مراحل تطور علم النفس
مراحل تطور علم النفس. |
علم النفس مر بالعديد من المراحل والحقب التاريخية التي شكلت تطوره وتنوعه. فيما يلي أبرز هذه المراحل:
علم النفس في العصور القديمة
في هذه المرحلة، كان علم النفس جزءا من العلوم الفلسفية التي تناولت مفهوم النفس أو الروح وعلاقتها بالجسد والعالم. كان الفلاسفة القدماء، مثل فيثاغورس، وسقراط، وأرسطو، وأفلاطون، يسعون إلى فهم طبيعة النفس الإنسانية ومكوناتها ووظائفها وأصولها ومصيرها. كما تناولوا موضوعات مثل العقل، والعاطفة، والإرادة، والفضيلة، والسعادة، والحكمة.
علم النفس في عصر الفلسفة الإسلامية
في هذه المرحلة، برزت الدراسات الفلسفية الإسلامية عن طريق العلماء والمفكرين المسلمين الذين كان لهم الفضل الكبير والأثر الواضح في الدراسات الغربية في عصر النهضة الأوروبية. كان هؤلاء العلماء يستندون إلى القرآن والسنة والعقل في تفسير الظواهر النفسية والسلوكية. من أبرز هؤلاء العلماء:
- الفارابي: كان أول من ترجم وشرح مؤلفات أرسطو في النفس والعقل، وأول من أدخل مصطلح علم النفس (علم النفس الطبيعي) في اللغة العربية. كما أنه أول من تناول موضوع الذكاء والموهبة والإبداع والمنطق والموسيقى والفنون والسياسة من منظور نفسي
- ابن سينا: كان أشهر الفلاسفة والأطباء المسلمين، وألف العديد من الكتب في الطب والفلسفة والنفس. كان من أوائل من درس النفس الإنسانية بطريقة علمية وتجريبية، وتناول موضوعات مثل الحس، والخيال، والذاكرة، والتفكير، والانفعالات، والشخصية، والمرض النفسي، والعلاج النفسي.
- الغزالي: كان أحد أعلام الفقه والتصوف والفلسفة الإسلامية، وألف العديد من الكتب في العقيدة والأخلاق والتربية والنفس. كان من أوائل من انتقد الفلسفة اليونانية والمتكلمين والباطنية، وأرسى أسس الفلسفة الإسلامية المستندة إلى الوحي والعقل والتجربة. كما أنه من أوائل من درس النفس البشرية من منظور تصوفي، وتناول موضوعات مثل النفس، والقلب، والروح، والعقل، والنية، والطهارة، والمعرفة، والحب، والخوف، والرجاء.
مرحلة الفلسفة الحديثة
في هذه المرحلة، شهد علم النفس تطورا كبيرا بفضل الاكتشافات العلمية والتقنية في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والفيزيولوجيا والرياضيات. كان الفلاسفة الحديثون، مثل ديكارت، ولوك، وهيوم، وكانط، وهيغل، يحاولون تفسير النفس الإنسانية بناء على المنهج العقلاني والتجريبي. كما تناولوا موضوعات مثل الوعي، والإدراك، والعقل، والمعرفة، والحرية، والأخلاق.
استقلال علم النفس عن الفلسفة
في هذه المرحلة، انفصل علم النفس عن الفلسفة وأصبح علما مستقلا بذاته. يعتبر عام 1879م هو تاريخ ميلاد علم النفس العلمي، حيث أنشأ العالم الألماني فيلهلم فونت أول مختبر نفسي في جامعة لايبزيغ، وبدأ بدراسة العمليات العقلية البسيطة، مثل الإحساس، والانتباه، والتمييز، والتفكير، بواسطة المنهج التجريبي والاستبطاني. تبعه العديد من التلاميذ والمتبعين، مثل تيتشنر، وكلشتشمر، وفيشنر، وفيشر، ومولر، وغيرهم.
بعد ذلك، ظهرت العديد من المدارس والاتجاهات النفسية المختلفة، وهي كالآتي:
علم النفس الشكلي (الجشتالتي)
تأسست هذه المدرسة في ألمانيا في أوائل القرن العشرين، وانتقدت البنيوية والوظيفية لتجزئتهما للعقل إلى عناصر بسيطة. وركزت على دراسة العقل ككل، وكيفية تنظيمه للمدخلات الحسية إلى أشكال وأنماط معنوية. واهتمت بموضوعات مثل الإدراك، والتعلم، والذاكرة، والإبداع، والحل المشكلات. ومن أبرز ممثليها: فيرتهايمر، وكوفكا، وكيلر.
علم النفس النفسي
تأسس هذا الاتجاه على يد كارل يونغ، أحد تلاميذ فرويد، الذي انشق عنه وأنشأ نظريته الخاصة. وركز على دراسة اللاوعي الجمعي، وهو المستوى الأعمق من اللاوعي الذي يشترك فيه جميع البشر، ويحتوي على الرموز والأرشيتيبات والأساطير والأديان. واهتم بموضوعات مثل الشخصية، والأنماط النفسية، والتحليل النفسي، وعلم الأحلام، والتنوير الروحي. ومن أبرز ممثليه: يونغ، وأدلر، وهورني.
علم النفس السلوكي المعرفي
تطور هذا الاتجاه في منتصف القرن العشرين، ودمج بين السلوكية والمعرفية. وركز على دراسة العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوك، وكيفية تأثيرها على الصحة النفسية والسلوكية. واستخدم الأساليب العلمية والتجريبية لفحص وتغيير السلوكات غير المرغوب فيها. واهتم بموضوعات مثل التعلم، والذكاء، والإدراك، واللغة، والذاكرة، والمشاكل النفسية، والعلاج النفسي. ومن أبرز ممثليه: سكينر، وباندورا، وبيك، وإليس.
هذه بعض من المدارس والاتجاهات النفسية التي شكلت تطور علم النفس. أتمنى أن تكون مقالتي مفيدة وممتعة لك.
قد يهمك أيضا قراءة: