📁 آخر الأخبار

المقارنة بين المشكلة والإشكالية: فهم الفروق وتأثيراتها

 المقارنة بين المشكلة والإشكالية: فهم الفروق وتأثيراتها 

مقدمة

لقد أحاطت بالإنسان ظواهر مختلفة اثارت دهشته و استغرابه فدفعه فضوله للبحث والتقصي محاولا الكشف عن اسرارها وخباياها هذا البحث لا يكون الا بسؤال الذي يتحول الى مشكلة وهي وضعية تنطوي على التباسات وتثير الدهشة ويمكن حلها . وقد تتناول المشكلة قضايا ومعضلات فلسفية تثير انفعالا اشد واحراجا أكبر فتتحول الى اشكالية وهي القضية التي تحتمل الاثبات والنفي معا ولا يقتنع الباحث فيها بحل. فاذا كان كل من المشكلة والاشكالية يسعى لنفس الهدف وهو الاجابة عن الاسئلة المبهمة ويختلفان من حيث المضمون : فما طبيعة العلاقة
بينهما؟

المقارنة بين المشكلة والإشكالية: فهم الفروق وتأثيراتها
المقارنة بين المشكلة والإشكالية: فهم الفروق وتأثيراتها.

اوجه الاختلاف

تختلف المشكلة عن الاشكالية في ان المشكلة هي تساؤل مؤقت يستدعي جوابا مقنعا اما الاشكالية فهي عبارة عن تساؤل مستمر يتناول معضلات فلسفية المشكلة نتائجها مقنعة ويمكن حلها باحدى الطرق العلمية او العقلية مثل المشكلات الاقتصادية كمشكلة الديون والمشاكل الاجتماعية كمشكلة البطالة ومعنى ذلك انها قضية مستعصية صعبة يمكن الوصول بها الى حل ينهبها وهذا ما لمسناه في تساؤل نيوتن حول سبب سقوط الاجسام نحو الأرض وبعد 20 سنة تمكن من بلوغ هدفه لذلك قال كارل ماركس: ان الانسانية لا تطرح من المشاكل الا تلك التي تقدر على حلها" اما الاشكالية نتائجها تثير الشكوك وهي غير نهائية وكثيرا ما تنتهي بتناقص اراء الفلاسفة فتعلق قراراتهم بين الاثبات والنفي ولا يستطيعون الاقرار بحل نهائي مثل ايهما اسبق الدجاجة ام البيضة المشكلة. مجالها محدد اما الاشكالية مجالها منفتح لانها تحتاج الى ان تعالج من زوايا متعددة ولو حاولنا حلها تضيق علينا الخطط لما تحمله من الانسداد مثل : هل الانسان حرام مقيد ؟ المشكلة تثير الدهشة والاستغراب بينما الاشكالية تثير الاحراج وتولد الاضطراب النفسي والعقلي المشكلة قضية جزئية اما الاشكالية فهي قضية كلية .

اوجه التشابه ( الاتفاق )

رغم الاختلاف الموجود بين المشكلة والاشكالية الا ان كلاهما حصيلة أمر صعب ومستعصي يحتاج الى تحليل وبحث وتقصي . كما ان كلاهما ناجم عن تأمل فكري عميق ويسببان القلق والدهشة عند الانسان قال ارسطو ان الدهشة هي التي دفعت الناس الى التفلسف " بالإضافة لكون كلا منهما يطرحان في شكل استفهام ويساعدان على مضاعفة رصيد الانسان المعرفي وتبعا لذلك فهما يهدفان لادراك الحقيقة والتماس ماهية الاشياء وتجاوز الابهام والغموض بالاضافة الى ان كلا منهما ينبعان من غريزة الفضول وحب المعرفة والتساؤل لدى الانسان وهي طبيعة فطرية عنده قال جون ديوي ان التفكير لا ينشا الا في وجود مشكلة وان الحاجة الى حل أي مشكلة هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير" كما انهما يدفعان الباحث إلى البحث المستمر وبذل الجهد العقلي المتواصل سعيا لكشف المجهول وفك اللبس عن مختلف القضايا من اجل التطور العلمي كما ان كلاهما يدفعان الباحث للاقتراب من الحقيقة المطلقة والتوجه نحو الواقع الحسي بغرض معرفته والتلاؤم معه.

اوجه التداخل ( العلاقة بينهما )

ان العلاقة بين المشكلة والاشكالية هي علاقة الاصل بالفرع فالمشكلة تؤثر في الاشكالية باعتبارها قضية جزئية تساعد الفكر على الاقتراب من فهم الاشكالية ولحلها. ندرس المشكلات الجزئية كما ان الاشكالية هي المعضلة الكبرى التي تضم كافة المشكلات الجزئية فالعلاقة بينهما هي نفسها العلاقة بين الكل وجزئه اوبين المجموعة و عناصرها ولهذا تسمى الاشكالية " بمشكلة المشكلات".

الخاتمة

وفي الاخير نستنتج ان العلاقة بين المشكلة والاشكالية تنطوي على جانبين فهي انفصال من ناحية التعريف والمفهوم لان هناك تمايزا نظريا بينهما واتصال من ناحية الوظيفة لان كلاهما يكمل الآخر.

قد يهمك أيضا قراءة

تعليقات