📁 آخر الأخبار

الاستبيان- أنواعه وشكله وأسئلته

الاستبيان- أنواعه وشكله وأسئلته

الاستبيان وسيلة مهمة من أدوات البحث العلمي، ومن المُتعارف عليه أن الباحث العلمي عند القيام بدراسة إحدى الظواهر أو المشكلات، ينبغي أن يقوم بجمع معلومات وبيانات؛ لتوضيح وتحليل طبيعة الظاهرة أو المشكلة التي يسوقها في البحث، ومن بين الأدوات المستخدمة في ذلك الاستبيان والاختبارات والملاحظات والمقابلات، وتختلف الأدوات المستخدمة، وفقًا لطبيعة مادة البحث العلمي، ومن الممكن أن يتم استخدام أكثر من أداة بالنسبة للبحث أو الرسالة العلمية، وسوف نستعرض في هذا المقال مجموعة من الأسئلة التي ترتبط بأداة الاستبيان، وفي النهاية سوف نتعرف على كيفية إعداد الاستبيان في البحث العلمي.

الاستبيان- أنواعه وشكله وأسئلته
الاستبيان- أنواعه وشكله وأسئلته

ماهية الاستبيان؟

الاستبيان عبارة مجموعة من الأسئلة التي يصوغها الباحث العلمي بطريقة منظمة، ومن ثم طرحها على مجموعة من الأفراد المُنتقين بعناية ويصطلح عليهم باسم (عينة الدراسة)، والهدف هو جمع البيانات والمعلومات، ودراستها للوصول إلى نتائج قاطعة حول مشكلة الدراسة.

تصميم ادوات الدراسة

ما طبيعة الأبحاث التي تتطلب استخدام الاستبيان في البحث العلمي؟
يجب على الباحث العلمي قبل استخدام الاستبيان أن يتأكد من مدى ملاءمة الاستبيان لنوعية البحث المزمع تنفيذه فعلى سبيل المثال في حالة كون البحث يتعلق بعلوم تطبيقية مثل: دراسة أحد أنواع الفيروسات أو تصنيع آلة... إلخ، فإن استخدام الاستبيان لا يليق بتلك النوعية من الأبحاث التي تتطلب الملاحظة، لذا يجب على الباحث العلمي أن يكون فطنًا لجدوى استخدام الاستبيان، ومن أشهر نوعيات الأبحاث أو الرسائل التي تستدعي استخدام الاستبيان كأداة لجمع المعلومات الأبحاث الاجتماعية أو المرتبطة بسلوكيات الإنسان بوجه عام.

ما أنواع الاستبيان في البحث العلمي؟

الاستبيان المقيد بإجابات: وفي ذلك النوع من الاستبيان يضع الباحث العلمي مجموعة من الأسئلة، مع وضع نماذج للإجابات بشكل محدد، كأن يضع الإجابة بنعم أو لا، وصح أو خطأ، وجيد أو غير جيد... إلخ، وفي ذلك النوع يُنصح أن يضع الباحث العلمي إجابة بـ(غير ذلك أو بخلاف ذلك)؛ حتى لا يحكم على المفحوصين ويوجههم لشكل إجابة معين، ومن ثم يصبح بمنأى عن التحيز الشخصي، ويعد ذلك النمط من الاستبيانات سهلًا من حيث الإعداد، وكذلك يسهل على المفحوصين الإجابة عنه، غير أنه يُعاب عليه عدم قدرة المفحوصين على التعبير عن آرائهم بالشكل الأفضل.
الاستبيان غير المقيد بإجابات: ويطلق عليه أيضًا عليه الاستبيان المفتوح، حيث يقوم الباحث بوضع أسئلة مفتوحة، ويمكن أن يسترسل المفحوصون في الإجابة عنها دون أي قيود، وهو يستخدم في حالة رغبة الباحث في دراسة الإشكالية أو الظاهرة بشكل مستفيض، وهو بسيط في إعداده، غير أنه يُعاب عليه الصعوبة في المراحل التالية، والتي تتمثل في تصنيف وتبويب كم كبير من المعلومات التي يحصل عليها الباحث من استخدام ذلك النوع من الاستبيانات.
الاستبيان المتنوع: وهو يجمع بين الأسئلة المقيدة وغير المقيدة، ولكل نوع من الأسئلة هدف محدد من وجهة نظر الباحث العلمي.
الاستبيان بالصور أو الرسومات: ويعتمد الباحث العلمي على ذلك الأسلوب من الاستبيان في حالة التعامل مع الفئات الأمية التي تجهل القراءة والكتابة.

ما مكونات استمارة الاستبيان الرئيسية؟

البيانات الأساسية للمفحوصين: وهي تتمثل في الاسم والسن والنوع والوظيفة... إلخ.
إرشادات الإجابة عن الأسئلة: وفيها يضع الباحث مجموعة من الإرشادات التي توضح للمفحوصين كيفية الإجابة عن أسئلة الاستبيان.
أسئلة الاستبيان: وهي مجموعة الأسئلة التي يدونها الباحث في الاستمارة أيًا كانت طبيعتها، ويطلب من المفحوصين الإجابة عنها.
إعداد الأبحاث العلمية ونشرها

ما طرق تنفيذ الاستبيان؟

التواصل المباشر مع عينة الدراسة: وفي تلك الطريقة يقوم الباحث العلمي بطرح استمارات الاستبيانات على عينة الدراسة، وينتظر لحين الانتهاء من الإجابة ويقوم بجمعها، وتلك الطريقة تضمن الحصول على جميع الأوراق المطروحة دون فقد أي منها، مع إمكانية توضيح بعض الأسئلة التي يصعب على المبحوثين فهمها أثناء الإجابة.
إرسال الاستبيان عن طريق البريد: وتستخدم تلك الطريقة في حالة وجود عينة الدراسة في مكان بعيد عن الباحث، حيث يتم إرسالها بالبريد، وبعد قيام المبحوثين بالإجابة عنها تتم إعادتها مرة أخرى بنفس الطريقة، وعلى الرغم من أن تلك الطريقة توفر التكلفة وعناء السفر من مكان إلى آخر، إلا أنه يُعاب عليها إمكانية فقد الاستمارات، أو إهمال المفحوصين في الإجابات.
استخدام الاستبيان الإلكتروني: وهي طريقة مُستحدثة لإجراء الاستبيان، وظهرت نتيجة توافر الأدوات التكنولوجية الحديثة التي يمكن عن طريقها إرسال الاستبيان إلى المبحوثين، وتتمثل الطريقة في نشر الاستبيانات عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية، وتتميز تلك الطريقة بالبساطة في إرسال وجمع الاستبيانات، غير أنه يُعاب عليها إمكانية عدم معرفة المفحوصين بآليات وتقنيات الحاسب الآلي.

استخدام الوسائل الإعلانية: مثل الصحف أو المجلات أو الإذاعية أو القنوات الفضائية، وتلك الطريقة تُعَدُّ فعَّالة في حالة كون الاستبيان يدور حول إحدى الشخصيات المشهورة مثل اختيار أفضل لاعبي كرة القدم، أو أفضل الفنانين... إلخ.

كيفية إعداد الاستبيان في البحث العلمي؟

تتمثل إجراءات إعداد الاستبيان في البحث العلمي فيما يلي:

تحديد طبيعة المعلومات والبيانات المطلوبة: ويتم تحديد المعلومات والبيانات وفقًا لأهداف وفرضيات البحث العلمي، حيث يقسم الباحث الموضوع إلى مجموعة من العناصر الأساسية، ويقوم بترتيبها، وفي ضوء ذلك يضع تصورًا مبدئيًّا لاستمارة الاستبيان.

تحديد عينة الدراسة: وهي عبارة عن مجموعة المفحوصين التي تمثل مجتمع الدراسة، وتلك العينة يجب أن تتضح فيها خصائص موضوع البحث العلمي، فعلى سبيل المثال في حالة دراسة مشكلة التأخر في النطق عند الأطفال، يجب على الباحث أن يختار الفئة العمرية المناسبة لذلك؛ وفي حالة دراسة سلوكيات الطالبات في المدارس الثانوية، يجب أن يختار العينة الموضحة للبيانات التي يرغب الباحث في الاستدلال عليها؛ حتى لا تظهر النتائج مشوهة.

