النظرية المعاصرة في علم الاجتماع . pdf
ملخص الكتاب:
يناقش هذا الكتاب النظرية السوسيولوجية ويحللها كما هي مطبقة عملياً في الوقت الراهن . والتركيز الأساسي لهذا الكتاب ينصب على أولئك المنظرين اللذين كان لأعمالهم الأثر الكبير على النظرية الاجتماعية والطريقة التي يدرس بها علماء الاجتماع موضوع بحثهم ويحللونه .
في الصفحات التالية نصف الأفكار المركزية لأولئك المنظرين ومناقشاتهم ، والطرق التي يقدمون من خلالها عدداً من المنظورات المميزة تماماً حول المجتمع والسلوك الاجتماعي . وعلى الرغم من أننا نقدم كذلك بعض التقييم والنقد لنظرياتهم ، إلا أن غرضنا يتمثل في تزويد القراء بتخليص واضح لطروحات النظرية السوسيولوجية الحديثة ، وليس الانخراط في نقد مفصل لكل منظور أو أن نناصر منظوراً معينا .
غلاف كتاب النظرية المعاصرة في علم الاجتماع. |
وحتى نعطي القراء فكرة واضحة قدر الإفكار عن أسلوب المنظرين الخاص بهم وطريقة تقديمهم للمعلومات ، قمنا بتضمين الكتاب عدداً من الاقتباسات المباشرة . كما حاولنا أن نظهر بشكل خاص كيف تشكل النظريات البحث الإمبريقي للعلماء الاجتماعيين وتعطيه بعداً جوهرياً وأن نظهر بوضوح الارتباطات الوثيقة بين النظرية السوسيولوجية والطرق التي نتعامل من خلالها ونحاول جمعياً علماء اجتماع وغير علماء الاجتماع أن نفهم عالمنا ومن أجل تحقيق هذه الغاية قمنا بتضمين الكتاب البحث السوسيولوجي والتفسير الأكثر عمومية.
إقرأ أيضا :كتاب علم الاجتماع المعاصر. pdf
ومن خلال عرض ومناقشة المنظورات المختلفة في علم الاجتماع، تم شرح كثير من المفهومات المرتبطة بالنظرية الاجتماعية المعاصرة، حيث غن المفهومات تشكل أحد عناصر البنائ المنطقي للعلم.
تتجه البحوث والدراسات السوسيولوجية في مدارس علم الاجتماع المعاصر نحو الاهتمام بالبحث عن المعلومات الواقعية التي تتصل اتصالا مباشرا بجانب من جوانب المجتمع بهدف البحث عنن دور النظرية في توجيه البحث العلمي وقيادته.
ولاستخدام النظرية في توجيه البحث العلمي يتطلب الأمر معرفة طبيعتها واشكالها ومفهوماتها والصور المختلفة التي تشكلها والتصورات المتباينة التي تعبر عنها، وهذا الإطار العام يتبلور حول بناء متكامل للنظرية السوسيولوجية يوجه البحث العلمي نحو الأهداف يسعى اليها بدءا من التصورات النظرية إلى دراسة الوقائع الميدانية في ضوء إطار منهجي يربط بين النظرية كفكر والبحث العلمي كمنهج والواقع الاجتماعي كحقل للتجارب العلمية في مجال دراسة الوقائع الاجتماعية كما هي كائنة بالفعل بهدف تفسير هذا الواقع ووضع الخطوط العريضة التي يمكن أن توجه البحث العلمي نحو الهدف الذي يسعى اليه.
ولتوضيح اسس الدراسة العلمية للنظرية السوسيولوجية يمكن أن نستلخص إطارا عاما لبناء النظرية في علم الاجتماع يتحدد في العناصر التالية :
التعريف بالنظرية السوسيولوجية ومفاهيمها الأساسية .
البناء التصوري للنظرية السوسيولوجية
البناء المنهجي للنظرية السوسيولوجية
البناء الميداني للنظرية السوسيولوجية
وهذا الإطار العام يمكن أن يوجه البحث العلمي نحو القضايا الأساسية التي تتناولها النظريات المعاصرة في أشكالها المختلفة وفقا للموجهات الأيديولوجية والأطر العلمية التي تسلكها في العرض والتفسير والتحليل .
أولاً : التعريف بالنظرية السوسيولوجية ومفاهيمهاالأساسية
- تعتبر النظرية جزءا أساسيا من الحقيقة الواقعية في حياتنا اليومية وهي الأساس الكامن وراء تفسير كل فرد لما يفعله ويشاهده يوميا من ظواهر اجتماعية وفيزيقية .
- وتعرف النظرية بانها مجموعة من العلاقات التي تفسر ظواهر التفاعل في إحدى مجالات الأنشطة التي يمارسها الإنسان الفرد والجماعات الاجتماعية والمجتمع بوجه عام فهي ملاقات تبادلية متفاعلة بين الفرد والجماعة والمجتمع في إطار ظواهر التفاعل الفيزيقي والاجتماعي داخل البيئة الاجتماعية وتعبر عن مجموعة المعايير والأيديولوجيات والقيم التي تتمثلها هذه البيئة لتفسر ما يحدث داخلها، ومن الطبيعي أن تختلف المعايير والأيديولوجيات والقيم باختلاف البيئات واختلاف المجتمعات كما تختلف ايضا في البيئة الواحدة باختلاف الزمان .
- فالنظرية هي عملية تنظير الأفراد لواقعهم البيئي والاجتماعي حيث يؤلون بيئتهم الاجتماعية والفيزيقية في إطار مجموعة من الأفكار والأيديولوجيات والتجارب التي تفسر الحقيقة التي يعيشون فيها .
والواقع أن أساس أي نظرية هو نموذجها او ما يعرف بمثال الحقيقة وهذا النموذج يتكون من عنصرين رئيسيين :
1 - تصور الظاهرة موضوع التفسير في ضوء النظر إلى المجتمع كمجموعة من النظم المتفاعلة .
2 - افتراض وجود علاقة علية ( سببية ) بين هذه النظم باعتبار أن البناء الاجتماعي يتكون من مجموعة من الوظائف الأساسية التي تشبع حاجات النسق ويتطور ديناميكيا للاستجابة لهذه الحاجات وفق ميكانيزمات التوازن .