سوسيولوجيا المعرفة، جدلية العلاقة بين المجتمع والمعرفة الدينية .pdf
سوسيولوجيا المعرفة، جدلية العلاقة بين المجتمع والمعرفة الدينية . |
هذا الكتاب :
العدد الثامن عشر (۱۸) من كتاب مجلة المنهاج، هو علم اجتماع المعرفة وتاريخ ظهوره وتطوره والإشكالية التي يُعالجها، وكبار المفكرين والفلاسفة الذين ساهموا في تطوّر هذا العلم ببحوثهم وكتاباتهم ووجهات نظرهم في علاقة المعرفة بالمجتمع وبالأزمنة والأمكنة المتعددة والمختلفة.. مع التركيز على علاقة المعرفة الدينية - الإسلامية بالظروف الاجتماعيّة، وكيف عالج الفكر الإسلامي هذه الإشكاليّة من خلال آراء عدد من العلماء والفلاسفة والفقهاء، القدماء والمحدثين.
وقد قسمنا بحوث ودراسات هذا الكتاب إلى فصلين الفصل الأول خصصناه للدراسات والبحوث التي تحدثت عن نظريات علم اجتماع المعرفة في الفكرين الإسلامي والغربي الحديث والمعاصر.
قد يهمك أيضا: الايبستمولوجيا (نظرية المعرفة)
أما الفصل الثاني فعالجت دراساته إشكالية العلاقة والتأثير والتأثر بين الواقع والمجتمع والمعرفة الدينية أو الوحيانية، والمصادر الاجتماعية للفقه والشريعة الدينية، وموقف الإسلام والقرآن من المجتمع، ومدى تدخل العقل والظروف الزمكانية في إنتاج أو توجيه المعارف الدينية.
علم اجتماع المعرفة نبذة تاريخية
يعرف عالم الاجتماع الفرنسي جورج غورفيتش (١٨٩٤-١٩٦٧م) علم اجتماع المعرفة بأنه: دراسة الترابطات التي يمكن قيامها بين الأنواع المختلفة للمعرفة من جهة، والأطر الاجتماعية من جهة ثانية» (۱).
من خلال هذا التعريف، يظهر أن موضوع علم اجتماع المعرفة هو البحث عن حقيقة المعرفة البشرية ومدى علاقتها بالبيئة الاجتماعية التي تظهر فيها، أو دراسة العلائق القائمة بين العوامل الخارجية وأنماط الحياة الاجتماعية أو الثقافية، وأقسام المعرفة المتعددة...
وبذلك فحدود علم اجتماع المعرفة ممتدة وشاملة لجميع العلوم والمعارف، ومن بينها الدين والعقائد الدينية... وحسب بيتر بيرك صاحب كتاب التاريخ الاجتماعي للمعرفة، فإن علمواجتماع المعرفة تطور انطلاقاً من مشاريع فكرية مهمة لعدد من كبار المفكرين (1) أنظر: مجموعة من التعاريف لعلم اجتماع المعرفة في دراسات هذا الكتاب.
في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية...
ففي فرنسا ساهمت كتابات عالم الاجتماع أوجست كونت ودوركايم ومارسيل موس، في نشوء علم اجتماع المعرفة وتطوره، عندما اهتمت بالبحث في التاريخ الاجتماعي للمعرفة، والأصول الاجتماعية للمقولات الأولية، في مكان وزمان معين.
وقد توصلت هذه الكتابات إلى اكتشاف نوع العلاقة بين هذه المقولات والاجتماع البشري لأنها موجهة إليه، ومن هنا قام تلامذة دوركايم بالبحث في العقليات الجمعية في الحضارات والعصور السابقة مثل العصر الإغريقي والصيني.. ثم تبعهم عدد من المفكرين مثل مارك بلوتش bloch ) ولوسيان فيبر (feber 1 الذين تابعوا الاهتمام بدراسة العقليات الجمعية... أما في ألمانيا، فقد كتب فيبر (سنة ١٩٠٤م) كتاباً عن الأخلاق البروتستانتية» كشف فيه عن نسق القيم الدينية في سياقها الاجتماعي وآثارها على المستوى الاقتصادي، وقد اعتبرت نظريته في البيروقراطية من أهم الإسهامات الكلاسيكية في سوسيولوجيا المعرفة وقد أدى تطور البحوث والكتابات في هذا المجال على يد ماكس شيلر وكارل مانهايم إلى تأسيس فرع علم اجتماع المعرفة أواخر العشرينات من القرن الماضي وقد أكد هذان العالمان على التوجيه الاجتماعي للأفكار، فالفرد. حسب مانهايم - عندما يولد يجد نفسه محكوماً بظروف جاهزة وسابقة على وجوده، وبالتالي فهذه الظروف في سياقها الاجتماعي والتاريخي . وتحدد نمطية المعرفة لدى أفراد المجتمع .... كما ركز مانهايم على دراسة العلاقة بين المجتمع والعلم.