أهمية القراءة وفوائدها وطرق تحبيبها للطلاب
أهمية القراءة وفوائدها وطرق تحبيبها للطلاب. |
مفهوم القراءة
القراءة هي عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفا لتكوين معنى والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك، وهي جزء من اللغة التي تعتبر وسيلة للتواصل والفهم. و نعلم أن اللغة تتكون من حروف وأرقام ورموز معروفة ومتداولة. و هي – أي اللغة – تتكون من قراءة وكتابة وقواعد. فالقراءة هي وسيلة استقبال معلومات الكاتب أوالمرسل للرسالة واستشعار المعنى وهي وسيلة للتثقيف وكل هذا يتم عن طريق استرجاع المعلومات المخزنة في المخ والمعلمة من قبل من حروف وأرقام ورموز وغيرها. فيمكن تعريف القراءة على أنها عملية فكرية يتفاعل معها القارئ، ليحلل ويفهم ما يتلقى من معلومات مشفرة كتابة ليستخدمها لاحقا في حل ما قد يواجهه من مشكلات في مختلف المواقف.
أهمية القراءة وفوائدها
لم تعد تخْفَ على أحد أهمية القراءة فليس سرا أن للقراءة مزايا متعددة ومعروفة، مثل اكتساب المفردات و تحسين الرصيد اللغوي وزيادة المعرفة… لكن دراسات أجريت مؤخرا أظهرت أن للقراءة مزايا كثيرة أخرى نذكر بعضها في ما يلي:
تحسين القدرة على فهم الآخرين: عند قراءة رواية أو قصة، فإننا نتقمص دون وعي شخصية البطل الرئيسي في القصة أو أي شخصية نتعاطف معها، وهذا شيء تم تأكيده علميا عن طريق تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي RMI. وهذه القدرة على التعاطف مع خبرات الأشخاص الآخرين تبقى أداة قوية ومهمة بيد الطلاب لاستخدامها في جميع مراحل حياتهم.تحسين الإبداع: استخدام الخيال وتعلم مفردات جديدة واستيعاب مفاهيم جديدة وتمرين الدماغ، كلها من فوائد القراءة التي تؤدي إلى زيادة الإبداع. ففهم مجموعة متنوعة من الموضوعات يتيح للناس إنشاء روابط بين الأفكار المتباينة، وهذا شيء لم يكن ممكنا لولا المعرفة والقوة الذهنية المكتسبة من خلال القراءة.
تحسين الصحة النفسية والعقلية: القراءة تساعد على تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب، وتعزز الثقة بالنفس والسعادة. فالقراءة تنشط مناطق مختلفة من الدماغ، وتحفز النشاط العصبي والهرموني، وتحسن الذاكرة والتركيز والانتباه. كما أن القراءة تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف.
تحسين الصحة الجسدية: القراءة تساعد على تحسين الصحة الجسدية أيضا، فهي تخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتحسن النوم والهضم والمناعة. كما أن القراءة تقلل من الإدمان على الأجهزة الإلكترونية والمواد المنبهة، وتزيد من النشاط البدني والحركة.
طرق لتحبيب القراءة للطلاب
طرق لتحبيب القراءة للطلاب |
لتحسيس الطلاب بمدى أهمية القراءة، وأيضا لتحقيق الفوائد المختلفة لها، والتمكن من إحداث تغيير جذري في مهارات الكتابة لدى الطلاب، ومساعدتهم على اكتساب المعرفة والعلوم، جمعنا القائمة التالية من الطرق المساهمة على تحبيب للطلاب بالقراءة ومساعدتهم في التغلب على النفور المنتشر من المطالعة.
