تحميل كتاب علم الاجتماع الفلسفي نقاشات وقضايا سوسيو فلسفية.
المقدمة:
رغم الانتقادات العديدة الموجهة للفلسفة واتهامها بأنها علم الأوهام وأنها لا تصل إلى حلول، إلا أنها تظل أم العلوم، والسياقة في البحث في العديد من المواضيع، ومهدت الطريق لبلاد العلوم الأخرى التي مهما انفصلت عنها وابتسع نطاق تحليلها وتشعب موضوعاتها، تبقى مرجعيتها الأولى للفلسفة. فالطفل لا يمكنه الانفصال عن أمه كلياً، ويرجع إليها للتأكد من المواضيع التي سبقته عنها. فالطفل ينمو والأم تتابع تطوراته حتى وإن كانت الطريق أمامه طويلًا ودونياً يبقى الفيلسوف أمام اجتماعي وتجاربي في القضاء.
وتعد الفلسفة الجري الأول الذي يسبق منه علم الاجتماع، نظرًا لتقارب موضوعاتها، وتشابه طرق التحليل والمناهج التي ينتهجها كل العلماء، حتى وإن كان هناك بعض الاختلاف في أسلوب التحليل والمنهج. لكن هذا الاختلاف ليس كلّياً؛ إذ أن نقاط التشابه كثيرة. والمدرسة التطورية في الفلسفة وعلم الاجتماع، طالما نددت بتعقب الظواهر والمواضيع ومعرفة نقاط التحول التي تشهدها الظاهرة في كل مرحلة. لنفهم جيدًا أن هذه المراحل متشابكة، لا يمكن فهمها بمعزل. فالظاهرة في العلوم علاقة ارتباطية تتابعية، والبحث الجيد هو الذي يسبح مجال تحليله، ويبحث في الظاهرة من كل الجوانب. وظيفتها معقدة جدًا في التحليل، وهناك الكثير من الظواهر التي تستند إلى التفكيك والتحليل.
اقرأ أيضا:
ويستمد من الفلسفة الكثير من الأساسات والإشارات الفلسفية. وكذا من علم الاجتماع ونظرياته لينتج بذلك نسق ضخم واسع التحليل. وفي نتائج التحليل دقة وأفق للتعمق، وهذا ما يتطلب سعة الإطلاع على التنوع في الظواهر ودراستها وأهمية الربط بينها بطريقة سيميولوجية، مما يصب عملية التحليل على الباحث، ويدفعه إلى التحصيل الأكثر والاقتراب من إتقان التحليل السوسيولوجي واعتماده في البحث. لدينا سنحاول في هذا العمل إسدال الستار على علم الاجتماع الفلسفي بالتعرف عليه وعلى طرقه ومصادر التحليل. وهذا ما سنقوم بعرض العديد من المواضيع ومعالجتها وتحليلها بالجمع والربط بين كل من الفلسفة وعلم الاجتماع؛ أي معالجة المواضيع وتحليلها بعين علم الاجتماع الفلسفي الذي يتسع نطاق تحليله من خلال مصدرين أساسيين للمعرفة، هما الفلسفة وعلم الاجتماع.
تحميل كتاب علم الاجتماع الفلسفي نقاشات وقضايا سوسيو فلسفية. |
ملخص كتاب "علم الاجتماع الفلسفي":
"علم الاجتماع الفلسفي" هو فرع من علم الاجتماع الذي يسعى إلى تحليل الظواهر الاجتماعية من خلال منظور فلسفي شامل. يجمع هذا التخصص بين منهجيات علم الاجتماع والفلسفة لفهم أعمق للعلاقات الاجتماعية، التطورات الحضارية، وقضايا الإنسان المعاصر.
الكتاب يستعرض العلاقة بين الفلسفة وعلم الاجتماع، ويؤكد أن الفلسفة كانت ولا تزال مصدرًا رئيسيًا للتفكير الاجتماعي. في حين أن علم الاجتماع يعتمد على التحليل العلمي والإحصائي، تستفيد الفلسفة من التأمل العميق والمفاهيم المجردة لفهم الظواهر. يجادل الكتاب بأن الجمع بين هذين المنظورين يتيح فهماً أكثر شمولاً للظواهر الاجتماعية.
من أبرز محاور الكتاب:
1. تاريخ تطور العلاقة بين الفلسفة وعلم الاجتماع: يقدم الكتاب نظرة على كيف أن الفلسفة قدمت الأسس الأولى لظهور علم الاجتماع وكيف تطورت العلاقة بين المجالين.
2. المنهج الفلسفي في تحليل الظواهر الاجتماعية: يناقش الكتاب الأساليب الفلسفية في تفسير الظواهر الاجتماعية، مثل استخدام النقد الفلسفي والتحليل الجدلي لتفسير التحولات الاجتماعية.
3. الفلسفة كمرجعية لتحليل القيم والمعايير الاجتماعية: يقدم الكتاب تفسيرًا للعلاقة بين القيم والمعايير المجتمعية وبين الأفكار الفلسفية التي تصوغ تلك القيم وتوجه المجتمعات في سلوكها وتفاعلاتها.
4. المدرسة التطورية: يناقش الكتاب المدرسة التطورية في الفلسفة وعلم الاجتماع، التي تركز على التغيرات التدريجية في المجتمع وكيفية تحليل هذه التغيرات من منظور فلسفي وعلمي مشترك.
5. نقد النظريات الحديثة: يحتوي الكتاب على تحليلات نقدية لبعض النظريات المعاصرة في علم الاجتماع، مشيرًا إلى قصورها في تغطية الجوانب الفلسفية العميقة التي تؤثر على فهمنا للواقع الاجتماعي.
بشكل عام، يعتبر "علم الاجتماع الفلسفي" مجالًا يسعى إلى الجمع بين البُعد التحليلي الفلسفي والمنهج العلمي الاجتماعي لفهم الظواهر الاجتماعية بطريقة أكثر شمولية وعمق.