نظريات التعلم وعلمائها
تُعد نظريات التعلم من أهم الموضوعات في علم النفس، حيث تسعى إلى تفسير كيفية تعلم البشر والحيوانات. وقد اقترح علماء النفس العديد من النظريات المختلفة، والتي تختلف في تفسيرها لطبيعة التعلم وكيفية حدوثه.
نظريات التعلم وعلمائها |
أنواع نظريات التعلم
يمكن تقسيم نظريات التعلم إلى خمس أنواع رئيسية، هي:
1) النظرية الأولى هي نظرية التعلم الإدراكي والتي تنظر إلى طريقة تفكير الناس إذ أنها تعتبر العمليات العقلية جزءًا مهمًا في فهم كيفية تعلمنا. تأخذ تلك النظرية في الحسبان أن المتعلمين يمكن أن يتأثروا بالعناصر الداخلية والخارجية. وكان أفلاطون وديكارت هما أول الفلاسفة الذين ركزوا على الإدراك وكيفية تفكير البشر. ثم نظر العديد من الباحثين الآخرين بشكل أعمق في فكرة كيف تتم العمليات المرتبطة بالتفكير الإنساني مما حفز المزيد من البحث. يًعدً جان بياجيه شخصية مهمة للغاية في مجال علم النفس الإدراكي أو المعرفي وهو يركز عمله على البيئات والهياكل الداخلية وكيف تؤثر على التعلم. تطورت النظرية الإدراكية بمرور الوقت، وانقسمت إلى نظريات فرعية تركز على عناصر فريدة للتعلم والفهم. فعلى المستوى الأساسي، تقترح النظرية الإدراكية أن الأفكار الداخلية والمؤثرات الخارجية كلاهما جزء مهم من العملية المعرفية. وبما أن الطلاب يفهمون كيف يؤثر طريقة تفكيرهم على تعلمهم وسلوكهم، فإنهم يكونون بذلك قادرين على التحكم فيه بشكل أكبر.
قد يهمك أيضا قراءة:
2) النظرية الثانية هي نظرية التعلم السلوكية والتي ترمي إلى فكرة قوامها أن سلوك الطالب هو نتاج تفاعله مع بيئته؛ إذن فهي تقترح أن سلوكيات المتعلمين تتأثر ويتم قولبتها من تأثرها بالقوى الخارجية بدلاً من القوى الداخلية. ولقد طور علماء النفس تلك فكرة التعلم السلوكية منذ القرن التاسع عشر حتى أصبحت تلك النظرية أساس علم النفس الذي يمكن ملاحظته وقياسه. وعنصر التعزيز الإيجابي يُعدً عنصر شائع في نظرية التعلم السلوكية - ويشير التكييف الكلاسيكي الذي لوحظ في تجارب بافلوف على الكلاب إلى أن السلوكيات مدفوعة بشكل مباشر بالمكافأة التي يمكن الحصول عليها. كذلك يمكن للمدرسين في الفصل الدراسي الاستفادة من التعزيز الإيجابي لمساعدة الطلاب على تعلم المفهوم بشكل أفضل؛ فمن المرجح أن يحتفظ الطلاب الذين يتلقون تعزيزًا إيجابيًا بالمعلومات ويتقدمون للأمام في عمليتهم التعلمية وهي نتيجة مباشرة لنظرية التعلم السلوكية.
3) النظرية الثالثة هي نظرية التعلم البنائية وهي تقوم على فكرة أن الطلاب ينشئون التعلم الخاص بهم بناءً على تجاربهم السابقة. فالطلاب يستوعبون ما يتعلمونه ثم يضيفونه إلى معارفهم وخبراتهم السابقة، مما يخلق واقعًا فريدًا بالنسبة لهم. تركز نظرية التعلم هذه على التعلم كعملية نشطة مستمرة لا تتوقف، وتتميز بكونها شخصية وفردية لكل طالب على حدة. كذلك يمكن للمدرسين الاستفادة من تلك النظرية البنائية إذ تجعلهم يدركون أن كل طالب سيحضر إلى غرفة الصف وقد جلب معه ماضيه ما تعلمه وتأثر به البارحة وذلك كل يوم بلا توقف. ويعمل المعلمون في الفصول الدراسية -التي تتخذ تلك النظرية البنائية كنموذج عمل - كموجهين ومرشدين لمساعدة الطلاب على إنشاء التعلم والفهم الخاص بهم.؛ فهم يساعدونهم في إنشاء عمليتهم الخاصة وواقعهم بناءً على ماضيهم. ويعدً ذلك أمر بالغ الأهمية لمساعدة أنواع كثيرة من الطلاب على اكتساب خبراتهم الخاصة وإدراجها في عملية تعلمهم.
