلوقات اجتماعية بطبيعتها، وعلى هذا النحو، فإن التفاعل الاجتماعي أمر أساسي لرفاهية وتطور كل شخص.

ما هو علم النفس الاجتماعي؟
ما هو علم النفس الاجتماعي؟.

من خلال التعمق في العوامل العديدة التي تؤثر على الحياة الاجتماعية والتحقيق في التأثير المتبادل للتفاعلات الاجتماعية على التطور النفسي الفردي والصحة العقلية، يلقي علم النفس الاجتماعي الضوء تدريجيًا على كيفية تعايش البشرية ككل في وئام. يسعى إلى الكشف عن الآليات التي تحرك التعاون والتأثير والصراع داخل المجتمعات، مما يمهد الطريق لفهم أعمق للطبيعة البشرية والديناميكيات التي تشكل وجودنا الجماعي. في جوهره، يعد علم النفس الاجتماعي مجالًا متعدد الأبعاد لا يعزز فهمنا للسلوك البشري فحسب، بل يقدم أيضًا رؤى قيمة حول كيفية ازدهارنا معًا في عالم معقد ومترابط.

الروابط بين علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع

يمثل التقاطع بين علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع مجالًا ديناميكيًا من الاستقصاء يتعمق في التفاعل المعقد بين ديناميكيات الفرد والجماعة، ويلقي الضوء على جوانب مختلفة من السلوك البشري في سياق الهياكل والعمليات الاجتماعية.

علم النفس الاجتماعي، كأحد فروع علم النفس، يهتم في المقام الأول بالتحقيق في العمليات المعرفية والعاطفية والسلوكية للأفراد كما تتأثر بعوامل مثل عضوية المجموعة والتفاعلات الاجتماعية والسياق الاجتماعي. وهو يشمل مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك تطوير المواقف والصور النمطية والتمييز، وتعقيدات ديناميكيات المجموعة، والتوافق والتأثير الاجتماعي، ومفهوم الذات والهوية، والإقناع، والإدراك الشخصي والجاذبية، والتنافر المعرفي، والديناميكيات المعقدة للعلاقات الإنسانية.

ومن الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من علماء النفس الاجتماعي لديهم خلفيات في علم الاجتماع، وكثيراً ما يتجه بحثهم نحو دراسة سلوك الجماعة. ويمتد هذا التركيز إلى فحص التفاعلات والتبادلات الاجتماعية على المستوى الجزئي، فضلاً عن التعمق في ظواهر مثل ديناميكيات الجماعة وعلم نفس الحشود على المستوى الكلي. ويتعامل علماء الاجتماع، باعتبارهم محترفين في تخصص متميز، مع دراسة الفرد في السياق الأوسع للهياكل والعمليات الاجتماعية. وهم يستكشفون مفاهيم مثل الأدوار الاجتماعية، وديناميكيات العرق والطبقات، والتنشئة الاجتماعية، وغالباً ما يستخدمون مزيجاً من مناهج البحث النوعية والكمية.

في علم الاجتماع، يركز الباحثون في هذا المجال على مجموعة متنوعة من الظواهر الديموغرافية والاجتماعية والثقافية. وتشمل مجالات البحث الرئيسية التفاوت الاجتماعي، وديناميكيات المجموعة، والتغيير الاجتماعي، والتنشئة الاجتماعية، والهوية الاجتماعية، والتفاعل الرمزي. ويهتم علماء الاجتماع هؤلاء بشدة بكشف التعقيدات المحيطة بكيفية تعامل الأفراد مع الهياكل المجتمعية والآثار المترتبة على هذه الهياكل على السلوك البشري.

