بطاقة فيلسوف: جان بول سارتر
جان بول سارتر (1905-1980 م فيلسوف ورواني وكاتب مسرحي كاتب سيناريو و وناشط سياسي فرنسي، ولد في 21
يونيو عام 1905، وتوفي في 15 أبريل 1980، يعتبر من أبرز فلاسفة المذهب الوجودي من مؤلفاته: «الوجود والعدم»، و الوجودية مذهب إنساني»، وعدد هائل من المسرحيات.
بطاقة فيلسوف: جان بول سارتر |
فلسفتی
تدين الفلسفة الوجودية على مختلف أنواعها وأشكالها لعبقرية الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، فمفهوم الوجودية هو وجود الإنسان والأشياء من حوله. وهنا تنبثق فكرة الاختلاف بين وجود الإنسان عن سائر الأشياء من حوله، فما حوله يبقى موجودات لا تزيد عن ذلك. أما الإنسان فإنه يتناول وجودة بعقله ويده فيصوغ نضه وكيانه ويستخرج جوهر وماهية. فيولد الإنسان ويحيا لسنين طوال يكون فيها ثابتا ومتغيرا في آن واحد. ثابتا لأنه معروف منذ اليوم الأول من عمره كانسان موجود لا أكثر ، ولكن وبعد عدة سنين نجد أنه قد تجوهر فظهرت ماهية وأصبحت له دلالة وجودية كانسان غني، فقير فيلسوف، جاهل، معلم، طبيب، محام ، الخ ... وهذا هو الجوهر أو الماهية بعد الوجود. صاغ سارتر فلسفته الوجودية ليؤكد أهمية الوجود الفردي للإنسان، ويدعوه إلى التمرد على سيطرة المجتمع، ويشعره بكيانه المستقل ، ويدعم حرية الإنسان ، وتتمثل الخطوط العامة لفلسفة سارتر فيما يلي :
القضية الأولى الإنسان حر لأن وجوده أسبق من ماهيته يرى سارتر أن الإنسان بطبيعته حر تماماً ، وهو الذي يصنع بنضه هذه الحرية ، وهو أيضا يختار بنفسه ماهيته الخاصة وصفاته المميزة له دون أي إجبار من غيره عليه ، و (ماهية الإنسان) هي صفاته الأساسية الخاصة التي تميز شخصيته عن غيره من الأفراد فالإنسان هو الذي يختار ماهيته بإرادته الحرة ( كأن يكون شجاعاً أو جباناً موظفاً أو تاجراً ، متعلماً أو جاهلاً ... إلخ ( الوجود الإنساني) يتمثل في الخروج بالإنسان إلى الحياة. وقد كانت الفلسفة التقليدية عند اليونان ترى أن الماهية تسبق الوجود. أما الفلسفة الوجودية فهي ترى أن الماهية تسبق الوجود في كل شيء ماعدا الإنسان فإن وجوده يسبق ماهيته أي أن الإنسان يولد (أي يوجد) أولاً وتتحدد فيما بعد صفاته ، حيث يترتب على وجود الإنسان أولاً في العالم أن تظهر ماهيته وخصائصه التي يصنعها بنفه ويختارها بإراداته الحرة ، دون أن يكون للظروف الخارجية أي تأثير في اختيار وصنع ماهيته. إن من نتائج القول بأسبقية الوجود على الماهية فكرة الحرية ، لأن الإنسان لم يكن شيئا في بدء وجوده. فهو الذي سيصمم نفسه، لأنه حر، بل هو الحرية ذاتها. ونحن وجدنا مع هذه الحرية، ولا مهرب لنا منها، وبها يخلق الإنسان نفسه بنفسه. ويعد سارتر الحرية حكما فرض على الإنسان فهي بمثابة المكون الأساسي لوجوده. ومن الواجب على الفلسفات أن تصبح فلسفة للحرية، وبذلك تكون فلسفة للوجود أي وجود الوعي والقيم والفكر.
القضية الثانية الإنسان مسؤول عن أفعاله ويتحمل نتائجها : مادام الإنسان حراً يختار أفعاله بنفسه ، فهو إذن يتحمل مسؤولية تلك الحرية وهذا الاختيار : لأنه بدون تحمل المسؤولية سيجعل الحرية التامة للفرد تؤدى إلى فوضى عامة ودمار شامل للمجتمع فالحرية الكاملة تستتبع المسؤولية
الكاملة.
القضية الثالثة مسؤولية الاختيار تولد القلق عند الإنسان : إن حرية اختيار الفرد لما يفعله ترتبط بتحمل مسؤولية ما يختاره وما يفعله ، وهذا يؤدى به إلى القلق والخوف من نتائج هذا الاختيار وتلك المسؤولية مثل القائد الذي يتخذ بكامل حريته قرار الحرب ولذلك فهو يتحمل نتائج قراره . ( فالقلق مصاحب للمسؤولية ) ولكن بدرجات متفاوتة، والقلق شيء طبيعي في حياة الإنسان الحر المسؤول ، وهو يختلف عن القلق المرضى الذي يؤدى إلى الاستكانة واللافعل . لكنه يعنى القلق البسيط الذي يعرفه كل من تحمل مسؤولية والإنسان يظل طوال حياته يعيش في قلق دائم، طالما أنه حر يختار ويتحمل مسؤولية اختياره.
من أقوالي
الإنسان مشروع وجود يحيا ذاتيا، ولا يكون إلا بحسب ما ينويه ويشرع بفعله، وبهذا الفعل الذي يختار به ذاته يخلق ماهيته بنفسه. الا اختار يعني أنني اخترت الا اختار.
أنا لو شئت أن أعرف شيئا عن نفسي .. فلن أستطيع ذلك إلا عن طريق الآخر... لأن الآخر ليس فقط شرطاً لوجودي ... بل هو كذلك شرط المعرفة التي لكونها عن ذاتي.
إننا لا نكتشف أنفسنا في عزلة ما، بل في الطريق في المدينة وسط الجماهير، شيئا بين الأشياء أناسا بين البشر أحتاج إلى وساطة غيري كي أكون ما أكون.
إن ماهية الكائن البشري معلقة بحريته وأن ما نسميه حرية هو إذن حرية لا يمكن تمييزه عن وجود الحقيقة الإنسانية حكم على الإنسان بأن يكون حراء.