📁 آخر الأخبار

علم النفس وعلم الاجتماع

علم النفس وعلم الاجتماع

يُعدّ كلٌّ من علم النفس وعلم الاجتماع من العلوم الإنسانيّة ذات الأساس الفلسفي؛ حيث درس الفلاسفة القدماء علم النفس في محاولة منهم لفهم الروح البشرية والتفاعلات الإنسانية، وتفسير الظواهر السلوكية البدائيّة مثل الغضب والحزن، وتطورت الدراسات في علم النفس حتى أصبحت أكثر شمولية، ليستقل بذاته عن علم الفلسفة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أما علم الاجتماع فقد كان ضمن دائرة اهتمامات ودراسات الفلاسفة الاجتماعيين منذ العصور القديمة ومنها إلى العصور الوسطى، ليظهر جلياً في العصر الحديث بصورته الحالية وبشكل منفرد عن العلوم الأخرى في أوائل القرن التاسع عشر.

علم النفس وعلم الاجتماع
علم النفس وعلم الاجتماع.

الفرق بين علم النفس وعلم الاجتماع

يُعدّ علم النفس وعلم الاجتماع فرعين مهمين من فروع الإنسانية، وعلى الرغم من تداخل هذين الحقلين المعرفيين بحكم تداخل العلوم الإنسانية بشكل عام؛ إلّا أنّ كل علم منهما يسير على مبادئ وقوانين مختلفة، ويظهر الاختلاف والتشابه بين كلا الفرعين من خلال القضايا التي يعالجها كل منهما، تحديداً عند دراسة المحاور الخاصة لهما بتمعن، وعند مقارنة تعريفيهما، والمواضيع التي يناقشانها، والأهداف التي يرميان إليها، والسياق التاريخي لنشأتيهما.

المفهوم

تتضح الفروق والاختلافات بين علم النفس وعلم الاجتماع عن طريق تعريف كل منهما، وبيان ذلك فيما يأتي:

تعریف علم النفس :

هو العلم الذي يقوم على دراسة جميع جوانب السلوك بطريقة علمية، بحيث يشمل كافة أشكال الاستجابات السلوكيّة؛ الحركيّة منها واللفظية، والتي تظهر على الفرد أثناء مع بيئته، بالإضافة إلى دراسة النشاط الوجداني والانفعالي، والخبرات الشعورية واللاشعورية، كما يهتم بدراسة النشاط الذهني والعمليات العقليّة مثل التفكير، والإدراك، والتذكر، تفاعله وغيرها.

تعريف علم الاجتماع: 

هو العلم الذي يدرس التفاعل الإنساني بشكل أساسي، والتأثيرات المترتبة على العلاقات المتبادلة بين الأفراد في البيئة الاجتماعية، سواء كانت هذه التأثيرات على الاتجاهات، أو المشاعر، أو الأفعال، كما يهتم بدراسة النظام الاجتماعي الذي تسير ضمنه كافة أشكال العلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى فهم ودراسة الظواهر الاجتماعية في المجتمع الإنساني وكافة الأنماط الاجتماعية، وعلاقة الإنسان بالمجتمع والثقافة.

المواضيع التي يعالجها كل علم تختلف المواضيع التي يتناولها علم النفس وعلم الاجتماع على النحو الآتي:

مواضيع علم النفس:

يُعدّ الإنسان الموضوع الذي يعالجه علم النّفس، فهو في إطاره التفاعلي والاستجابي واللفظي والحركي يتعاطى مع بيئته الاجتماعية والثقافيّة، أي أنّه يدرس الإنسان ككائن حي يتعلم ويشعر ويرغب ويفكر وينجز، ومن المواضيع التي يهتم علم النفس بفهمها وتفسيرها أيضاً آلية حدوث العمليات العقليّة والذهنيّة والعوامل المؤثرة بها، والمهارات والاستعدادات الطبيعية والمكتسبة التي يمتلكها الفرد مثل مستوى الذكاء العقلي، والمواهب المختلفة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى دراسة مواضيع الاستجابات والأنماط السلوكيّة والظواهر النّفسيّة، ومدى ارتباط الحالة النفسية بالصحة الجسمية، ويظهر بذلك أن علم النفس ينحصر في دراسة أشكال النشاط الإنساني الداخلي والخارجي الذهني والعقلي واللفظي والحركي.

مواضيع علم الاجتماع:

يهتم علم الاجتماع بدراسة الظواهر الاجتماعيّة بشكل خاص بصفتها ظواهر مختلفة كلياً عن الظواهر النّفسيّة أو البيولوجيّة أو غيرها من الظواهر الإنسانية، حيث يختص علم الاجتماع بدراسة الظاهرة الاجتماعيّة بشكل عام وجماعي بعيداً عن الإطار الفردي، فهي تُفرض على الفرد بشكل تلقائي بمجرد وجوده في مجتمع معين، ومن أمثلة الظواهر الاجتماعية التي يتم استقبالها من البيئة الخارجيّة المعتقدات والشعائر الدينية، والظواهر الخلقية والسياسية وماشابهها.