العلاقة بين علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع علاقة تكافلية، حيث يقدم كل مجال رؤى فريدة في عالم السلوك الاجتماعي المتعدد الأوجه. وفي حين يتم تدريب العديد من علماء النفس الاجتماعي في إطار تخصص علم النفس، فإن أبحاثهم غالبًا ما تؤكد على السياق الاجتماعي المباشر والتفاعل بين المتغيرات الفردية والموقفية. والبحوث التجريبية، التي تُجرى غالبًا في بيئات معملية، هي السمة المميزة لعملهم. يستكشف هؤلاء الباحثون موضوعات مثل المواقف والإدراك الاجتماعي والتنافر المعرفي والتأثير الاجتماعي والسلوك الشخصي، مما يساهم في مجموعة غنية من المعرفة ضمن عالم علم النفس الاجتماعي. تعمل المجلات المؤثرة مثل مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي ومجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي كمنصات بارزة لنشر الأبحاث في هذا المجال.
باختصار، يوفر الارتباط بين علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع فهمًا شاملاً للسلوك البشري، ويربط بين عدسة علم النفس التي تركز على الفرد والمنظورات المجتمعية الأوسع لعلم الاجتماع. هذا التآزر بين التخصصات المختلفة يثري فهمنا للديناميكيات المعقدة التي تكمن وراء التفاعلات البشرية والمواقف والهياكل الاجتماعية.

تاريخ علم النفس الاجتماعي

لقد تطور علم النفس الاجتماعي، الذي نشأ في الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين، بشكل كبير على مر السنين، مما أدى إلى تشكيل فهمنا لكيفية تأثير العوامل الاجتماعية على السلوك البشري.

يعود أصل علم النفس الاجتماعي إلى التجربة الرائدة التي أجراها نورمان تريبلت في عام 1898، والتي استكشفت ظاهرة التيسير الاجتماعي. ومع ذلك، لم يبدأ هذا المجال في التبلور إلا خلال ثلاثينيات القرن العشرين، مع تدفق علماء النفس الجشطالتيين، بما في ذلك كورت لوين، الذي سعى إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة من ألمانيا النازية. لعب هؤلاء العلماء دورًا محوريًا في ترسيخ علم النفس الاجتماعي كتخصص متميز، منفصل عن المدارس الفكرية السلوكية والتحليلية النفسية السائدة. ترك اهتمامهم الدائم بالإدراك والإدراك علامة لا تمحى على هذا المجال. خلال هذه الحقبة، احتلت المواقف والجوانب المختلفة لديناميكيات المجموعات الصغيرة مركز الصدارة باعتبارها الموضوعات الأكثر دراسة.

كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة نقطة تحول مهمة في علم النفس الاجتماعي، حيث تم تجنيد الباحثين لدراسة الإقناع والدعاية للجيش الأمريكي. بعد الحرب، وسع هذا التخصص تركيزه لمعالجة مجموعة من القضايا الاجتماعية، بما في ذلك ديناميكيات النوع الاجتماعي والتحيز العنصري. بشرت ستينيات القرن العشرين بفترة من الاهتمام المتزايد بموضوعات جديدة مثل التنافر المعرفي، وتدخل المارة، والعدوان. ومع ذلك، بحلول سبعينيات القرن العشرين، واجه علم النفس الاجتماعي في الولايات المتحدة سلسلة من التحديات. تسببت المناقشات حول أخلاقيات التجارب المعملية، وقابلية التنبؤ بالمواقف في تشكيل السلوك، والمدى الذي أثر به السياق الثقافي على البحث العلمي (كما يتضح من النهج الوضعي الراديكالي) في حدوث انقسامات كبيرة وتأملات داخل هذا المجال.

في أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة، تعاون علماء النفس وعلماء الاجتماع بشكل متكرر، مما أدى إلى تعزيز البحث متعدد التخصصات (سويل، 1989). ومع ذلك، مع تقدم السنين، تخصص هذان التخصصان بشكل متزايد وعملا في عزلة نسبية. ركز علماء الاجتماع في المقام الأول على المتغيرات على المستوى الكلي مثل البنية الاجتماعية، في حين حافظ علماء النفس على التركيز على المستوى الجزئي. ومع ذلك، لا تزال المناهج الاجتماعية تكمل البحث النفسي في مجال علم النفس الاجتماعي.

لقد بلغ علم النفس الاجتماعي مرحلة من النضج، سواء من حيث النظرية أو أساليب البحث، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين. وقد تم تطبيق المعايير الأخلاقية لحكم ممارسات البحث، وأصبح المجال أكثر تعددية، واحتضن وجهات نظر متعددة الثقافات. ويقوم علماء النفس الاجتماعي المعاصرون بالتحقيق في مجموعة واسعة من الظواهر، مع ظهور الإسناد والإدراك الاجتماعي ومفهوم الذات كمجالات بارزة للنمو. كما ظلت الاهتمامات التطبيقية حجر الزاوية في هذا التخصص، مع مساهمات في مجالات مثل علم نفس الصحة وعلم النفس البيئي وعلم نفس النظام القانوني.


باختصار، علم النفس الاجتماعي هو تخصص يستكشف كيف تؤثر الظروف الاجتماعية والتأثيرات على السلوك البشري. ورغم أن الباحثين في هذا المجال قد يكونون من خلفيات في علم النفس أو علم الاجتماع، فإنهم يشتركون في اهتمام مشترك بكل من الفرد والجماعة كوحدات تحليل. وعلى الرغم من بعض الاختلافات في الأهداف والأساليب والأساليب بين هذين التخصصين، إلا أنهما يواصلان إثراء فهمنا للطرق المعقدة التي تؤثر بها العوامل الاجتماعية على السلوك البشري.

تجارب علم النفس الاجتماعي

في جوهره، يعمل التجريب كطريقة أساسية لتمييز وجود أو عدم وجود علاقات سببية بين المتغيرات من خلال التلاعب بدقة بمتغير واحد، يشار إليه بالمتغير المستقل، مع فحص تأثيره على متغير آخر يُعرف بالمتغير التابع.

لقد ظهرت الانتقادات الموجهة للتجريب على مر الزمن، حيث أبدى بعض العلماء مخاوفهم بشأن إمكانية تطبيقه على سيناريوهات العالم الحقيقي. وهم يزعمون أن التجارب قد لا تحاكي دائمًا تعقيدات الحياة اليومية. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان التأكيد على أن التجريب يمثل نهجًا بحثيًا فريدًا قادرًا على إثبات ارتباط سببي لا لبس فيه بين متغيرين أو أكثر.

ورغم الاعتراف بهذه الانتقادات، فمن الضروري أن ندرك القيمة الدائمة والقوة الفريدة للتجريب في إطار البحث العلمي. فالتجريب يوفر إطاراً متحكماً ومنهجياً لاستكشاف السببية، مما يسمح للباحثين بعزل عوامل محددة والتلاعب بها بدقة للتأكد من تأثيرها على متغيرات أخرى. وهذه الصرامة المنهجية قيمة بشكل خاص في توضيح العلاقات السببية، وتقديم رؤى يمكن أن تفيد مجموعة واسعة من التخصصات، من علم النفس إلى الطب والتعليم، وما إلى ذلك.

وعلاوة على ذلك، تساهم التجارب في تطوير النظريات والنماذج التي تساعدنا على فهم الظواهر المعقدة والتنبؤ بالنتائج. ومن خلال تصميم التجارب بعناية لعزل المتغيرات ذات الأهمية وتغييرها بشكل منهجي، يمكن للباحثين الكشف عن الآليات الأساسية التي تحرك التأثيرات الملاحظة.

في جوهر الأمر، ورغم أهمية النظر في القيود التي تفرضها التجارب، مثل افتقارها المحتمل إلى الصلاحية البيئية، فإنها تظل أداة لا غنى عنها في البحث العلمي. وعندما يتم تطبيقها بحكمة وبالتزامن مع أساليب بحثية أخرى، فإن التجارب تمكن الباحثين من كشف الروابط السببية، وتطوير المعرفة، وتوفير رؤى قائمة على الأدلة تساعدنا في فهم التفاعل المعقد بين المتغيرات في كل من البيئات الخاضعة للرقابة والعالم الحقيقي.

طرق البحث في علم النفس الاجتماعي

يستخدم علماء النفس الاجتماعي أساليب بحثية مختلفة لتوضيح الديناميكيات المعقدة للسلوك البشري، مع التركيز على التفاعل بين الحالات العقلية والسياقات الاجتماعية المباشرة. تفترض نظرية كيرت لوين، والتي تلخصت في الصيغة B = f(P,E)، أن السلوك هو وظيفة الفرد (الشخص) والبيئة. تعمل أساليب البحث هذه كأدوات لا غنى عنها لكشف تعقيدات السلوك البشري وفهم العوامل التي تحركه.

