أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

محاضرات في مقياس مدخل لعلم النفس التنظيمي

محاضرات في مقياس مدخل لعلم النفس التنظيمي 

مقدمة

يحتل علم النفس مكانة بارزة بين مختلف العلوم ويحظى باهتمام معظم فئات المجتمع حتى أصبح يطلق عليه اليوم "علم المهمات الصعبة" وقد امتد ليشمل ميادين الحياة كافة بحكم مجالاته المتعددة التي تدرس أنماط سلوك الإنسان في البيت، المدرسة الشارع المصنع والمتجر، واستناده إلى القوانين والمبادئ الأساسية التي تحكم السلوك الإنساني وتنظيمه واستعانته بالمنهج العلمي التجريبي وأدوات القياس المتقنة كل ذلك في إطار فهم الظاهرة النفسية والتنبؤ بها والسيطرة عليها والتوجيه فيها.

لذلك تعددت فروعه وتشعبت مجالاته واختصاصاته تبعا لتعدد المواضيع والمشاكل القائمة في المجتمع وبالنظر لتعدد المواقف يمكن أن يدرس من خلالها علم النفس سلوك الكائن الحي سواء كان إنسانا أم حيوانا ، صغيرا أو كبيرا، السلوك فطريا أو مكتسبا، فرديا أو اجتماعيا، سليما أو مرضيا سويا أو شاذا، ظاهريا أو باطنيا، شعوريا أو لا شعوريا، فان هذا العلم قد فرض على المختصين أن يقسموا علم النفس إلى مجالات أو ميادين يختص كل منها بقطاع محدد من السلوك.

محاضرات في مقياس مدخل لعلم النفس التنظيمي
محاضرات في مقياس مدخل لعلم النفس التنظيمي .

وتنقسم فروع علم النفس إلى نوعين الأول نظري Theoritical والثاني تطبيقي Applied حيث يحدد الأول الأسس التي تفسر السلوك بينما يستخدم النوع الثاني ما انتهت إليه الفروع النظرية سواء في الموضوع أو المنهج قصد حل مشاكل واقعية تخص الفرد والمجتمع.
فالفروع النظرية (البحتة) تستهدف لزيادة المعرفة السيكولوجية عن طريق الكشف عن الحقائق الأساسية والأسس النظرية للسلوك بجوانبه المتعددة، كما تختص باكتشاف القوانين والأسس التي تحكم سلوك الكائن الحي والتوصل إلى المبادئ التي يمكن من خلالها تفسير السلوك وتشمل الفروع النظرية إضافة لعلم النفس العام، علم نفس الحيوان، علم النفس الاجتماعي، علم النفس الفارق، علم النفس التكويني وعلم نفس الشخصية وعلم نفس الشواذ وعلم النفس الفيزيولوجي وغيرها. أما الفروع التطبيقية (العلمية) فتهدف إلى تحقيق أغراض علمية تطبيقية عن طريق إخضاع النظريات والأسس والحقائق التي توصلت إليها الفروع النظرية واستثمارها في حل المشاكل التي تواجه الأفراد والمجتمع. فهي فروع تطبق القوانين والمبادئ التي يتوصل إليها علماء النفس والمختصين بالدراسات الإنسانية لتحسين نوعية الحياة وترجمتها إلى مواقف علمية كما هو الحال بالنسبة للعلاج النفسي والكشف عن الجريمة وتعديل السلوك وزيادة الإنتاجية. بديع) محمود قاسم، 2001، ص 19-20).
ويأتي علم النفس العمل والتنظيم في مقدمة الفروع التطبيقية في علم النفس الذي ساعد كثيرا في تحديد المنظمات الوظيفية، وفرض التقدم والرقي في العمل بما يتفق وقدرات العمال وتحقيق علاقات عمل ودية ومستمرة، إضافة إلى التوصل لفهم عميق لدوافع العمال وحاجاتهم وأنماط سلوكهم وذلك في إطار تسيير سبل إشباع هذه الدوافع والحاجات والتغلب على المشاكل التي تواجهها.
إن تطور الفكر الإداري خلال سنوات طويلة من الممارسات في المؤسسات والمنظمات المختلفة وكذلك أسهمت دراسات وبحوث عدد من المفكرين و العلماء في إثراء المعرفة الإدارية ووضع نماذج و نظریات و مبادئ تفسير الإدارة كظاهرة اجتماعية وأثناء هذا التطور اتسم الفكر الإداري بسيمات ميزت كل مرحلة من حيث المداخل و الاتجاهات التي وجه إليها هؤلاء العلماء اهتماماتهم وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري ، وتتمثل في أكثر من مدرسة من مدارس الإدارة ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت على الفكر الإداري و لازالت تحظى حتى وقتنا هذا باهتمام الباحثين والدارسين و الممارسين للإدارة لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد وأساليب منظمة للأنشطة والأعمال الهادفة .

خاتمة

علم النفس العمل والتنظيم هو علم مستقل عن الاتجاهات والمذاهب السياسية، يهتم بدراسة العلاقات المتبادلة بين الأفراد والجماعات أثناء العمل والإنتاج ويشمل علاقات العمال فيما بينهم وعلاقاتهم بالإدارة والمشرفين والرؤساء والمرؤوسين، ويدرس مختلف المتغيرات النفسية والاجتماعية عند العاملين ذات العلاقة بالعمل والإدارة والإنتاج.
فهو العلم الذي يهتم بالعامل في مصنعه، والموظف في مكتبه والمعلم في مدرسته والإعلامي في مؤسسته إلى غير ذلك من المهن المختلفة والمتباينة في طبيعتها. كما يعني بحل مشاكل الصناعة وما يعترض بيئة المصنع من مشكلات فيزيقية ونفسية واجتماعية أي انه يبحث بالأسلوب العلمي عن أسباب المشكلات وتشخيصها للوصول إلى الحلول قبل أن يوصي بالعلاج.
و يشمل جميع المجالات المهنية و التنظيمية سواء كانت صناعية أو تجارية أو خدماتية أو إدارية أو حكومية أو خاصة ، فقد شهد تطورا كبيرا أرسى خلاله العديد من الأسس والاتجاهات الحديثة التي أثرت على مسيرته دفعته قدما للأمام و زادت في أهميته .

وإن تطور الفكر الاقتصادي مر بعدة مراحل و في كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر الاقتصادي و قاموا بنقد المدرسة التي قبلهم و لان كل مدرسة ظهرت في زمن و بيئة معينة و اهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت أفكارها و نظرياتها في وضع الاقتصاد الذي ظهرت في فترته و من بين هذه المدارس نجد النظرية العلمية خاصة و الكلاسيكية عامة التي أتت مفاهيم جديدة و العلاقة بين العامل و الإدارة و وضعت مناهج جديدة متمثلة في التصدي لمختلف المشاكل بسلاح العلم و على الرغم من أن هذه النظرية قد تعرضت لعدة انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين الإدارة و النقابات العمالية إلا أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات كانت تهدف إلى بروز مدارس أخرى .

تحميل كتاب محاضرات في مقياس مدخل لعلم النفس التنظيمي .pdf 

تعليقات