4) النظرية الرابعة هي نظرية التعلم الإنسانية ويتم فيها تهيئة مواقف وخبرات ونشاطات تساعد المتعلم على استغلال طاقاته الإبداعية وقدراته. وترتبط تلك النظرية الإنسانية ارتباطًا وثيقًا ب النظرية البنائية إذ هي كما قلنا تركز بشكل مباشر على فكرة تحقيق الذات. طبقاً لهذه النظرية، يعمل كل فرد حسب التسلسل الهرمي لاحتياجاته؛ فكل منا احتياجات على شكل هرمي من الأهم فالأقل أهمية ثم هكذا حتى نصل إلى أقل الاحتياجات على الأطلاق. ولذا يقع تحقيق الذات في أعلى التسلسل الهرمي للاحتياجات - إنها اللحظات القصيرة التي يشعر فيها الشخص بتلبية جميع احتياجاته وأنهم يمثلون أفضل نسخة ممكنة من أنفسهم. ويسعى الجميع لتحقيق ذلك، ويمكن لبيئات التعلم إما التحرك نحو تلبية الاحتياجات أو الابتعاد عن تلبية الاحتياجات. كذلك يمكن للمدرسين إنشاء بيئات الفصل الدراسي التي تساعد الطلاب على الاقتراب من تحقيق ذواتهم ويمكن للمعلمين المساعدة في تلبية احتياجات الطلاب العاطفية والجسدية، ومنحهم مكانًا آمنًا ومريحًا للتعلم، والكثير من الطعام، والدعم الذي يحتاجون إليه للنجاح. هذا النوع من البيئة هو الأكثر ملاءمة لمساعدة الطلاب على التعلم.
5) نظرية التعلم الترابطية وهي نظرية حديثة نسبياً وترمي إلى أنً الدارسين والطلاب ينبغي أن يربطوا ما بين الأفكار والنظريات والمعلومات بطريقة مفيدة جديدة. تلك النظرية تعمل على استيعاب ودمج الجانب التكنولوجي فيها بشدة لذلك هي تعد بجدارة أحدث نظريات التعلم التربوي. فهي تركز على فكرة أن البشر يتعلمون ويتطورون بشكل مستمر عندما يشكلون روابط مع بعضهم البعض أو روابط مع أدوارهم والتزاماتهم في حياتهم. يمكن أن تكون الهوايات والأهداف والأشخاص جميعًا روابط تؤثر على عملية التعلم كما ترمي تلك النظرية. كذلك يمكن للمدرسين الاستفادة من نظرية التعلم الترابطية في فصولهم الدراسية لمساعدة الطلاب على مد جسور تواصل وأن يرتبطوا بالأشياء التي تثيرهم وتحفزهم على الإبداع والتفكير، وعلى التعلم. أيضاً، يمكن للمدرسين استخدام الوسائط التقنية الرقمية لإجراء عملية ربط إيجابية وجيدة المتعلمين بتلك التقنيات في بيئة التعلم. كذلك يمكنهم المساعدة في إنشاء روابط وعلاقات مع طلابهم ومع مجموعات أقرانهم لمساعدة الطلاب على الشعور بالحماس تجاه عملية التعلم.
أما أفضلها فتختلف على حسب البيئة التعليمية و الأدوات المتاحة التي يمكن توظيفيها في العملية التعليمية في غرفة الصف وإذا أمكن أن ندمج بين النظرية السلوكية و النظرية الترابطية الحديثة نكون قد حزنا فضلاً كبيراً.
الصورة المرفقة
توضح الصورة المرفقة بعض نظريات التعلم وعلمائها. وتوضح أن كل نظرية تركز على جانب معين من التعلم، وأن النظريات المختلفة يمكن أن تكمل بعضها البعض.
التعلم اللفظي
هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال اللغة. ويشمل ذلك تعلم الكلمات والمصطلحات والقواعد النحوية، وكذلك تعلم المفاهيم والأفكار المجردة.
