التحليل النفسي الذاتي رؤية كارين هورني لفهم الذات والعصاب
نظرية هورني
نظرية هورني تركز على العصاب أكثر منها في الشخصية، فقد قدمت منظوراً مختلفا لفهم العصاب، معتبرة أنه شيء يعد أكثر استمرارية من نظريات الشخصية في علم النفس السابقة.التحليل النفسي الذاتي رؤية كارين هورني لفهم الذات والعصاب. |
رواد نظرية هورني
مؤسس هذه النظرية هي كارين هورني ولدت عام 1885، وقد كانت نظرية الشخصية في علم النفس لكارن هورني من أفضل نظريات الشخصية في علم النفس حول العصاب.أسس ومبادئ نظرية هورني
التكيف مع عشر حاجات عصابية وهي كالتالي:▪حاجة عصابية للعاطفة والقبول: الحاجة لإرضاء الآخرين والمحبة لهم.
▪الحاجة للعيش بحياة بحدود ضيقة.
▪حاجة عصابية لأن يكون للفرد شريك: هذه الحاجة تشمل فكرة أن الحب سيقوم بحل مشاكلنا، فنحن نحتاج وجود شريك لمشاطرة الحياة معه، لكن العصابي يحتاج إلى تقييد الحياة فى حدود أكثر ضيقا.
▪الحاجة إلى السلطة والقوة: من خلال السيطرة على الآخرين، الذي يكون مصحوباً برفض الضعف وإيمان بالسلطات العقلانية الخاصة.
▪حاجة الشهرة والمكانة الاجتماعية والهيبة: فنحن مخلوقات اجتماعية، وكذلك جنسية، وتريد أن نود الآخرين، ولكن هؤلاء الناس يقومون بالاهتمام بالمظاهر والمكانة الاجتماعية، فهم يخافون التعرض للتجاهل والبساطة.
▪الحاجة العصابية للإنجاز الشخصي وتحقيق الشخصية: لا يوجد حرج في تطلع الفرد إلى الإنجازات، ولكن هناك بعض الناس مهووسون بذلك الإنجاز، فيجب أن يكونوا رقم واحد في كل شيء، وبسبب صعوبة هذه المهمة، فما يفعلونه هو التقليل من الآخرين، على أن يشعروا بأنهم الأول في كل شيء.
▪الحاجة للاستقلال وكفاءة الذات: يجب علينا تحقيق استقلالاً معيناً، ولكن يشعر بعض الناس بعدم احتياجهم إلى الأشخاص الأخرى، فهم يرفضون المساعدة، وهم نفس الأشخاص الذين يترددون في الدخول في العلاقات العاطفية.
▪الحاجة للكمال والحصانة: لدينا الدافع الذي قد يكون من الاعتبارات العصابية، لكي تكون حياتنا أفضل وأفضل، ولكن يتظاهر بعض الناس بالمثالية ويخافون الفشل، فإنهم يحتاجون للسيطرة طوال الوقت.
▪الحاجة للإعجاب الشخصي: نحن جميعاً بحاجة إلى الإعجاب والشعور بالقيمة والأهمية، لكن هناك بعض الناس البؤساء الذين يحتاجون لتذكيرنا بأهميتهم طوال الوقت.
▪حاجة عصابية باستغلال الآخرين: في الشخص العادي تدل على انها الحاجة إلى التأثير، أما في العصابية يفزعه استغلال الآخرين له، وقد يضايقه إلى حد مجرد التفكير في الموضوع."
الاتجاهات العصابية
صنفت هورني الحاجات العصابية لمكونات نظريات الشخصية في علم النفس إلى ثلاث فئات ينتج عنها السلوك نحو الأشخاص الأخرى وهي
التحرك نحو الناس والتحرك ضد الناس والتحرك بعيداً عن الناس.
أساليب الحياة: تقود تلك التوجهات السابقة إلى ثلاثة أساليب من التوجه نحو الحياة:
– الطمس الذاتي: طلب رضاء الآخرين ومحبته.
– التمدد الذاتي: وهو الكفاح للتفوق.
– التجنب والتنازل: وهو التحرر من سلطة الأشخاص الأخرى.
فالأشخاص الأسوياء يستعملون تلك الأساليب بطريقة موازنة وفي الوقت المناسب، أما بالنسبة للعصابيين فيميلون إلى التركيز على طريقة واحدة، ويكبتون الطرق الأخرى ، وتزيد الطرق المكبوتة القلق لديهم.
أهداف نظرية هورني
تعتقد هورني حول إضافتها إلى نظريات الشخصية في علم النفس أنه إذا كان لدينا تصور دقيق لأنفسنا، فإننا سنكون أحرار في تحقيق إمكاناتنا وما نتمناه، ضمن حدود معقولة، واعتقدت أن تحقيق الذات هو هدف الشخص السليم من خلال الحياة.
