أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

مراجعة الدراسات السابقة ‏Literature Review

مراجعة الدراسات السابقة ‏Literature Review

هي عنصر من المقدمة، وجزء أساسي من الإطار النظري. وتعد نقطة أساسية في أي رسالة علمية لا يمكن القفز فوقها؛ لأن اختيار البحث والمشكلة المدروسة يقوم بالأساس على مراجعة هذه الدراسات. فلا يمكن أن ندرس موضوعا حتى نعرف ما كتب عنه سابقا لنكمل ما كتب ونحدد ما سنضيفه. فالفجوة العلمية لا تكشفها إلا مراجعة هذه الدراسات. ولهذه الدراسات السابقة أهمية كبرى لأي باحث علمي، بل أن توفرها من عدمه أساس استمرار الباحث العلمي في تبني اختياره للمشكلة. فهي تزود الباحث بالنتائج التي توصلت إليها، ومن ثم يبني عليها الباحث دراسته، وهو الهدف الأساس من الدراسات السابقة.
 
مراجعة الدراسات السابقة ‏Literature Review
مراجعة الدراسات السابقة ‏Literature Review

تذكر الدراسات السابقة مع لمحة عن كل منها باختصار في المقدمة لتصل بنا إلى الفجوة، وفي الإطار النظري نراجعها بتوسع.
وتشكل هذه الدراسات أهمية بالنسبة للباحثين المستجدين (تحديدا) حيث توفر لهم كما من المعلومات النظرية الجاهزة، وليس هذا فحسب، بل أنها تساعدهم في تحديد المراجع والدراسات التي يمكن الاستفادة منها.

🔴 فوائد مراجعة وتحليل ونقد الدراسات السابقة:

أ- تساعدنا على اختيار مواضيع وإشكاليات جديدة للبحث.
ب- تحدد لنا إلى أي نقطة وصل العلم في دراسة موضوعنا وما له علاقة به. وبالتالي نتجنب تكرار المكرر.
ج- هي دليل على أصالة وجدة البحث أو عدم أصالته. ولذلك يعتبر إغفالها قصدا أو التقصير في حصرها ضعفا في الأمانة العلمية.
د- تحدد لنا من أين يفضل أن تبدأ دراستنا وعلى ماذا ينبغي أن نركز. وطبعا يكون التركيز على ما أهملت بحثه أو الثغرات والنقص فيها، أو نتناول ما درسته من زوايا جديدة.
ه- قد تهمس لنا بأخطاء من سبقنا فنتجنب الوقوع بها.
و- هي مراجع قوية لدراستنا.
ز- تدلنا على مراجع ومصادر أخرى مهمة لم نكن سنعرفها لولاها.
 ولكن كيف يمكن الاستفادة من الدراسات السابقة وكتابة ما تم الاستفادة منه، وأين، وما هو الأسلوب الأنسب في ذلك، وأي الدراسات يشكل أهمية أكبر؟

لدينا مدرستان في مناهج البحث إزاء التعامل مع الدراسات السابقة:

1️⃣ المدرسة الأولى:

ترى أن يتم إجراء تحليل نقدي للدراسات السابقة بعد تصنيفها وفق محاور معينة وعرض ملخص لذلك يبرز الباحث من خلاله موقع بحثه منها.

2️⃣ المدرسة الثانية:

فترى توظيف هذه الدراسات في مراحل الدراسة، فهناك دراسات يكون موقعها المقدمة ليستدل بها الباحث على ضرورة القيام ببحثه، وهناك دراسات توضع في الإطار النظري للبحث، وأخرى يستفيد منها عند مناقشة النتائج وتفسيرها.
ونحن في صفحة مدونة الدراسات العليا نفضل الاستفادة من المدرستين عند عرض الباحث للدراسات السابقة. وأيا كانت الطريقة التي سيتبعها الباحث فلا بد من توظيف الدراسات السابقة في البحث وعرض ملخص واف وتحليل نقدي لها في الوقت عينه حتى يتيقن القارئ من أن الباحث قد استعان بالمصادر الأولية في جمعها، ويطمئن إلى أن الدراسة التي يقوم بها الباحث جديدة.
الواقع الحالي هو أن تعامل الكثير من الباحثين الأغرار مع الدراسات السابقة يعتمد على أسلوب مسحي تقليدي قوامه العناصر الآتية: (اسم الباحث- عنوان الدراسة - المنهج- الأدوات - التساؤلات أو الفرضيات - نتائج الدراسة -اتفاق الدراسة واختلافها عن دراسة الباحث)
أما حديثا فالبحث العلمي قد تجاوز هذه الطريقة التقليدية إلى طرق أخرى تحقق الفائدة المرجوة من الدراسات السابقة بصورة أفضل، ولهذا يصبح الجدل حول كيفية عرض هذه الدراسات طبقا للترتيب الزماني أو غير ذلك، ضعيف الجدوى.

أهمية ذكر ملخص للدراسات السابقة وتقديم تحليل نقدي لها في خطة الدراسة:

أ- التأكيد للقارئ على أن مشكلة الدراسة التي وقع عليها الاختيار، لم يتم تناولها من قبل، أو تم تناولها ولكن بدون عمق وتفاصيل كافية، أو تم تناولها بعمق وتفاصيل ولكنها ركزت على جوانب معينة غير الجانب الذي سوف تركز عليه الدراسة الحالية.
ب - صياغة أهداف الدراسة على ضوء ملخص الدراسات السابقة وجعلها تركز على:
1- الموضوعات التي لم تتطرق لها الدراسات السابقة.
2- وعلى الموضوعات التي لم تركز عليها.
3- أو على الموضوعات التي ركزت عليها ولكن لم تخرج فيها بنتائج محددة.
ج- استفادة الباحث من تجارب السابقين، وخاصة إذا تم تناول المشكلة في بلد آخر أو في بيئة تختلف عن بيئة منطقة الدراسة، الأمر الذي يُمكن الباحث من المقارنة.
د- الاستفادة من خبرات الباحثين في سبل تناولهم للمشكلات والمصادر التي استمدوا منها معلوماتهم، وطريقة عرضهم وتحليلهم لها.

🔴 خطوات إجرائية في عرض وتفريغ وتحليل الدراسات السابقة

أولا: يقوم الباحث بجمع الدراسات السابقة التي يرى أنها مرتبطة بمشكلته البحثية، ويقرؤها بتؤدة.
ثانيا: يحدد من هذه الدراسات ما يرى أنها ذات علاقة مباشرة مع مشكلته البحثية، وتلك التي ليست لها علاقة مباشرة. أما المعيار الذي يحكم به على ذلك فهو كون الدراسة السابقة أفردت الموضوع بعمل مستقل، ثم تلك التي أفردت له فصلا مستقلا، ثم تلك التي أفردت له مبحثا أو مطلبا مستقلا، مع الوضع في الاعتبار أن أمر درجة العلاقة هذه نسبي، ولهذا فهو متروك لتقدير الباحث. وبناء على ذلك المعيار فإن هذه الدراسات ذات العلاقة المباشرة تكتب في فصل الدراسات السابقة. أما الفقرات والإشارات غير البارزة التي ظهرت عرضًا في دراسات ليست وثيقة الصلة بمشكلة البحث، والمعلومات التي صلتها ليست وثيقة به، فهذه تكتب ضمن المادة العلمية التي سوف يؤلف منها الباحث صلب بحثه. وتظهر مساهمة الباحث هنا في المجهود الذي يلم به شعثَ مادة متفرقة أو متناثرة في مراجع عديدة، أو توضيح قضية غامضة، أو استنتاج جديد، ويجب عند عرض الباحث للدراسات السابقة أن يراعي ترابط فقرات فصل مراجعة الدراسات السابقة بصورة متسقة ومنطقية.
ثالثا: يصمم الباحث جدولا تحتوي أعمدته على العناصر المتعلقة بمشكلته البحثية، وتحتوي صفوفه على الدراسات السابقة، ثم يحدد ما كتبته هذه الدراسات عن عناصر مشكلته البحثية، ثم يكتب في ورقة منفصلة ماذا كتبت هذه الدراسات جميعها في هذا العنصر وغيره.
عند الاطلاع على الدراسات السابقة أو مراجعة الأدبيات، يستحسن التركيز على عدة نقاط أساسية في الدراسة:
نقد المحتوى
كأن تكون عناصر الدراسة لم تشتمل على بعض الأطر النظرية أو المواضيع المهمة التي يجب أن تتناول في هكذا مواضيع.
نقد المنهجية
ربما كان استخدام المنهجية غير مناسب لبعض تلك الأسئلة أو المشكلات أو الدراسات (أو ربما كان رائعا والدراسة قدمت نتائج رائعة وقوية ومقبولة علمياً. تذكر: النقد ليس شرطاً أن يكون سلبياً.
نقد لمجتمع أو لعينة الدراسة
ربما عينة الدراسة غير مناسبة أو قليلة (مثل: دراسة تناقش تدريب المعلمين: لكن الباحث ركز على جمع الدراسات من المدربين ولم يدرج المدرسين، أو كان العينة غير كافية أو غير ممثلة إحصائياً.
نقد للمصداقية والثبات
هل حققت الدارسة شروط الصدق والثبات المتفق عليها في هكذا دراسات؟ وهذه الشروط والمعايير تتغير بتغير المنهج الذي بنى عليه الكاتب دراستة، فلكل منهج محددات توضح الصدق والثبات فيه، لذلك يجب معرفتها ومعرفة مدى توافق الدراسة محل التحليل لاتباع هذه المعايير بدقة.
نقد للنتائج
ربما تكون النتائج لا يتفق الباحث معها لأسباب: خطأ منهجي، خطأ موضوعي، أو خطأ في تحليل البيانات أو عرضها، لذا فيستحسن مقارنة النتائج مع نتائج الآخرين وبيان موضوعية كل منها.
من المهم جداً أن يسأل الباحث نفسه:
🔹ما الهدف من إدراج هذه الدراسة؟
🔹وما علاقتها بالدراسة التي يقوم بها؟
🔹وكيف تدعم أو تخالف ما سيصل إليه؟
وربط ذلك كله بسؤال البحث الأساسي، فإن لم يكن هناك ارتباط ظاهر جلي فالأفضل إعادة النظر في إدراج هذه الدراسة.

🔴 مراحل التعليق على الدراسات السابقة:

عند كتابة فصل الدراسات السابقة: يحسن بالباحث عدم الاكتفاء بالتلخيص. هدف الباحث من مراجعة الأدبيات هو إيجاد الفجوة، فالبدء بها مهم جداً للقارئ لإيضاحها وأين تكون مساهمة البحث في ردم هذه الفجوة المعرفية أو التطبيقية. وهذه المراحل ليست اختيارية بل تأتي في تطور الفكرة البحثية ووقت الكتابة.
قبل مرحلة جمع البيانات:
في المراحل الأولى أو عند كتابة خطة البحث يكون التعليق على الدراسات السابقة قبل مرحلة جمع البيانات الحقلية، لذا فيكون الربط بناء على خطة الباحث والنتائج المتوقعة من البحث، واكتشافه للفجوة من خلال ما قرأ وحلل ثم كيف سيعالج البحث هذا النقص.
بعد مرحلة جمع البيانات:
بعد جمع البيانات سواء كانت كمية أو نوعية فيجدر به أن يحدد بوضوح ما هو الفرق بين ما توصل إليه وما توصل إليه الآخرون؟ وكيف أن نتائج بحثه تفيد في جانب معين، أو تتميز بطرح جديد (الأصالة العلمية) أو أنها تخالف جانباً مما توصل إليه السابقون؟
المرحلة الثانية تظهر بوضوح في الفصل قبل الأخير وهو مناقشة النتائج.
أهم نقطة في التعليق على الدراسات السابقة هي التعليل؛ ‏لأنه لا يكفي أن يذكر الباحث ما توصل إليه ويقارنه بما توصلت إليه النتائج السابقة، بل لا بد له أن يركز على التعليل والتفسير للنتائج المتناقضة أو المتشابهة.

🔴 طريقة عرض الدراسات السابقة:

تختلف الثقافة البحثية في عرض الدرسات السابقة، ولكن عند النظر لأغلب ما ينشر من الرسائل العربية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، فهي غالبا من خلال استقراء الكاتب الذي لا يخرج عن طريقة العرض العنواني؛ وهي عرض لعنوان الدراسة ثم ملخص قصير لها، وأبرز النتائج, وفي نهاية هذه الدراسات تعليق للباحث على الدراسات السابقة، وأحيانا يكون التعليق هو تلخيص لأهم النتائج.
 وهذه الطريقة يحذر منها بعض الأساتذة في مناهج البحث، وهي تشبه عرض قائمة بالمراجع مع قليل من الشرح.
العيوب في هذه الطريقة هي:
1.عدم ذكر أوجه الاختلاف والتشابة بين الباحثين السابقين، ووجهات نظرهم والقضايا التي ناقشوها.
2. لا تصنف الباحثين في مجموعات، فمثلا لو وجدت عددا من الباحثين اتفقوا على نتيجة معينة فيكفي ذكر النتيجة ثم جمعهم جميعا بين قوسين.
3. قد لا تساعد في تحديد الفجوة، فالاتساق الموضوعي مفقود نوعا ما، والفجوة قد تكون موجودة في نقاط كثيرة في البحث فيستحسن ذكرها كلما سنحت الفرصة، ولكن في هذا النموذج لا يستطيع الباحث التركيز على ذلك.
4. ربط الدراسة بالدراسات السابقة من حيث الموضوعات وتفريعاتها الأساسية.
يوجد عدة طرق اخرى وأهمها الاول والثاني:
1. التسلسل التاريخي:
يكون جمع الدراسات ومناقشتها بناء على تاريخ النشر، وتوضيح مدى التطور في الموضوع من خلال مدة زمنية، ربما تكون مفيدة في مواضيع معينة مثل التطور التاريخي لنظرية معينة. ويكون تركيز النقاش هنا على أبرز المنظرين لهذه النظرية، والاسهامات التي قدموها، ومدى الاختلاف بين بعضهم البعض، وكيف أثرت هذه النظرية في النظريات الاخرى.
2. طريقة الموضوعات:
تقوم على جمع الدراسات ومناقشتها بناء على موضوعات محددة مسبقاً، ومناقشة الدراسات السابقة من خلال المواضيع الجانبية: فمثلا يتم تصنيف قسم مراجعة الدراسات السابقة في عدة أقسام أو مواضيع لتكون أشبه بالإطار النظري.
3. المفاهيم العامة للموضوع: باستخدام الخرئط المفاهيمية وهي عبارة عن تدرج شجري للموضوع.
4. السبب والمسبب أو النتيجة والأثر في الدراسات السببية أو عند وجود موضوع مبني على هذا الترابط.
5. المقارنة بين الاختلافات والمتشابهات في دراسات المقارنة.
6. التصنيف بناء على منهجيات البحوث هل هي كمية أو نوعية.
وتبقى أهم نقطة في مراجعة الدراسات السابقة هي أن يبرز الباحث بماذا سيختلف بحثه عنها، وماذا سيضيف من جديد.

ملخص

مراجعة الدراسات السابقة هي عملية جمع وتحليل المعلومات من الدراسات المنشورة حول موضوع معين.
أهمية مراجعة الدراسات السابقة:
 * تحديد الفجوة المعرفية: ما هي الأسئلة التي لم يتم الإجابة عليها بعد؟
 * تجنب تكرار الأبحاث: ما هي الدراسات التي تم إجراؤها بالفعل؟
 * تطوير أطروحة بحثية قوية: ما هي الفرضيات التي يمكن اختبارها؟
 * تحسين جودة البحث: ما هي أفضل الممارسات في هذا المجال؟

خطوات مراجعة الدراسات السابقة:

 * تحديد موضوع البحث: ما هو السؤال الذي تريد الإجابة عليه؟
 * البحث عن الدراسات ذات الصلة: كيف ستجد الدراسات التي تهمك؟
 * تقييم جودة الدراسات: هل الدراسات موثوقة؟
 * تحليل النتائج: ما هي النتائج الرئيسية؟
 * كتابة تقرير مراجعة: ما هي المعلومات التي جمعتها؟

نصائح لمراجعة الدراسات السابقة:

 * ابدأ مبكراً: إعطاء نفسك وقتاً كافياً للبحث والتحليل.
 * كن منظماً: استخدم نظاماً لتتبع الدراسات التي قرأتها.
 * كن دقيقاً: تأكد من نقل المعلومات بدقة.
 * كن موضوعياً: تجنب التحيّز في تحليلك.
هل تريد معرفة المزيد عن مراجعة الدراسات السابقة؟
تعليقات