أوزيل
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1925. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم اللفظي. وقد طور نظرية التعلم اللفظي، التي تركز على دور اللغة في عملية التعلم.
نظرية الاقتران
هي نظرية تعلم اقترحها العالم النفسي جون واطسون. وتنص على أن التعلم يحدث من خلال ربط مثير معين باستجابة معينة.
جائري
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1907. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم الشرطي. وقد طور نظرية التعلم الشرطي الكلاسيكي، التي تركز على دور الارتباطات بين المثير والاستجابة في عملية التعلم.
التعلم بالمحاولة والخطأ
هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال التجربة والخطأ. ويتضمن ذلك تجربة حلول مختلفة لمشكلة ما، ثم اختيار الحل الذي يحقق أفضل نتيجة.
ثورند بك
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1890. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم بالمحاولة والخطأ. وقد طور نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ، التي تركز على دور الثواب والعقاب في عملية التعلم.
قانون التكرار
هو قانون اقترحه العالم النفسي ثورند بك. وينص على أن احتمال تكرار استجابة معينة يزداد كلما زادت تكراراتها.
واطسون
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1878. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم الشرطي. وقد أسس المدرسة السلوكية في علم النفس، التي تركز على دراسة السلوك الظاهري وعلاقته بالمثيرات البيئية.
التعلم الاجتماعي
هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال التفاعل مع الآخرين. ويشمل ذلك التعلم من خلال الملاحظة والمحاكاة والتقليد.
باندورا
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1925. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم الاجتماعي. وقد طور نظرية التعلم الاجتماعي، التي تركز على دور الملاحظة والتقليد في عملية التعلم.
التعلم الشرطي
هو نوع من التعلم يتم فيه ربط مثير معين باستجابة معينة، حتى لو لم يكن هناك ارتباط طبيعي بينهما.
بافلوف
هو عالم فسيولوجي روسي ولد عام 1849. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم الشرطي. وقد أجرى تجربة شهيرة على الكلاب، حيث ربط صوت جرس بتقديم الطعام للكلاب. ولاحظ أن الكلاب بعد فترة من الزمن بدأت تفرز اللعاب عند سماع صوت الجرس، حتى لو لم يتم تقديم الطعام لها.
الاستبصار
هو نوع من التعلم يتم فيه حل مشكلة ما فجأة، دون الحاجة إلى تجربة أو خطأ.
كوهلر
هو عالم نفس ألماني ولد عام 1887. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم بالاستبصار. وقد أجرى تجربة شهيرة على الشمبانزي، حيث وضع أمامها صندوقًا به موز، ولا يمكنها الوصول إليه إلا إذا استخدمت الصندوق كسلم. ولاحظ أن الشمبانزي بعد فترة من التفكير، استطاعت حل المشكلة وتناول الموز.
النظرية المعرفية
هي نظرية تعلم تركز على دور العقل في عملية التعلم. وتعتبر أن التعلم هو عملية بناء المعرفة، وليس مجرد استجابة للمثيرات البيئية.
بياجيه
هو عالم نفس سويسري ولد عام 1896. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال النظرية المعرفية. وقد طور نظرية التطور المعرفي، التي تركز على مراحل النمو المعرفي للإنسان.
التعلم الاكتشافي
هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال البحث والتجربة. ويركز على دور التعلم الذاتي في عملية التعلم.
برونر
هو عالم نفس أمريكي ولد عام 1915. ويعتبر أحد أهم علماء النفس في مجال التعلم الاكتشافي. وقد طور نظرية التعلم الاكتشافي، التي تركز على دور التعلم الذاتي وحل المشكلات في عملية التعلم.
التعلم الإجرائي
هو نوع من التعلم يتم فيه اكتساب المعرفة أو المهارات من خلال الممارسة والتكرار.
سکنر
هو عالم نفس أمريكي أجرى أبحاثًا حول التعلم الإجرائي. وقد اقترح نظرية تسمى "نظرية التعلم الشرطي الإجرائي". ترى هذه النظرية أن التعلم يحدث من خلال ربط السلوك بالعواقب.
المراجع
علم النفس التربوي، تأليف: محمد مصطفى زيدان، ومحمد عبد الرحيم محمد.
نظريات التعلم، تأليف: عبد الرحمن أبو زيد.
نظريات التعلم في التربية وعلم النفس، تأليف: محمد أحمد عبد الخالق.