وجهة نظر هورني في الإنسان
• ترى أن الإنسان لا تحركه الدوافع الفطرية، بل تحركه عوامل ثقافية، وحاجات عصابية.
• يهدف الإنسان من سلوكه الحصول على مشاعر الأمن من الآخرين.
• ترى بأن القلق يعد جانباّ أساسياّ يقوم بتفسير عمليات الأمن، والدفاعات الشخصية، وترى أن الهدف وراء هذه الدوافع توفير الأمن من خلال مشاعر كالعزلة، والخوف من الكراهية، وقلة الحيلة.
• ركزت على التفاعلات الإنسانية في السياقات الاجتماعية، فالقوى التي تدفع الأفعال الإنسانية والاتجاهات هي اجتماعية؛ كالتعاون، والحب، والغيرة، والكراهية.
•ركزت هورني على الشعور التي تركز عليها بعض نظريات الشخصية في علم النفس، وخاصة الأنا الأعلى، كما ركزت على التنشئة الاجتماعية والأسرة بشكل خاص.
• اهتمت بالأمومة وانتقدت فرويد في إهماله للأمومة وتأثير الثقافة على الشخصية، والعوامل الاجتماعية.
• وانتقدت فرويد في التصورات التي كانت لديه عن النساء وعن حسدهم للرجال، وإهماله للجوانب الثقافية في حياته.
أساليب النظرية
▪أساليب التوافق الكبرى عند هورني تنقسم إلى التحرك نحو الناس، كالطفل، أو التحرك ضد الناس، كالعدواني و المراهق، أو التحرك بعيدا عن الناس، كالابتعاد الراشد.
▪أساليب التوافق الثانوية تنقسم إلى: النقط العمياء، التبرير، التجسيد، المراوغة، الضبط الذاتي الزائد، الصواب التعسفي، السخرية.
تنقسم عوامل النمو النفسي عند نظريات الشخصية في علم النفس عند هورني إلى الصراع الأساسي، والقلق الأساسي، والتبرير، والإنكار، والكف، والتحذير، والبحث عن المجد."
مفاهيم أساسية في النظرية
▪الشر الأساس: هو سلوك الوالدين الذي يقلل من شعور الطفل بالأمان.
▪العداء الأساس: شعور الطفل الذي يقوم والديه بإساءة معاملته.
▪القلق الأساس: هو شعور الطفل بالوحدة والعجز.
▪تصنف هورني الطفولة بحاجتين أساسيتين هما الحاجة للأمان، والحاجة للرضا، ويعتمد الطفل اعتماداً كاملاً على والديه في إشباعهما، والشعور بالعجز هو شرط لنمو العصاب، وهو لا يعني أن الطفل سيقوم بقضاء بقية حياته، محاولا التعويض عن ذلك، والظروف الطبيعية تشبع حاجات الطفل لجعله سويا، أما حرمانه من ذلك الإشباع يؤدي إلى نمو العصاب، حيث يشعر بالذنب وعدم الجدارة.
▪الظروف البيئية التي تولد فقدان الأمان هي: العزلة، السيطرة، اللامبالاة، العدوانية، الحماية الزائدة، السلوك التسلطي، النزاعات الأسرية، انعدام التشجيع والعطف، العدوانية، انعدام الاحترام والتوجيه، السخرية والاستخفاف والإهانة.
النقد الموجه للنظرية
يرجع قلة دعم النظرية إلى صعوبة في قياس مفاهيمها، فتعتبر وضعت من الأطباء النفسيين وليس من علماء نظريات الشخصية في علم النفس النفسيين، والفرق بينهما هو أن العلماء النفسيين لديهم مؤهلات البحث العلمي الذي يؤكد صحة أو خطأ آراءهم ونظرياتهم.
العلاقة بين الذات المثالية والذات الواقعية في نظريات الشخصية في علم النفس
تمثل الذات الواقعية واقع الشخص، والذاتية المثالية هي ما يريد المرء أن يصير إليه.
ويعد لدى الشخص السوي امتداد الذات المثالية للذات الواقعية، فهي تبني على تقييم لقدرات الشخص، ولكنها عند الشخص العصابي تمثل مهربا من الذات الواقعية، فالعصابي لا يستطيع استغلال طاقته لتهذيب الذات الواقعية، ويمكن أن يقوم بالتخلي عنها، وبذلك يفقد مصدر قوته الحقيقي، ويعيش في عالم من الأوهام.
الفروقات بين فرويد وهورني
وجدت هورني أنه من الصعب تطبيق أفكار فرويد الموجودة لدي نظريات الشخصية في علم النفس، فقد اختلفت اختلافا تاماً عنه، فكانت الاختلافات تتمثل في الهو و الأنا الأعلى، عقدة أوديب، عقدة التكرار، حسد القضيب، الطاقة الحيوي؛ ولكنها وجدت بعض الاتفاقات معه مثل الدوافع اللاشعورية، والحواجز الانفعالية، وحيل الأنا الدفاعية."