أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

هل لكل سؤال جواب؟

هل لكل سؤال جواب؟

المقدمة:

يعيش الانسان في عالم مليء بالظواهر والاحداث فيدفعه فضوله الفطري الى محاولة معرفة أسرارها واكتشاف خباياها فهو دائما يسعى الى تحصيل المعرفة محاولا بذلك تجاوز حالة الجهل التي ولد عليها وذلك من خلال طرح التساؤلات والسؤال هو الطلب والالتماس و استدعاء المعرفة وهو كل ما يستوجب جوابا وهو الحافز الذي يدفع الانسان للبحث والتفكير الجاد في الظواهر لبلوغ المعرفة, والغوص فيها. 
لكن وقوف وعجز الانسان عن الاجابة عن بعض التساؤلات وقع فيها جدالا بين الفلاسفة والمفكرين فمنهم من أقر بان لكل سؤال جواب, ومنهم من ناقضهم واقر العكس وذلك نظرا لطبيعة التساؤلات وخصوصيتها المعقدة. ومنه نطرح الاشكال الاتي : هل يكون لكل سؤال جواب ؟

هل لكل سؤال جواب؟
هل لكل سؤال جواب؟.

الموقف الأول:

يرى انصار هذا الطرح أنه لابد ان يكون لكل سؤال جواب . لذالك فقد اكد الباحثون انه بامكاننا الاجابة عن الكثير من الاسئلة التي تواجهنا رغم التنوع والاختلاف وهذا يبرر تباين الاسئلة التي بالامكان الاجابة عنها رغم اختلافها بين الناس فالاسئلة البسيطة المبتذلة التي تعد سهلة بديهية لا تثير أي قلق او ارتباك في محاولة الاجابة عنها مثل: ما اسمك؟ كم عمرك؟ فهي اسئلة لا تستدعي تفكيرا وكذلك بالنسبة للاسئلة المكتسبة التي تتحكم فيها المكتسبات العلمية للانسان مثل: لماذا يتبخر الماء؟ هل الماء جسم مركب او بسيط؟ اما الاسئلة العملية اسئلة الوضعيات العملية ) فهي نوع من الأسئلة التي تضع الانسان في مواقف عملية محرجة تدعوه الى توجيه فكرة وتحريك ذكاءه للبحث عن مخرج مناسب لايجاد حلول عملية لها مثل انسي المسافر تذكرة الطائرة في البيت فما العمل؟" وكل هذه الأسئلة تمكن الانسان من الاجابة عنها مع مرور الوقت قال كارل ماركس ان الانسانية لا تطرح من المشاكل الا تلك التي تقدر على حلها على الرغم من ان الانسان تمكن من الاجابة على العديد من الاسئلة. لكن كيف نفسر عدم قدرة الانسان على اجابة على بعض الاسئلة التي استعصت الاجابة عنها وهي اسئلة تحير العقل وتدهش الانسان وتسبب له الاحراج والتوتر خاصة تلك التي تطرح حول القضايا الكبرى للحياة والكون والمشكلات العالقة التي تبحث عن حلول فكيف نفسر هذا النوع الذي لا نستطع الاجابة عنه؟

الموقف الثاني: 

یری انصار هذا الطرح بانه ليس بالضرورة لكل سؤال جواب وباننا لا نستطيع الاجابة عن كل الاسئلة ودليلهم في ذلك ان هناك حالات يتعذر فيها ايجاد جواب للاسئلة ففي البحث عن مصدر الشيء كان على شكل مفارقة يصعب ترجيح طرف عن اخر ومثال ذلك اسبقية الدجاجة عن البيضة فايهما يكون مصدر للاخر؟ فنقول بانها قضية لا يزال الموضوع الفلسفي يبحث عن حل لها وهناك ايضا بعض الاسئلة التي تثير القلق والتوتر النفسي والعقلي والدهشة والاحراج في نفسية الباحث ومثال ذلك: هل الاستنساخ خير ام شر ؟ ضار ام نافع؟ فهذا النوع من الاسئلة يضيق علينا الخطط ولا نصل به لحل مناسب, ونجد أيضا حالة اخرى يتعذر فيها ايجاد جواب للسؤال فيكون اساسا في الاجابات المتناقضة في بعض المسائل المختلفة لاسيما في مفهوم النهائي والللانهائي اضافة الى هذا نجد اسئلة تطرح عن حقيقة الانسان في الوجود مثل الاسئلة التي طرحها باسكال وهي: لماذا فرضت على هذه القامة القصيرة؟ لماذا ولدت في هذا البلد؟ فلا يمكن ايجاد جواب مقنع لها كذلك تساؤلات سقراط التي لم يجد لها جوابا وذلك لما كان يتجول في شوارع مدينة اثينا ويسال الناس عن الحق والعدل والصداقة لذلك فالاسئلة الفلسفية هي التي تتجاوز الجواب الى سؤال جديد كما ان بعض الاسئلة لما فيها من تعقيد تتحول الى مشكلة تثير الدهشة والقلق واذا تناولت القضايا الانسانية الكبرى كالحرية والجزاء والمصير وبداية الكون تتحول الى اشكالية ومعضلة فلسفية تثير الانفعال والاحراج فيعلق قرار الباحث فيها بين الاثبات والنفي وتضيق عليه السبل والخطط ولا يصل الى جواب مقتع لها وهذا ما عبر عنه هيغل حينما قال ان امهات المشكلات تملا الشوارع".
على الرغم من أن ليس لكل سؤال جواب لكن رغم صعوبة بعض الاسئلة كتلك التي كانت تحير العقل قديما ولم يصل فيها الى اجوبة استطاع مع مرور الزمن ان يجد حلول لها مثل تساؤل عن سبب سقوط الاجسام الذي دام 20 سنة ثم وصل للجواب حتى قيل من قال لا ادري فقد اجاب عن السؤال".

التركيب

الاسئلة ليست على شاكلة واحدة ويمكن حصرها في صنفين الأولى البسيطة السهلة والاسئلة العلمية واسئلة الوضعيات العملية التي يمكن الوصول فيها الى جواب والثانية الصعبة المستعصية التي تبقى عالقة تبث عن حل لان الاسئلة العلمية قابلة للبحث فيها ويمكن الوصول لحل مع مرور الزمن بينما الاسئلة الفلسفية كثيرة التشابك ولا يمكننا الوصول لحل نهائي لها.

الخاتمة 

وفي الاخير نستنتج ان لكل سؤال جواب ولكن هناك حالات يتعذر فيها الوصول الى الجواب أو يعلق الباحث فيها بين الاثبات والنفي لهذا اهتم الفلاسفة بالسؤال اكثر من الجواب باعتباره المحفز والدافع للبحث والتفكير قال كارل ياسبرس "ان الاسئلة في الفلسفة اهم من الاجوبة لان الجواب سرعان ما يتحول الى سؤال جديد".

قد يهمك أيضا قراءة

تعليقات