كتاب: سوسيولوجيا الانحراف بحث ميداني في مدينة بغداد . تأليف: أ .د. نبيل نعمان اسماعيل.
المقدمة
إن ظاهرة جنوح الاحداث ليست بالظاهرة الحديثة العهد في مجتمعنا العراقي وهي ظاهرة قديمة رافقت مجتمعنا العراقي، وهو علاقات كباقي المجتمعات الانسانية وبالذات التي تربطنا بهم وروابط سواء كانت قومية أو دينية أو لغوية، ولكن التباين بينها هو الفارق النسبي إضافة إلى الصور التي تظهر فيه هذه الظاهرة في مجتمعنا العراقي، كما تتباين في أسبابها لكونه من المجتمعات الذي شهد تغيرات كبيرة وكثيرة ومفاجآت حالت دون القدرة علــــى السيطرة على بعض هذه الفواصل التي كان لها الأثر الكبير والدور البارز في استفحال هذا النموذج من الانحراف وضمن هذه الفئة التي تعد عماد المستقبل لبلدنا لذا علينا الوقوف على خصائص الأحداث وعوائلهم.
هذا وقد اشتمل بحثنا هذا على خمسة مباحث تناولنا في المبحث الاول الإطار المنهجي للبحث من حيث الأهمية والهدف ومشكلة البحث. أما المبحث الثاني فقد كان تحت عنوان إنحراف الاحداث تناولنا فيه معنى الانحراف وكذلك نوع الانحراف ثم تطرقنا إلى النظريات السوسيولوجية للانحراف.
أما المبحث الثالث فقد تناولنا فيه الجذور الاجتماعية والثقافية للانحراف مركزين في ذلك على الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام
وأخيراً وسائل الضبط الاجتماعي.
أما المبحث الرابع فقد تضمنت الجانب الميداني من البحــث حيث قمنا بتوضيح المنهج المتبع في هذا البحث مع تهيئة استمارة الاستبيان وكيفية تحديد العينة يضاف إلى ذلك فرضية البحث ثم مجالات البحث الزمانية والمكانية والبشرية. أما المبحث الخامس والأخير فقد جاء ليحلل جميع البيانات التي تم جمعها من الميدان مركزاً في ذلك على خصائص الأحداث ومميزات أسرهم. وأخيراً جاءت الخاتمة لتتضمن أهم النتائج والتوصيات.
وفي الختام لا يسعني الا ان اتوجه بشكري وفائق امتناني الى الابن البار والزميل الوفي الاستاذ رسول مطلق لجهوده الجبارة لظهور هذه الدراسة الى الساحة الثقافية، ولولاه لما كتب لها ان تظهر مع تمنياتي له بالموفقية.
 |
| كتاب: سوسيولوجيا الانحراف بحث ميداني في مدينة بغداد تأليف: أ .د. نبيل نعمان اسماعيل. |
1- مشكلة البحث:
إن مشكلة جنوح الأحداث هي من المشكلات الجوهرية التي تجابه المجتمع نظراً لكونها تمس فئة عمرية من فئات السكان تتمثل في فئة الصبيان والفتيان والتي تتراوح أعمارهم مابين (189) سنة هذه الفئة التي يمكن أن تلعب الدور القيادي في مستقل نهضة وفاعلية وتقدم المجتمع فيما إذا منحت الرعاية والتربية الإيجابية والتوجيه والتقويم الفعال الذي يمكن أن ينقذها من الجريمة والرذيلة والجنوح.هذا فإن تعقد ظاهرة جنوح الاحداث بدأ في تزايد مستمر يوماً بعد آخر، إذ كلما زاد المجتمع تطوراً وتقدماً كلما زادت هذه الظاهرة بل ولبست ثوباً جديد يتناسب وطبيعة المرحلة حيث تكون متعددة من الجرائم لذا وجب الاهتمام بهذه الفئة بدءاً هنالك صور من الأسرة مروراً بالمدرسة ووسائل الاعلام وإنتهاءاً بالضبط الاجتماعي.
2 أهمية البحث:
لقد ظل الأحداث بعيدين عن دائرة الاهتمام الرسمية والشعبية ولا ينظر اليهم النظرة الحقة ومجاميع كبيرة من أفراد المجتمع تعتبر أن الأحداث صغار السن، يمكن تنشئتهم بالطرق المعهودة وإن حدث انحراف فإن الأسرة وأجهزة الضبط الرسمية ستقوم بصدهم وإصلاح الاعوجاج، لكن الأمر ليس بهذه السهولة فالمسألة أعمق بكثير من الاطروحات السطحية.وهذا البحث محاولة لتبيان سمات المنحرفين والاوضاع الاسرية التي يعيشونها وتحاول إلقاء مزيد من الضوء على مشاكل الاحداث وعوامل إنحرافهم الأمر الذي يمكننا من الإحاطة بمشاكل الاحداث ويعطينا زاداً لتلمس متطلباتهم والنظر بموضوعية إلـــى ما يعانونه من إهمال وتسيب وعدم اكتراث.
