أساليب التفكير بناءا على نظرية ستيرنبرج Thinking Styles
في إطار التداخل أو الجزء البيني بين المعرفة والشخصية قدم ستيرنبرج نظريته اساليب التفكير التي كان يري أنها الطريقة التي يوجه بها الفرد ذكائه فأسلوب التفكير ليس مستوي الذكاء ولكنه طرق استخدام الذكاء , وهي ميول أو نزعات أكثر منها قدرات ,فهي طريقة الفرد في توجيه العقل.
أساليب التفكير بناءا على نظرية ستيرنبرج Thinking Styles. |
حدد ستيرنبرج ثلاثة عشر أسلوباً للتفكير تندرج تحت الفئات الخمس : الشكل ويشمل أساليب التفكير ( الملكي ، الهرمي ، الفوضوي ، الأقلى ) ، والوظيفة وتشمل ( التشريعي ، التنفيذي ، الحكمي ) ، والمستوي ( العالمي ، المحلي ) ، والنزعة (المتحرر ، المحافظ ) ، والمجال ( الخارجي ، الداخلي ) ويضيف إننا نميل عادة نحو أسلوب واحد فقط داخل كل فئة من الفئات الخمسة ويمكن توضيح خصائص الأفراد في ضوء أساليب التفكير عند ستيرنبرج علي النحو التالي :
أولاً : أساليب التفكير من حيث الشكل :
1- الأسلوب الملكيMonarchic style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بالتوجه نحو هدف واحد طوال الوقت ، يعتقدون في مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، تمثليهم للمشكلات مشوش ، متسامحون ، مرنون ، لديهم إدراك قليل نسبياً بالأولويات والبدائل ، يفضلون الأعمال التجارية ، والتاريخ ، والعلوم ، منخفضين في القدرة علي التحليل والتفكير المنطقي 0
2- الأسلوب الهرمي Hierarchic style :
ويميل أصحاب هذا الأسلوب غلي عمل أشياء كثيرة في وقت واحد ، يضعون أهدافهم في صورة هرمية علي حسب أهميتها وأولويتها ، ولا يعتقدون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ويبحثون دائماً عن التعقيد ومرنون ومنظمون جداً ومدركون للأولويات ، ويتميزون بالواقعية والمنطقية في تنأولهم للمشكلات 0
3- الأسلوب الفوضوي Anarchic style :
يتصف هؤلاء الأفراد بأنهـم مدفوعون من خلال خليط من الحاجات والأهداف ، يعتقدون أن الغايات تبرر الوسائل ، عشوائيين في معالجتهم للمشكلات ، من الصعب تفسير الدوافع وراء سلوكهم ، مشوشون ومتطرفون في مواقفهم ، ويكرهون النظام .
4- الأسلوب الأقلي Oligarchic style :
يتصف هؤلاء الأفراد باندفاعهم خلال أهداف متساوية الأهمية ، متوترون ، مشوشون ، لديهم العديد من الأهداف المتناقضة 0
ثانياً : أساليب التفكير من حيث الوظيفة :
1- الأسلوب التشريعيLegislative style :
وأصحاب هذا الأسلوب يفضلون الابتكار ، التجديد ، التصميم والتخطيط لحل المشكلات ، وعمل الأشياء بطريقتهم الخاصة ، ويفضلون المشكلات التي تكون غير معدة مسبقاً ، ويميلون لبناء النظام والمحتوي لكيفية حل المشكلة 0 ويفضلون المهن التي تمكنهم من توظيف أسلوبهم التشريعي مثل : كاتب مبتكر ، فنان ، أديب ، مهندس معماري ، سياسي أو صانع سياسة 0
2- الأسلوب التنفيذي Executive style :
ويميز الأفراد الذين يميلون لإتباع القواعد الموضوعية ، واستخدام الطرق الموجودة والمحددة مسبقاً لحل المشكلات ، ويميلون إلي تطبيق القوانين وتنفيذها ، والتفكير في المحسوسات ، ويتميزون بالواقعية والموضوعية في معالجتهم للمشـكلات ، ويفضلون المهن التنفيذية مثل : المحامي ، مدير ، رجل الدين .
3- الأسلوب الحكمي Judicial style :
وأصحاب هذا الأسلوب يميلون إلي الحكم علي الآخرين وأعمالهم ، وتقييم القواعد والإجراءات ، وتحليل وتقييم الأشياء ، وكتابة المقالات النقدية ، ولديهم القدرة علي التخيل والابتكار ويفضلون المهن المختلفة مثل كتابة النقد ، وتقييم البرامج ، والإرشاد والتوجيه .
ثالثاً : أساليب التفكير من حيث المستوي :
1- الأسلوب العالميGlobal style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بتفضيلهم للتعامل مع القضايا المجردة ، والمفاهيم عالية الرتبة ، والتغيير والتجديد والابتكار ، والمواقف الغامضة ، والعموميات ، ويتجاهلون التفاصيل .
2- الأسلوب المحلي Local style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بتفضيل المشكلات التي تتطلب عمل التفاصيل ، ويتجهون نحو المواقف العملية ويستمتعون بالتفاصيل .
رابعاً : أساليب التفكير من حيث النزعة :
1- الأسلوب المتحرر Liberal style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بالذهاب فيما وراء القوانين والإجراءات ، والميل إلي الغموض والمواقف غير المألوفة ، ويفضلون أقصي تغيير ممكن .
2- الأسلوب المحافظConservation style :
ويتصف هؤلاء الأفراد بالتمسك بالقوانين ، ويكرهون الغموض ، ويحبون المألوف ، ويرفضون التغيير ، ويتميزون بالحرص والنظام .
خامساً : أساليب التفكير من حيث المجال :
1- الأسلوب الخارجيExternal style :
ويتصف أصحاب هذا الأسلوب بأنهم يميلون إلي الانبساط ، والعمل مع فريـق ، ولديهم حس اجتماعي ، ويكون علاقات اجتماعية ، ويساعدون في حل المشكلات الاجتماعية 0
2- الأسلوب الداخلي Internal style :
يفضلون العمل بمفردهم ، منطوون ويكون توجههم نحو العمل أو المهمة ، يتميزون بالتركيز الداخلي ، يميلون إلي الوحدة ، ويستخدمون ذكائهم في الأشياء وليس مع الآخرين ، ويفضلون المشكلات التحليلية والابتكارية
المبادئ المميزة لأساليب التفكير:
وضع ستيرنبرج عدة مبادئ يري أنها تميز اساليب التفكير ويمكن تلخيصها علي النحو التالي:
1- الأساليب هي تفضيلات في استخدام القدرات وليست القدرات نفسها:
تختلف الأساليب عن القدرات وإذا لم يوجد هذا الاختلاف فلن يكون في حاجة إلي مفهوم الأساليب ,فمفهوم الأساليب يجب أن يكون إضافة بجانب مفهوم القدرات .فبعض الأساليب قد أهملت واندثرت عندما وجد انه لا تختلف عن القدرات.
2- الاتفاق بين الأساليب والقدرات يؤدي إلي تركيبه اكبر من مجموع هذه الأجزاء:
فلا يكفي للنجاح في عمل ما أن تتوافر لدي الفرد القدرات اللازمة لأداء هذا العمل ولكن أيضا الأساليب اللازمة له. فبعض الناس يشعرون بالإحباط في عملهم بالرغم من توافر القدرات اللازمة لهذا العمل لديهم, وذلك لأنه لا تتوافر لديهم الأساليب اللازمة لهذا العمل والعكس صحيح ,فالأساليب يجب أن تفهم علي أنها هامة لنوعية العمل الذي نعمله ولاستمتاعنا به مثلها في ذلك مثل القدرات.
3- اختيارات الحياة تتطلب ملاءمة الأساليب وأيضا والقدرات:
فكثير من الناس يختارون مهنة معينة ليس لأنها تتلاءم بصورة جيدة مع قدراتهم وأساليبهم في التفكير ولكن لان المجتمع أو الذات الأعلى لهم ترغب تلك المهنة, وهؤلاء الناس غالبا ما يكونون في نهاية الأمر غير سعداء ولا يحققون شيئا في عملهم. في المقابل هناك بعض الناس يختارون مهنه معينة لأنها تتلاءم مع قدراتهم وأساليبهم ,وهؤلاء غالبا ما يحصلون علي درجة مرتفعة علي مقياس الرضا المهني.
4- الناس يكون لديهم بروفيل من الأساليب وليس أسلوب واحد فقط:
فالناس لا يكون لديهم أسلوب واحد فقط ولكن بصورة أكثر بروفيل من الأساليب .فالشخص الذي يميل لان يكون إبتكاريا (ذو أسلوب تفكير تشريعي) ربما يكون منظما(ذو أسلوب تفكير هرمي) ,وربما يميل إلي العمل مع عدد كبير جدا من الناس الآخرين (ذو أسلوب تفكير خارجي),أو عدد قليل جدا من الناس الآخرين(ذو أسلوب تفكير داخلي).بالمثل الناس المنظمون ربما يفضلون أولا يفضلون العمل مع الناس الآخرين .بوحه عام. لا يوجد مقياس لبعد واحد من الأساليب . فالناس تتنوع في كل الأساليب.
5- الأساليب هي متغيرات عبر المهمات والمواقف:
فالفرد الذي يميل إلي الإبتكارية في عمله وفي العديد من جوانب حياته , لن يكون إبتكاريا في كل جوانب الحياة. فأسلوب التفكير الذي يظهر في مهمة ربما يختلف عن الأسلوب الذي يظهر في مهمة أخري.
6- الأفراد يختلفون في مرونتهم الأسلوبية:
لو أنه يوجد مفتاح للتوافق .فانه يكون في المرونة الأسلوبية. فالناس الأكثر مرونة يمكن أن يكونون أفضل في التوافق مع مختلف المواقف وعلي ذلك فالمرونة في أساليب التفكير مفضلة في معظم جوانب الحياة ,المدرسة,العمل,علاقات المودة مع الأفراد الآخرين,وحتى في التعامل مع النفس.
7- الأفراد يختلفون في قوة تفضيلهم للأساليب :
بعض الناس يفضلون بقوة أن يعملوا مع الآخرين, بينما أناس آخرون يفضلون علي نحو ضعيف أن يعملوا مع آخرين.
8- الأساليب تكتسب اجتماعيا:
حيث يكتسب الفرد أساليب التفكير من خلال مشاهدته لنماذج الدور وعندها يستدخل الفرد العديد من الخصائص التي يشاهدها في هذه النماذج, لذلك فالأطفال الذين يشاهدون نموذج لدور التسلطية يكونون عرضة لان يصبحوا متسلطين, أما الأطفال الذين يشاهدون نموذجا لدور المرونة فأنهم يميلون لان يصبحوا مرنين ,وعندما يكون لدي الوالدين أو المعلمين اساليب تفكير معينة فان الأطفال يميلون لنقل هذه الأساليب.
9- الأساليب يمكن أن تختلف أثناء الحياة:
فالأساليب التي يفضلها الفرد في بداية حياته المهنية يمكن أن تختلف عندما يرقي إلي الوظائف العليا. حيث تتغير الأساليب مع العمر,فالأساليب مثل القدرات مرنة وليست جامدة ,دينامية أكثر منها استاتيكية.فطريقة الفرد الآن ربما لا تكون طريقته بعد عشر أو خمس سنوات كما أنها من المحتمل ألا تكون طريقته في التفكير منذ عشر أو خمس سنوات.
10- الأساليب يمكن قياسها:
القياس مهم جدا في التربية, ذلك انه عندما نريد استخدام تكوين معين في التشخيص أو التنبؤ, فإننا في حاجة لمقياس أو أكثر لهذا التكوين,والأساليب لا تعاني من مشكلة القياس كما هو الحال بالنسبة لمفهوم الذكاء, فكثير من علماء النفس الآن يرون أن مقاييس الذكاء التقليدية إنما تقيس فقط جانبا ضيقا من الذكاء, ونتيجة لذلك فان ما نعتبره فرق بين اثنين في مستوي ذكائهم ربما يعكس فقط الفرق في جزء صغير جدا من مستوي ذكائهم.
11- الأساليب يمكن تعلمها:
إذا كانت الأساليب يمكن اكتسابها بدرجة ما من خلال التفاعل الاجتماعي ,فانه يمكن تعلمها,وأحد الطرق لتعليم الأساليب يكون من خلال إعطاء الأطفال أو التلاميذ المهمات التي تتطلب منهم استخدام الأساليب التي نريد أن نعلمها لهم .فعندما يستخدم الفرد أسلوبا معينا في عدد من المهمات فانه سوف يميل لاستخدامه غالبا في التعامل مع المهمات الأخرى.
12- الأساليب الأفضل (ذات القيمة الأكبر) في وقت ما ربما لا تكون الأفضل في وقت أخر:
فالأساليب الملائمة لعمل معين قد لا تكون ملائمة لعمل أخر. فعلي سبيل المثال. أثناء النمو المهني للفرد .الأساليب الملائمة لمرحلة وظيفية معينة قد لا تكون ملائمة لمرحلة وظيفية معينة أخري.
13- الأساليب الأفضل في مكان ربما لا تكون الأفضل في مكان أخر:
المعلمون الذين يدرسون موضوعا واحدا في فصلين مختلفين قد يدركون ذلك. فالمعلم قد يشعر بالرغبة والراحة في تدريس موضوع ما في فصل دراسي معين ,ويشعر بالضيق والمشقة في تدريس نفس الموضوع في فصل أخر.فالأسلوب الأفضل والذي يكون ذا قيمة في مكان قد لا يكون الأفضل أو ذا قيمة في مكان أخر.
14- الأساليب بوجه عام ليست جيدة أو رديئة ولكن السؤال هو:هل الأسلوب صالح أو ملائم لهذا الموقف أو هذه الظروف؟:
فعندما نتحدث عن القدرات فإننا نتحدث عن الأفضل ,لكن يجب أن يكون واضحا أن الأساليب تكون أفضل أو فقط داخل السياق المعطي ,فالأسلوب الذي بلائم أن يكون صالحا في سياق معين ربما لا يكون ملائما أو صالحا في سياق أخر.فعلي سبيل المثال بروفيل الأساليب المطلوبة للمحامي أمام المحاكم يختلف عن بروفيل الأساليب لمحامي يعمل في مؤسسة ولا يدخل قاعة المرافعات.
15- خلط الاتفاق الأسلوبي مع مستويات القدرة:
نحن نميل لان نري الآخرين الذين يشبهوننا في الأساليب في مستوي قدرة اعلي مما هم عليه في الواقع,ونتيجة لذلك فان العديد من الأفراد لا يقيموا بدرجة ما. ولكن الذي يحدث هو إلي أي مدي هم يتفقون أو لا يتفقون في أسلوبهم مع أسلوب الشخص الذي يقيمهم. ويضيف ستيرنبرج قائلا بأنه يعمل ناشرا لمجلة نفسية ويستطيع تصنيف المحكمين الذين يراجعون المقالات التي ترد إلي المجلة لنوعيين:محكمين يحكمون المقالات في ضوء ما إذا كانت طريقة نظرا لكاتب تتفق وطريقة نظر المحكم,ومحكمين يحكمون المقالات في ضوء نوعيتها وخصائصها دون اعتبار لما إذا كانت طريقة الكاتب في رؤية العالم تتفق أو لا تتفق مع طريقة رؤية المحكم للعالم.
ونحن عندما نقيم الناس الآخرين فإننا غالبا ما نجد أنفسنا ننتمي إلي مجموعة من النوعيين السابقين,لكننا يمكن أن نستفيد بصورة أفضل من إبداعات الآخرين ونساعدهم علي النمو لو أننا نظرنا لهم في ضوء تفضيلا تهم أو قواهم الأسلوبية أكثر مما إذا كانوا يشبهوننا أم لا.