استراحة القراءة: لسبب أو لآخر، يحدث في أحيان كثيرة أن يربط الطلاب بين القراءة و الملل، حيث يظهرون غير مبالين أثناء حصص القراءة. بل قد يحدث أيضا أن يربط الطلاب القراءة بالعقاب وقد يظهرون امتعاضا منها وذلك بمقارنتها مع الفيديو – مثلا – الذي قد يأخذ كامل اهتمامهم و انتباههم. لهذا السبب وجب تغيير النظرة السائدة للقراءة وجعلها نشطة وممتعة. لتحقيق ذلك، و من حين لآخر، يجب تخصيص وقت تكون فيه القراءة هي النشاط الوحيد المسموح به في الفصل أو المدرسة، ويسمح للطلاب باختيار الكتب التي يحبونها والجلوس بالطريقة التي يرتاحون بها، ويشجعون على مشاركة آرائهم وانطباعاتهم عن ما قرؤوه مع بعضهم البعض.نادي القراءة: نادي القراءة هو مجموعة من الأشخاص الذين يجتمعون بانتظام لمناقشة كتاب معين اختاروه مسبقا. هذا النشاط يساعد على تعزيز حب القراءة والتعلم والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب، ويحفزهم على قراءة كتب مختلفة ومناقشتها بنقد وتحليل. يمكن للمعلم أو المرشد أن يشرف على نادي القراءة ويحدد القواعد والأهداف والمواعيد والكتب المناسبة للطلاب، ويشجعهم على المشاركة والاستماع والاحترام المتبادل.
الزيارات والرحلات: الزيارات والرحلات هي وسيلة ممتعة ومفيدة لتنويع الأنشطة القرائية وتعزيز الحماس والمشاركة بين الطلاب. يمكن للمدرسة أو المكتبة أو أي جهة معنية أن تنظم زيارات ورحلات لأماكن تتعلق بالقراءة والثقافة والتاريخ، مثل المكتبات والمتاحف والمعالم الأثرية والمعارض والمهرجانات والورش والندوات. وتساعد هذه الزيارات والرحلات على توسيع آفاق الطلاب وتعريفهم بمصادر معرفية متنوعة وتحفيزهم على القراءة والبحث والاستكشاف.
الدعم والتشجيع: الدعم والتشجيع هي وسيلة أساسية وضرورية لتحبيب الطلاب بالقراءة وزيادة ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم. يجب على المعلمين والأهل والمجتمع بشكل عام أن يدعموا ويشجعوا الطلاب على القراءة والتعلم والتطور، وأن يقدموا لهم النصائح والإرشادات والتوجيهات اللازمة، وأن يثنوا على جهودهم وإنجازاتهم، وأن يحترموا اختياراتهم واهتماماتهم، وأن يساعدوهم على التغلب على الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم.
- اقرأ كتب الإرشاد
واحدة من أفضل الطرق لتشجيع المتعلمين على القراءة هي دعوتهم لقراءة ما هم مهتمين به فعلا. وفي هذا الصدد يمكن أن نقترح عليهم الكتب التي تشرح أو توضح ظاهرة أو عملية ما تهمهم، كالكتب التي تعلم الطبخ أو تلك التي تعلم الخدع السحرية، أو تلك التي تجعلهم متميزين في ألعاب الفيديو. كل هذا بهدف استغلال دوافعهم الذاتية، حيث أن هذا الأسلوب يساعد الطلاب على اكتساب مهارة التعلم الذاتي، وربّما تحويلها لاحقا إلى أسلوب حياة.
- الكتابة كمفتاح للقراءة
قد نلعب كرة القدم طيلة حياتنا لكننا قد لا نصل إلى مهارة اللاعبين المحترفين كأولئك الممارسين في الدوري الانجليزي مثلا. نفس الشيء ينطبق على الفرق بين قراءة الكتب و تأليفها. لكن هذا لا يمنع من تدريب الطلاب على محاولة الكتابة و التأليف ولو عبر كتابة قصص قصيرة أو خواطر تلقائية، فالمطلوب فقط هو تركهم يعبرون عن إبداعهم مع ضرورة العناية ببعض التفاصيل مثل تصميم غلاف للكتاب…لتحقيق أهداف كثيرة منها تعلم مفردات جديدة.
نهاية، ولإبراز أهمية القراءة ومكانتها، لن نجد أحسن من مقولة المؤلف نيل غيمن ” الكتاب هو حلم تحمله بين يديك “ لختام هذا المقال. فالقراءة ليست مهارة لتحقيق النجاح الشخصي والمهني لدى الطلاب فحسب، بل هي أيضا نشاط مهم ومؤثر يدفع رقي المجتمع ككل. فلا تتردوا في تجربة الأفكار و النصائح أعلاه لإقناع الطلاب بالقراءة فقد تكون هذه الخطوة الأولى نحو تغيير حياتهم.
هذه بعض الطرق والأساليب التي يمكن أن تساهم في تحبيب الطلاب بالقراءة وتشجيعهم عليها. ولكن هناك العديد من الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها وابتكارها بحسب الظروف والمتطلبات والإمكانيات. المهم هو أن ندرك أن القراءة هي مفتاح العلم والنجاح والتقدم، وأن نحرص على ترسيخ هذه القيمة في نفوس الطلاب والأجيال القادمة.
خاطرة عن القراءة
{اقرأ باسم ربك الذي خلق}
يجب أن نأخذ القراءة بقوة، وأن نحملها على محمل الجد وبدرجة مفرطة، فالصيغة الفعلية في اقرأ، وبصيغة الأمر، وأسلوب التقديم؛ كل ذلك يدل على أن القراءة أمر جدي وضروري أكثر مما نتصور!
لا يصح أن يقال عن القراءة هواية، فهي مثل الأكل والشرب والنوم والتنفس لا يمكن الحياة بدونها ولا يمكنك تركها، فهي ليست هواية لأنك بدونها مصيرك الهلاك والهلاك ليس هلاك الجسد فقط بل هناك مهالك أشد على الإنسان من هلاك جسده.
لا يجب أن تقرأ كتاب أو كتابين وتكتفي أو تخصص للقراءة أوقات الفراغ وأيام العطل ولكن يجب أن تكون القراءة هي منهج حياة وشيء أساسي تمارسه في حياتك، ولا يهم كمية المقروء بقدر أهمية الاستمرار اليومي فإن أنفع الأعمال أدومها وإن قلّت.
إذا استحضر المجاهد وعورة القراءة وكانت شاقة؛ لن يجد مركبًا يبلغ به غايته من تحصيل الوعي إلا مركب الهمة، فالعلم بعيد المسلك، غائر المطلب ولا يمكن البلوغ إلا بتوفيق الله ثم الإرادة الصادقة والشعور الحقيقي بالحاجة للوعي وإدراك حقيقة أنه سيل من المعرفة وأن هذا السيل إنما هو اجتماع للنقط.
خاتمة
في هذا المقال، تحدثنا عن مفهوم القراءة وأهميتها وفوائدها وطرق تحبيبها للطلاب. أوضحنا أن القراءة هي عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفا لتكوين معنى والوصول إلى مرحلة الفهم والإدراك، وأنها جزء من اللغة التي تعتبر وسيلة للتواصل والفهم. كما بينا أن القراءة لها مزايا عديدة على الصحة النفسية والعقلية والجسدية، وأنها تحسن القدرة على فهم الآخرين والإبداع والإنتاجية. وأخيرا، قدمنا بعض الطرق والأساليب التي تساعد على تحبيب الطلاب بالقراءة وتشجيعهم عليها، مثل استراحة القراءة ونادي القراءة والمسابقات والجوائز والزيارات والرحلات والدعم والتشجيع.
نأمل أن يكون هذا المقال مفيدا وممتعا لكم، وأن يزيد من حبكم واهتمامكم بالقراءة والتعلم. ندعوكم أيضا إلى المشاركة في نشر الوعي والثقافة القرائية بين أصدقائكم وأقاربكم ومجتمعكم، وأن تستفيدوا من الفرص والمصادر المتاحة لكم لتطوير مهاراتكم ومعارفكم. فالقراءة هي مفتاح العلم والنجاح والتقدم، وهي حق وواجب على كل إنسان.
قد يهمك أيضا قراءة كتاب: