كتاب مهارات الاتصال في الخدمة الاجتماعية الأسس النظرية والعلمية.
المقدمة:
الاتصال ظاهرة إنسانية اجتماعية ليست قاصرة على مجتمع أو عصر دون آخر، حيث إن معظم أنشطة الإنسان الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية تعتمد على ما يتمتع به من قدرات اتصالية بالآخرين، وهذه الظاهرة موجودة منذ بداية الخلق، ولكن نظراً لما يتمتع به المجتمع المعاصر من آليات تقنية و أدوات تكنولوجية هائلة فقد أطلق الكثير على هذا العصر تحديداً عصر الإنسان الاتصالي، فلم يعد الاتصال مظهراً من مظاهر الترف ولكنه حاجة ملحة فرضتها المتغيرات المتلاحقة في المجتمعات، حيث أصبح لا غنى عنه باعتباره وسيلة الآخرين في نقل خبراتهم وتجاربهم وأفكارهم ووسيلة المجتمعات في الحفاظ على تراثها ونقل معتقداتها وقيمها من جيل إلى آخر فمن خلاله نستطيع الانتقال من مكان إلى آخر دون أن نرهق أنفسنا بالذهاب والسفر إليه، حيث تتدخل التكنولوجيا لتنقل المكان إلينا في ظل عصر المعلومات والتبادل الثقافي، وقد جلبت علينا هذه الثورة الاتصالية مؤسسات اجتماعية لم تكن معروفة وأصبح لها شأن كبير ودور متنام في عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية جنباً إلى جنب مع الدور الذي تقوم به الأسرة.
كتاب مهارات الاتصال في الخدمة الاجتماعية الأسس النظرية والعلمية. |
ملخص الكتاب:
ولهذا جاء هذا الكتاب لتوضيح ذلك في ستة فصول، يتناول فيها ما يحتاجه الأخصائي الاجتماعي وجميع ممارسي المهنة وطلاب الخدمة الاجتماعية حتى يتمكنوا من العمل في مختلف المجالات وتحقيق أهداف المهنة.
فقد اشتمل الفصل الأول على توضيح الأساسيات الاتصال حيث يعد بمثابة إطار معرفي يتناول تعريف الاتصال ونشأة وتطور الاتصال كظاهرة اجتماعية وخصائص الاتصال وأنواعه وأهدافه ومعوقاته والعناصر الخمسة لعملية الاتصال وهي المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة والتغذية العكسية، مع توضيح تفصيلي لهذه العناصر ومحاولة الربط في العرض بالاتصال في مهنة الخدمة الاجتماعية. وتناول الفصل الثاني الأسس النظرية والعملية للاتصال، حيث اشتمل على مبحثين؛ أحدهما خاص بنماذج ونظريات الاتصال وتم تناول بعض منها كنموذج باركر، وشانون وشرام، وبعض من نظريات الاتصال كنظرية النسق والتفاعلية الرمزية... وغيرها، أما المبحث الثاني فقد اشتمل على علاقة الاتصال بالعمليات الاجتماعية المتنوعة كعلاقته بعملية الإرشاد، وعملية الإعلام وعلاقته بالإدارة والعلاقات العامة.
واشتمل الفصل الثالث على أنواع الاتصال بشكل تفصيلي من خلال توضيح أنواع الاتصال من حيث الاتجاه وأنواعه من حيث تنظيم انتقال الرسائل وأنواعه من حيث درجة التأثير في الآخرين وأنواعه من حيث أسلوب التعبير عنه وأنواعه من حيث درجة الرسمية وأنواعه من حيث اللغة المستخدمة، وأخيراً أنواع الاتصال من حيث التفاعل في موضوع الاتصال.
وجاء في الفصل الرابع توضيح لمهارات الاتصال، بداية بتعريف المهارة وكيفية اكتساب طلاب الخدمة الاجتماعية لمهارات الاتصال، ثم عرض لبعض مهارات الاتصال وهي المهارة في التواصل مع الآخرين، المهارة في الإصغاء، المهارة في الملاحظة المهارة في تكوين علاقات والمهارة في التحدث.
أما الفصل الخامس عرض به الوسائل المختلفة للاتصال من خلال توضيح أهمية الوسيلة كعنصر لنقل الرسالة وأسس اختيار وسائل الاتصال وتصنيف وسائل الاتصال في ثلاثة أنواع تتمثل في مجموعة الخبرة الهادفة المباشرة، مجموعة الرموز، ومجموعة الوسائل السمعية والبصرية.
وفي نهاية الكتاب تناول الفصل السادس الربط بين الاتصال ومهنة الخدمة الاجتماعية من خلال خمسة مباحث؛ تناول المبحث الأول علاقة الاتصال بالمهنة من خلال تعريف الاتصال في إطار مهنة الخدمة الاجتماعية وتوضيح لجوانب الاتفاق والاختلاف بين كل منهما ، أما المبحث الثاني فقد تناول الاتصال في طريقة العمل مع الأفراد مع إبراز خطوات العملية الاتصالية في العمل مع الأفراد وأهدافها إلى جانب عناصر الاتصال في طريقة خدمة الفرد، أما المبحث الثالث فقد تناول الاتصال في طريقة العمل مع الجماعات من خلال عرض أهمية الاتصال في الطريقة، وأهداف الاتصال على مستوى الجماعات، والعوامل التي تؤثر على الاتصال في خدمة الجماعة، ووسائل دراسة الجماعة كوسائل اتصال وتناول المبحث الرابع علاقة الاتصال بطريقة تنظيم المجتمع موضحاً أساليب الاتصال التي يستخدمها المنظم الاجتماعي مع المجتمع وكيفية استخدام الاتصال كعملية خلال مراحل وخطوات الطريقة، وأخيراً في المبحث الخامس علاقة الاتصال بالطرق المساعدة للخدمة الاجتماعية (التخطيط الاجتماعي - البحث الاجتماعي - الإدارة).