الأساليب التجريبية : تتضمن الأساليب التجريبية التلاعب المتعمد بمتغير مستقل واحد أو أكثر داخل بيئة خاضعة للرقابة لفحص تأثيرها على متغير تابع. على سبيل المثال، قد يسمح الباحثون لمجموعتين من الأطفال بالانخراط في ألعاب فيديو عنيفة أو غير عنيفة، ثم مراقبة مستويات عدوانيتهم ​​أثناء فترة اللعب الحر. إن السمة المميزة للتجارب الصالحة هي مستواها العالي من التحكم واستخدام التعيين العشوائي، مما يقلل من تأثير المتغيرات المربكة أو الخارجية. ومع ذلك، فإن التجارب الخاضعة للرقابة، والتي غالبًا ما تُجرى بعينات صغيرة، قد تكون لها قيود في الصلاحية الخارجية، مما يعني مدى إمكانية تعميم نتائجها على السكان الأوسع.

الأساليب الارتباطية : تستكشف الأساليب الارتباطية الارتباطات الإحصائية بين المتغيرات التي تحدث بشكل طبيعي. على سبيل المثال، قد يربط المرء بين كمية البرامج التلفزيونية العنيفة التي يشاهدها الأطفال في المنزل وعدد الحوادث العنيفة التي يتورط فيها هؤلاء الأطفال في المدرسة. من الضروري ملاحظة أن الدراسات الارتباطية لا تثبت العلاقة السببية؛ فهي تحدد فقط العلاقات بين المتغيرات. في المثال المعطى، من المعقول أن ينجذب الأطفال العدوانيون نحو البرامج التلفزيونية الأكثر عنفًا، بدلاً من التلفزيون الذي يسبب العدوان.

الأساليب الرصدية : توفر الأساليب الرصدية رؤى وصفية للسلوك البشري وتشمل مناهج مختلفة مثل الملاحظة الطبيعية والملاحظة المصطنعة والملاحظة المشاركة والتحليل الأرشيفي. وعلى الرغم من أن هذه الأساليب أقل شيوعًا في علم النفس الاجتماعي، إلا أنها تُستخدم أحيانًا أثناء التحقيقات الأولية لظاهرة ما. على سبيل المثال، قد يراقب الباحثون الأطفال بشكل سري في ساحة اللعب، ويسجلون عدد وأنواع الأفعال العدوانية التي يظهرونها.

أبحاث المسح : تعد الدراسات الاستقصائية ذات قيمة كبيرة عند البحث عن نتائج ذات صلاحية خارجية عالية. وهي تستخدم أشكالًا مختلفة من أخذ العينات العشوائية للحصول على عينة تمثيلية من المستجيبين من مجموعة سكانية أوسع. وعادة ما تكون أبحاث المسح وصفية أو ارتباطية، وتفتقر إلى التحكم التجريبي في المتغيرات. ومع ذلك، يتم استخدام الأساليب الإحصائية الحديثة، مثل نمذجة المعادلات البنيوية، بشكل متزايد لفحص العلاقات السببية المحتملة داخل بيانات المسح.

تحليل البيانات وتقييمها : يستخدم علماء النفس الاجتماعي التحليلات الإحصائية واختبارات الاحتمالات لتقييم فرضياتهم ونتائجهم بدقة. وعادة ما يتم تعريف النتيجة المهمة على أنها نتيجة تقل احتمالية حدوثها عن 5% بالصدفة. وتعتبر دراسات التكرار بالغة الأهمية للتحقق من صحة النتائج والتأكد من أنها لا تعتمد على خصائص عينة محددة أو حدوثها بالصدفة.

يشتمل علم النفس الاجتماعي على مجموعة متنوعة من أساليب البحث، ولكل منها غرض مميز في السعي إلى فهم السلوك البشري في السياقات الاجتماعية. وتساهم هذه الأساليب، عندما تُستخدم بحكمة وبالتنسيق مع بعضها البعض، في تراكم المعرفة، واختبار الفرضيات، واكتشاف العلاقات السببية، وإثراء فهمنا للتفاعل المعقد بين العوامل الفردية والبيئية التي تشكل عالمنا الاجتماعي.

أخلاقيات علم النفس الاجتماعي

إن السعي إلى تحقيق هدف علم النفس الاجتماعي ـ فهم الإدراك والسلوك في السياق الطبيعي للتفاعلات الاجتماعية ـ يمثل تحدياً فريداً من نوعه. فمجرد مراقبة الأفراد قد يمارس تأثيراً عميقاً، وقد يؤدي إلى تغيير سلوكهم. وللتغلب على هذا التحدي، تستخدم العديد من تجارب علم النفس الاجتماعي استراتيجية الخداع، التي تنطوي على إخفاء أو تشويه جوانب معينة من الدراسة. وقد تشمل تكتيكات الخداع قصصاً زائفة، وتقديم مشاركين وهميين (يشار إليهم عادة باسم المتواطئين أو العملاء)، وتقديم ردود فعل خادعة للمشاركين، وغير ذلك الكثير.
ولكن ممارسة الخداع في البحث العلمي أثارت جدلاً أخلاقياً في هذا المجال. ويزعم بعض علماء النفس أن أي شكل من أشكال الخداع، بغض النظر عن غرضه، محل شك أخلاقي. وهم يدافعون عن استراتيجيات بحثية بديلة، مثل لعب الأدوار، باعتبارها نهجاً أكثر شفافية وسلامة من الناحية الأخلاقية. ولكن من المؤسف أن الدراسات أشارت إلى أن لعب الأدوار قد لا يسفر عن نتائج مماثلة لتلك التي تم الحصول عليها من خلال الخداع، مما يثير المخاوف بشأن صحة مثل هذه البدائل.

بالإضافة إلى الخداع، وضعت بعض التجارب المشاركين في مواقف غير مريحة أو محرجة. على سبيل المثال، واجهت تجارب طاعة السلطة التي أجراها ستانلي ميلجرام وتجربة سجن ستانفورد التي أجراها فيليب زيمباردو تدقيقًا أخلاقيًا بسبب الضائقة النفسية والانزعاج العاطفي الذي عانى منه المشاركون.

ولحماية حقوق ورفاهية المشاركين في الأبحاث مع السعي إلى اكتشاف رؤى ذات مغزى في السلوك البشري، لابد أن تخضع كل أبحاث علم النفس الاجتماعي تقريباً لتدقيق أخلاقي صارم. وتوظف أغلب الجامعات والكليات لجاناً أخلاقية أو مجالس مراجعة مؤسسية للإشراف على هذه العملية. وتقوم هذه اللجان بتقييم الأبحاث المقترحة للتأكد من أنها لا تضر بالمشاركين وأن أي فوائد محتملة تفوق أي مخاطر أو إزعاجات مرتبطة بها.

علاوة على ذلك، يتم استخدام إجراء الموافقة المستنيرة عادة لضمان وعي المتطوعين الكامل بإجراءات الدراسة واحتفاظهم بالحق في الانسحاب من مشاركتهم في أي وقت. بعد التجربة، يتم إجراء جلسة إحاطة عادة للكشف عن أي حالات خداع ولضمان عدم تأثر المشاركين سلبًا بإجراءات البحث.

في علم النفس الاجتماعي المعاصر، تهدف المعايير والضمانات الأخلاقية المعمول بها إلى ضمان عدم تسبب البحث في مخاطر أكبر من تلك التي قد يواجهها الأفراد في التقييمات النفسية الروتينية أو الأنشطة اليومية. ويواصل هذا المجال تطوير مبادئه التوجيهية الأخلاقية، مع التأكيد على السلوك المسؤول والأخلاقي للبحث من أجل تعزيز فهمنا لتعقيدات السلوك الاجتماعي البشري مع إعطاء الأولوية لرفاهية وكرامة المشاركين في البحث.

كتب ذات صلة 



تعليقات