تصميم الاستبيان: بعد الانتهاء من المراحل السابقة يقوم الباحث بصياغة الأسئلة، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الأسئلة مترابطة وواضحة بالنسبة للمفحوصين، مع الابتعاد عن الأسئلة ذات التركيبات المعقدة، وكذلك الأسئلة الشخصية المحرجة التي قد يتجنب المفحوصون الإجابة عنها، وكذلك ينبغي على الباحث أن يستخدم الأسئلة الاختيارية التي تبين مدى مصداقية الإجابة.

تحكيم الاستبيان في البحث العلمي: والمعني بذلك عرض استمارة الاستبيان على الخبراء العلميين؛ لإبداء الرأي في مدى فاعليتها في الحصول على المعلومات التي يود الباحث العلمي في جمعها، ويكون ذلك من خلال مقارنة موضوع البحث العلمي بالأسئلة التي يطرحها الباحث في استمارة الاستبيان، وكذلك يمكن أن يستعين الباحث بالاستبيانات السابقة التي صاغها الباحثون السابقون في نفس موضوع البحث العلمي، مع إضافة ما يتراءى له من تعديلات تنحي بالبحث المنحى الإيجابي.

اختبار وتجربة الاستبيان: وعلى الرغم من القيام بجميع الخطوات سالفة الذكر، فإنه ينبغي على الباحث العلمي أن يقوم بإجراء اختبار لاستمارة الاستبيان على جزء من العينة؛ للتأكد من خلوها من الأخطاء، وفي حالة ظهور أي سلبيات بعد الاختبار يقوم الباحث في ضوئها بتصحيح الأخطاء، وصياغة الأسئلة بشكل نهائي استعدادًا للقيام بالاستبيان الشامل.

الإجراء النهائي للاستبيان: وهي المرحلة الأخيرة، حيث يقوم البحث أو الدارس بطرح استمارات الاستبيانات على المفحوصين، وجمعها بعد ذلك.

ما المراحل التي تلي الاستبيان في البحث العلمي؟

بعد الانتهاء من إجراء الاستبيان يقوم البحث العلمي بتبويب البيانات وإجراء التصنيفات المناسبة، ثم يستخدم أدوات التحليل الإحصائي للحصول على النتائج الرقمية والوصفية، والتي تساعد في تدوين النتائج، وفي ضوء ذلك يضع مجموعة من التصورات والآراء الشخصية والتي تعد بمثابة الحل لمشكلة البحث العلمي.

خصائص الأسئلة الجيدة في الاستبيان
القواعد العامة لصياغة الأسئلة:
هدف واضح
لغة بسيطة
مفاهيم واضحة
بدون تحيز
خيارات الإجابة الكافية
أسئلة أقصر
السؤال واحد في وقت واحد
الجمل الإيجابي
الرياضيات غير مفروضة
فترات مرجعية قصيرة/واضحة
تجنب مرجع السؤال
أنواع الأسئلة التي يجب تجنبها في الاستبيان
أنواع الأسئلة التي يجب تجنبها في الاستبيان.

أنواع الأسئلة التي يجب تجنبها في الاستبيان

سؤال بلا هدف

يجب أن يكون لكل سؤال هدف.

مثال:

يهدف البحث المقترح إلى تقييم معرفة المشاركين بالأمراض المنقولة جنسيًا. إذا كان الإطار التحليلي المقترح لا يأخذ في الاعتبار الخلفية التعليمية (حسب التخصص) للمستجيب، فمن غير المجدي أن نسأل: "ما هو الموضوع الذي درسته في الجامعة قبل التحاقك بالوظيفة الأخيرة؟"

لغة معقدة

لا ينبغي أن تكون لغة الاستبيان معقدة للفهم. وينبغي استخدام مفردات المجيبين في الاستبيان.

يفضل لغة بسيطة. إن استخدام اللغة البلاغية والنخبوية يخلق مشاكل أثناء إدارة الاستبيان.

مثال:

هل أدركت تعقيدات الحياة بطريقة مختلفة من خلال سلوك زوجتك عندما ثبتت إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز؟ بدلاً من ذلك، أسئلة مثل هل يعرف زوجك عن إصابتك بفيروس نقص المناعة البشرية؟ (إذا كانت الإجابة بنعم، هل تجد تغييراً في سلوكه؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ما نوعه)

مفاهيم غامضة

لا ينبغي دمج المفاهيم الغامضة في الأسئلة.

مثال: ما رأيك في بعض الأبحاث الطبية التي تتعهد بارتفاع معدل انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بين النخبة في نيبال بعد استعادة النظام المتعدد الأحزاب؟ يتألف هذا السؤال من ثلاثة عناصر رئيسية هي البحث الطبي، وانتقال فيروس نقص المناعة البشرية، واستعادة الديمقراطية التعددية. مجموعة النخبة والانتشار العالي هي عناصر ثانوية أخرى. لن يتمكن المستجيب من تكوين رأيه بشكل صحيح.

مرجع للأسئلة السابقة

لا يُنصح مطلقًا بطرح أسئلة مثل "كما سألت في السؤال رقم 12 أعلاه حول .....". إذا كان من الضروري الإشارة إلى الأسئلة السابقة أو الإشارة إليها، فيجب تذكر إجابة المستجيبين من خلال ذكر الأسئلة والأجوبة الكاملة لمواصلة المقابلة الإضافية.

فترات مرجعية أطول وغامضة

ينبغي أن تكون الفترات المرجعية واضحة ويفضل أن تكون أقصر. تؤدي الفترة المرجعية الأطول إلى حدوث أخطاء في انقضاء فترة الاستدعاء. هذه الأخطاء تضلل البحث.

على سبيل المثال، بعد عام وقوع زلزال أكبر أو خلال هذه السنوات العشر، كم مرة قمت بزيارة المركز الصحي لإجراء فحوصات ما قبل الولادة؟ بدلاً من ذلك “كم مرة قمت بزيارة المركز الصحي لإجراء فحص طبي خلال فترة حملك الأخير (أو ثلاثة أشهر)؟

أسئلة مع الحسابات

قدر الإمكان، تجنب جميع الأسئلة المتعلقة بالحساب. يتردد المستجيبون في إجراء الحسابات، وهناك دائمًا احتمال تلقي إجابات خاطئة.
المستجيبون الذين لا يستطيعون الحساب يقدمون أيضًا إجابات خاطئة لإخفاء جهلهم ومن يستطيع ذلك، لديهم أيضًا ميل إلى الحساب الخاطئ لإظهار ثقتهم في الحسابات.
مثال: ما هي النسبة المئوية من دخلك التي يتم إنفاقها على العلاج؟ بدلاً من ذلك، استخدم "ما هو دخلك الشهري؟" كسؤال سابق "كم تنفق على علاجك؟" وينبغي إجراء الحساب في مرحلة معالجة البيانات وتحليلها.
لا تعطي ضغوطا على المستجيبين.
سلبية مزدوجة (مزدوجة الماسورة)
ويجب تجنب النفي المزدوج في لغة السؤال.
النفي المزدوج يعطي معنى إيجابيا ولكن يبدو وكأنه نفي للبيان. كما أنه يخلق ارتباكًا للمحاورين والمجيبين.
مثال: "ألا تريد أن تنتقل من هذا المكان حتى لا تفضح نفسك؟" بدلاً من ذلك، "هل تريد الانتقال من هذا المكان للاختباء؟" سيكون أفضل.

سؤالان في واحد

يجب تجنب دمج سؤالين في سؤال واحد تمامًا.
وكثيراً ما يؤدي هذا الدمج إلى إرباك المستجيب، ووفقاً للقدرة المعرفية، يقدم بعض المستجيبين إجابات للأخير والبعض الآخر للأول.
لا، جميع المستجيبين يقدمون إجابات لكلا الجزأين.
مثال: متى قمت بزيارة زوجتك وكم ليلة قضيتها هناك؟ من الواضح أن هناك سؤالين ويجب الفصل بينهما.

الأسئلة الاستدراجية والمحرجة (الصياغة والتوجيه والتهديد)

يجب أن تكون الأسئلة الرائدة والمحرجة متحيزة.
يشعر الناس بالإهانة للإجابة على هذه الأسئلة.
تؤدي مثل هذه الأسئلة أيضًا إلى إجابات متحيزة، لذلك يجب تجنبها.
مثال: ألا توافق على أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم أيضًا الحق في الزواج؟ أو لنفترض أنك مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، ألا يحق لك الزواج؟ تصر مثل هذه الأنواع من الأسئلة على أن يقدم المستجيب إجابات تتوافق مع النبرة الإيجابية أو السلبية للسؤال نفسه.

إقرأ أيضاً:

نظريات التعلم وعلمائها

أسئلة شائعة

تعليقات