الأهداف

اهداف علم النفس الاجتماعي

يهدف علم النفس الاجتماعي إلى محاولة فهم السلوك الاجتماعي والعوامل التي تؤثر فيه وتجعله ممكن الحدوث أو حدث فعلاً، فعلى سبيل المثال ما الذي يجعل الناس هادئون أثناء الاجتماعات الرسمية.
يهدف علم النفس الاجتماعي للوصول إلى القدرة على التنبأ بالسلوكيات والظواهر الاجتماعية استناداً إلى معرفة العلاقات التي بينها ، فمثلاً الطالب الذي يأتي من خلفية اجتماعية هادئة ومهذبة يسهل التنبؤ بأنّه سيكون هادئ ومهذب أيضاً داخل المدرسة.
يهدف للوصول إلى نتائج حقيقية ومطابقة للواقع والتي تساعد على ضبط السلوك الاجتماعي للأفراد والتحكم فيه.

أهداف علم الاجتماع: وهي كما يأتي:

يسعى علم الاجتماع إلى تحقيق الفهم التام للأنماط السلوكيّة الاجتماعية الخاصة بمجتمع معين مع دراسة العوامل المؤثرة لهذه الأنماط على الفرد والمجتمع.
يهدف علم الاجتماع إلى شرح مكوّنات وأجزاء البناء الاجتماعي مع تحليل عناصره إلى مؤسسات المجتمع ؛ كما في المؤسسات السياسية والأسرية والاقتصادية والدينية، وفهم أهميّة ترابطها مع بعضها بشكل متكامل، فأي تغيير يطرأ على أي منها تظهر آثاره مباشرة على الأخرى، ويطلق على هذه العملية اسم التحول الاجتماعي.
تدعيم الارتباط والتواصل بين مؤسسات البناء الاجتماعي في المجتمع من حيث نشأتها، وتدعيم ارتباطها مع الأفراد؛ من حيث دورها في تقديم خدماتها المناسبة التي تساعدهم على تحقيق أهدافه.
يهدف علم الاجتماع إلى تشخيص المشكلات الاجتماعيّة العامة ومحاولة فهمها وتفسيرها مع تقديم الأساليب والحلول والخطط العلاجية المناسبة للقضاء عليها.
معرفة قوانين ومبادئ ظواهر التحول الاجتماعي.

المؤسس

ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع يعد العالم والفيلسوف العربي ابن خلدون أول شخص وضع الأساسات الأولى لعلم الاجتماع، وولد في تونس، في 27 أيار (مايو) عام 1332م، وله العديد من الإنجازات المهمة في علم الاجتماع، والاقتصاد، والفلسفة، وغيرها، ومن أشهر مؤلفاته كتاب المقدمة، والذي شرح فيه عن علم الاجتماع، وسماه علم (العُمران)؛ بسبب أنّه ربط هذا العلم مع السلوك الإنساني، والعمارة البشرية في المناطق التي يوجد فيها السكان، واعتبره علماً واسع النطاق، ويزداد نطاقه مع ازدياد المساحة العمرانية التي يشغلها الناس، فاعتمد في دراسته لعلم الاجتماع على توزيعات الأقاليم، وصنّفها إلى المجتمعات التالية: البادية، والقرية، والمدينة، وشرح أنّ الأفراد ينتقلون من مجتمع إلى آخر بتأثير عوامل اجتماعية عديدة، ومن أهمها البحث عن عمل.
مؤسس علم النفس: يعود الفضل الأكبر في تأسيس علم النفس واستقلاله عن العلوم الفلسفية إلى العالم الألماني فونت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، الذي أنشأ أول جهاز لخدمات البحوث السيكولوجية، ومن بعده أنشأ مختبراً نفسياً يخدم الدراسات التجريبية.

الخصائص الأساسية لعلم الاجتماع

علم الاجتماع علم تجريبي يقوم على الملاحظة وإعمال الفكر في الظواهر الاجتماعية، لا على البحث في مسائل ميتافيزيقية (علم) ما بعد الطبيعة)، كما أن نتائجه ليست تأملية بل تفسر العلاقات بين موضوعات البحث الاجتماعي تفسيراً علمياً.
علم الاجتماع علم تراكمي، بمعنى أن النظريات الاجتماعية الجديدة تستند على نظريات أخرى سابقة عليها.
علم الاجتماع ليس علماً أخلاقياً، بمعنى أن عالم الاجتماع لا يسأل عما إذا كانت الأفعال الاجتماعية خيراً أم شراً، ولا يصدر أحكاماً أخلاقية؛ ولكنه ينشد تفسيرها.

خصائص علم النفس علم النفس

يُعدّ علماً سلوكياً وليس نفسياً فقط، مثل سائر فروع العلوم التي تدرس مختلف أبعاد الحياة ولا تقتصر على جانب مُعيّن.
دراسة السلوك الإنساني بالاعتماد على مناهج بحث علميّة، ومن أهم طرقه الملاحظة المنظمة؛ والتجارب المضبوطة وليس وفقاً للتأمل، ولا يُعتمد على كلام الإنسان.
الاهتمام بالنواحي التطبيقية من مختلف النواحي، وخاصةً فيما يتعلق برفع مستويات الكفاءة الإنتاجية للأفراد في المؤسسات، وتوطيد العلاقات بين العناصر البشرية في المنشأة.
إيجاد حلول جذريّة لكافة المشكلات التعليمية والسلوكيّة التي تواجه الإنسان.
تعليقات