كتاب نظريات التعليم عن بعد.pdf
مقدمة
لقد أصبح التعليم عن بعد في الوقت الحالي من أهم الموضوعات في مجال تكنولوجيا - التعليم والإتصالات التربوية، وعندما طرحت تعريفات متعددة لهذا المصطلح؛ تزايدت الحاجة إلى وضع تعريف محدد ومعياري له.وقد سئلت لجنة المصطلحات والتعريفات ؛ التابعة للجمعية الأمريكية للتكنولوجيا والإتصالات التربوية التي يرأسها إل يانوس زويسكي Al Januszewski" من أجل وضع تعريف للتعليم عن بعد، وتقديم معجم للمصطلحات المرتبطة بهذا المفهوم.
وهذا الكتاب تم وضعه في ضوء مصطلحات وتعريفات تكنولوجيا التعليم والتي تضمنها كتاب "تكنولوجيا التعليم ؛ التعريف والمجال " والذي كتبته كل من "باربرا سيلز وريتا ريتشي Barbara deels & Rita Richey وتم أيضاً تحت رعاية لجنة المصطلحات والتعريفات.
والتعريف المقدم في هذا الكتاب أسس على خلفية كتاب "التعليم والتعلم عن بعد: أسس التعليم عن بعد، الطبعة الثانية، ٢٠٠٥ ، كما تم جمع وتنقيح معجم المصطلحات بواسطة "لي آیرز شلوسر Lee Ayer Schlosser من جامعة أوريجون الجنوبية.
وقام "إل ستيلز Al Stiles من مركز المحاكاة والتدريب والأبحاث بإعداد الملحق الختامي، ويود المؤلفان أن يتقدما بالشكر الخاص إلى "ماري هيرنج Marry Herring" من جامعة أيوا الجنوبية، وأيضا إلى "سنثيا إيليوت Cynthia Elliott من جامعة ولاية فورت هايز.
نظريات التعليم عن بعد و مصطلحات التعليم الالكتروني. |
تعريف التعليم عن بعد
يعرف "التعليم عن بعد" بأنه:تعليم نظامي منظم تتباعد فيه مجموعات التعلم وتستخدم فيه
نظم الاتصالات التفاعلية لربط المتعلمين والمصادر التعليمية
والمعلمين سوياً".
وهناك أربعة مكونات أساسية لهذا التعريف:
المكون الأول: أن هذا النوع من التعليم يقوم على فكرة المؤسسات النظامية، وهذا ما يميز مفهوم التعليم عن بعد عن مفهوم التعلم الذاتي، أو الدراسة المستقلة، والمؤسسات المشار إليها في التعريف قد تكون مدارس تقليدية، أو كليات. وبالرغم من هذا يزداد عدد المؤسسات غير التقليدية التي تقدم تعليماً أو تدريباً عن بعد للملتحقين بها؛ فعديد من الشركات التجارية ومؤسسات إدارة الأعمال تقدم تعليماً وتدريباً عن بعد ومعظم التربويون والمدربون يؤيدون اعتماد تلك المؤسسات التي تقدم تدريباً أو تعليماً عن بعد وذلك من أجل إضافة المصداقية لهذا النوع من التعليم، ومن أجل زيادة كفاءة التعلم المقدم من خلاله، بما في ذلك إمكانية الحصول على شهادات معتمدة تعليمياً ومؤسسياً.
المكون الثاني: هو مفهوم التباعد بين المعلم والطلاب، وقد يظن البعض أن هذا التباعد هو تباعد مكاني فقط؛ فالمعلم يكون في مكان والطلاب في مكان آخر، ولكن هذا المكون يتضمن أيضاً التباعد الزماني بين المعلم والطلاب، فالتعليم غير المتزامن عن بعد يعني تقديم التعليم في وقت ما، واستقباله من جانب الطلاب في وقت آخر، أو في أي وقت يختارونه، وأخيراً؛ فلابد من تحديد واع لدرجة التباعد الزماني أو المكاني بين المعلم والطلاب، وبمعنى أخر ؛ فإن المعلمون على علم كامل وتام بالمفاهيم المقدمة في المقرر والتي قد لا يعيها الطلاب، وفي هذه الحالة؛ فلابد أن يكون اختزال التباعد هو هدف وغاية لنظام التعليم عن بعد.
المكون الثالث: وهو الاتصالات التفاعلية؛ وهذا التفاعل قد يكون متزامناً أو غير متزامن؛ في نفس الوقت أو في أوقات مختلفة، وهذا التفاعل هام للغاية ولكن ليس على حساب المحتوى التعليمي، وبمعنى أخر ؛ فمن المهم أن نوفر تفاعلاً مناسباً للمتعلمين لكي يتفاعلوا مع بعضهم البعض أو مع مصادر التعلم أو مع معلميهم. وإذا كان هذا التفاعل ليس من أولويات التعلم، إلا أنه يجب أن يكون متاحاً للمتعلمين، وشائعاً فيما بينهم، بل ومناسباً للاستخدام، ومتاحاً في أي وقت.
ولكنه ليس مقصوراً فقط على الوسائط الإليكترونية بل أنه يتضمن مفهوم "التواصل عن بعد" وبالتالي فقد يتضمن نظم المراسلات البريدية، كما يحدث في التعليم بالمراسلة وغيرها من نظم الاتصالات غير الإليكترونية. وبات من الواضح حالياً أن نظم الاتصالات الإليكترونية سوف تتطور وتتنامى وتصبح الدعامات الأساسية لنظم التعليم عن بعد، وعلى كل فسوف تستمر نظم الاتصالات البسيطة والقديمة في أداء مهمتها وبنفس الأهمية.
ويدل مصطلح "نظم الاتصالات" على الوسائط الإليكترونية مثل: التليفزيون والهاتف والإنترنت .
المكون الرابع : هو الربط بين المتعلمين والمصادر والمعلمين سوياً، بمعنى أن هناك معلمين يتفاعلون مع الطلاب ومع تلك المصادر التعليمية المتاحة لجعل التعليم ممكناً. وهذه المصادر لابد وأن تخضع لإجراءات التصميم التعليمي المناسبة حتى يمكن استيعابها ضمن الخبرات التعليمية للمتعلم ؛ وبالتالي تعزيز التعلم ، وقد تتضمن هذه المصادر مصادر مرئية، أو محسوسة، أو مسموعة. ويتضمن مفهوم "التعليم" عن "بعد هذه المكونات الأربعة ؛ فإذا غابت إحدى هذه المكونات أو بعضاً منها فسوف يختلف الوضع عما هو مفروض أن يكون عليه مفهوم التعليم عن بعد، ومن المهم أن نلاحظ أن التعليم عن بعد يتضمن عمليتا التعليم والتعلم عن بعد في آن واحد، ولذلك فإن تطوير وتصميم وإدارة وتقييم التعليم يقع تحت مفهوم التعليم عن بعد؛ بينما تقع الاستفادة من كل الخبرات التعليمية في مجال التعلم تحت مفهوم التعلم عن بعد. وطبقاً لمفهوم التعليم عن بعد بمعناه الأشمل فإن التعلم عن بعد لن يكون ممكناً بدون التعليم عن بعد.
تحميل كتاب