الفجوة البحثية ومشكلة البحث: ما هو الفرق؟
الفجوة البحثية ومشكلة البحث: ما هو الفرق؟. |
مقدمة
عندما يقوم الباحث بإجراء دراسة علمية، فإنه يسعى إلى الإجابة على سؤال أو حل مشكلة ما تتعلق بمجاله. ولكن كيف يحدد الباحث ما هو السؤال أو المشكلة التي يجب أن يتناولها؟ وكيف يبرر أهمية وأصالة بحثه؟ هنا تظهر دور الفجوة البحثية ومشكلة البحث، واللتان تمثلان عنصرين أساسيين في صياغة الاستفهام البحثي والمنهجية البحثية.
مفهوم الفجوة البحثية
الفجوة البحثية هي عبارة عن نقص أو عدم وجود معرفة أو معلومة أو أدلة عن موضوع ما في الأدبيات السابقة. وبالتالي، فإن الفجوة البحثية تشير إلى ما ينقص في العلم أو ما لم يتم دراسته بعد. وبهذا المعنى، فإن الفجوة البحثية تمثل فرصة للباحث لإجراء دراسة جديدة ومبتكرة ومساهمة في تطوير المعرفة في مجاله.
مثال عن الفجوة البحثية
لنفترض أن الباحث يريد أن يدرس تأثير استخدام الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال. فقد يبدأ الباحث بمراجعة الأدبيات السابقة عن هذا الموضوع، ويجد أن هناك العديد من الدراسات التي تناولت تأثير الهواتف الذكية على الصحة النفسية للبالغين، ولكن هناك نقص في الدراسات التي تناولت تأثير الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال. وبالتالي، فإن الباحث قد يحدد الفجوة البحثية على النحو التالي:
الفجوة البحثية: رغم أن الأدبيات السابقة تشير إلى وجود علاقة بين استخدام الهواتف الذكية والصحة النفسية للبالغين، إلا أنه لا توجد دراسات كافية تستكشف تأثير الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال.
مفهوم مشكلة البحث
مشكلة البحث هي عبارة عن استفهام أو تساؤل يعمل الباحث على طرحه والبحث عن الإجابة عليه. وبالتالي، فإن مشكلة البحث هي ما يحدد هدف وغرض البحث. وبهذا المعنى، فإن مشكلة البحث تمثل التحدي أو الصعوبة التي يواجهها الباحث ويحاول حلها.
مثال عن مشكلة البحث
استناداً إلى الفجوة البحثية التي حددها الباحث في المثال السابق، فقد يصيغ الباحث مشكلة البحث على النحو التالي:
مشكلة البحث: ما هو تأثير استخدام الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال؟
الفرق بين الفجوة البحثية ومشكلة البحث
من خلال التعريفات والأمثلة السابقة، يمكننا ملاحظة بعض الفروق بين الفجوة البحثية ومشكلة البحث، وهي كالتالي:
- الفجوة البحثية تنطلق من الأدبيات السابقة، بينما مشكلة البحث تنطلق من الواقع العملي.
- الفجوة البحثية تعبر عن ما لم يتم دراسته بعد، بينما مشكلة البحث تعبر عن ما يجب أن يدرس.
- الفجوة البحثية تبرر أصالة ومساهمة البحث، بينما مشكلة البحث تحدد هدف وغرض البحث.
- الفجوة البحثية تكون عامة وشاملة، بينما مشكلة البحث تكون محددة ومحصورة.
خاتمة
يمكننا القول إن الفجوة البحثية ومشكلة البحث هما مفهومان مترابطان ومتكاملان في عملية البحث العلمي، ولكنهما ليسا متماثلين. فالفجوة البحثية تمثل ما ينقص في العلم، ومشكلة البحث تمثل ما يحتاجه العلم. وبالتالي، فإن الباحث يجب أن يكون قادراً على تحديد الفجوة البحثية وصياغة مشكلة البحث بشكل واضح ومنطقي، وذلك لإنجاز بحث علمي ناجح ومفيد.
أرجو أن تكون هذه المقالة قد أوضحت لك الفرق بين الفجوة البحثية ومشكلة البحث. إذا كان لديك أي تعليق أو سؤال آخر، فلا تتردد في الكتابة لي.
قد يهمك أيضا قراءة: