كتاب التعلم ونظرياته الدكتور علي منصور.pdf
كتاب التعلم ونظرياته الدكتور علي منصور.pdf |
التعلم طبيعته وعوامله:
التعلم عملية معقدة ، كثيرة العناصر ، متعددة الجوانب ، متشابكة العوامل والمؤثرات ، ذات طبيعة منظومية ، ولها بنية هرمية ، ومستويات وأنواع متباينة.
إقرأ أيضا كتاب نظريات التعليم.pdf
يمتد التعلم على امتداد حياة الانسان - من المهد إلى اللحد وهو في كل مرحلة من المراحل النمائية يختلف من حيث الشكل والمضمون ، ومن حيث الطرائق والأساليب، ومن حيث النواتج والآثار الناجمة عنه ، ويتم في كل الأوقات، وفي جميع المجالات ويتحقق بصورة واعية ، مقصودة ، وإرادية حيناً ، وبصورة عفوية وغير مقصودة ولا إرادية حيناً آخر ، تارة يكون عيانياً ملموساً - حسياً حركياً ـ يمكن ملاحظته وقياسه وتقويه ، وتارة يكون خفياً كامناً وعندئذ لا يمكن التأكد من حدوثه إلا عن طريق الاستدلال وبصورة غير مباشرة من أجل معرفة كنهه والكشف عن تلك العمليات التي أنتجته وصدر عنها . والتعلم بالاضافة إلى ما ذكر هو المصدر الذي يزود السلوك بعناصر التغيير والتجديد ، وهو الطاقة التي تجعله ديناميكية مرفاً ،وتعمل على تحسينه وترقيته، أو جموده وانحطاطه ، سوائه أو انحرافه ، عمقه أو انتشاره ... الخ . ولهذا يعد التعلم عملية أساسية في الحياة ، قلما يخلو منها نشاط بشري ، فالأفراد والجماعات والمؤسسات والمجتمعات تغير من أنماط سلوكاتها وطرز تعاملها مع البيئات المحيطة بها، كما تغير من نظرتها إلى ذاتها وتقويمها لفاعلياتها المختلفة عن طريق التعلم . ذلك لأن التعلم هو السبيل الذي أدى إلى تراكم الانجازات الثقافية والحضارية العظيمة الوي توصل إليها المجتمع الانساني عبر العصور والذي استطاع بفضل تسجيلها وحفظها وتطويرها ومن ثم نقلها من جيل إلى جيل توفير أسس راسخة لاستمرار التقدم البشري واضطراده في مجالات العلم والتكنولوجيا ، في المعرفة والعمل وفي شتى مناحي الحياة .
معنى التعلم :
يستخدم مصطلح التعلم في علم النفس بمعنى أوسع بكثير من استخداماته في الحياة اليومية . فهو لا يقتصر على التعلم المدرسي المقصود، الذي يحتاج إلى عمل وجهد متواصلين ، أو على تحصيل المعلومات وتكوين المهارات فحسب ، بل يشتمل على كل ما يكتسبه الفرد من معارف ، ومعاني ، وأفكار ، واتجاهات ، وعواطف ، وعادات ، وقيم ، واستراتيجيات وطرائق وأساليب ، سواء تم هذا الاكتساب بطريقة متعمدة ومخططة، أو بطريقة عرضية ودونما قصد . وعلى ذلك فنحن تتعلم الخوف من الظلام ، والحيوانات المفترسة ، وتتعلم تمييز وجه عن آخر، وصوت غضوب عن صوت حنون، وتتعلم تفضيل طعام معين ، وآداب المائدة، وأساليب الكلام، وطرائق التعبير عن الانفعالات ، وحفظ قصيدة أو بعض أبياتها ، واسترجاع مواقف عابرة، والتغني بلحن أو أغنية معينة ، وجدول الغرب ، وحل المسائل الرياضية ، وتتعلم المشي والجري والتسلق والقفز ، والقراءة والكتابة، والعزف على الآلات الموسيقية ، واستخدام الماكينات وتشغيلها في السلم والحرب ، وتتعلم قول الصدق ، والخجل من الكذب ، وتتعلم قيمة النقود ، والعمل والمكانة
الاجتماعية ، السلوك السوي والسلوك المنحرف . وهذه كلها نموذجات أو حالات من حالات التعلم .