علم النفس الحديث ونتائجنة الاجتماعية.pdf

ان علم النفس هو علم اجتماعي، وإذا كان لنتائجه أية حقيقة واقعية فيجب أن تكون ممكنة التطبيق على مشكلاتنا الاجتماعية المعاصرة .

والعلم الاجتماعي خارع إلى حد ما ، فنحن كعلماء لاتستطيع عمل الكثير حيال الحرب الذرية ومنعها، أو حيال الفلافل والاضطرابات الاجتماعية أو حيال الاضرابات والتحديات الأخرى إن ادعاء القدرة على معالجة الامراض الاجتماعية جميعها قد جعل من علم النفس والتحليل النفسي أمرا مضحكة وقد أدى ذلك إلى اعتقاد العديد من الناس بأن العلم الاجتماعي لا ينطوي على أي شيء حقيقي يمكن للمجتمع أن يتعلمه منه . واعتقد أن هذا الأمر ليس صحيحاً فعلا ، فلقد نجحنا في السنوات الخمسين الأخيرة بعض الشيء ، وهناك على أقل تقدير ، عدد من المسائل نستطيع تقديم بعض الاجابات الأولية عنها .

ويتناول هذا الكتاب معالجة بعض هذه المسائل وبعض الاجابات عنها. وينبغي للقارىء أن يحكم ما إذا كان هناك مبالغة في هذا الادعاء . فحيثما يتوافر العديد من الأدلة ، بحيث تكون جميعها متعارضة ، يغدو الحذر أمراً ضرورياً بشكل واضح عند قبول أي شيء يدلي به فريق معني.

يبدأ الكتاب بالقاء نظرة على تناقض علم النفس الحديث . فهناك علماء نفس تجريبيون يستخدمون أساليب علمية دقيقة في بحث مشكلات تبدو الكثير من الناس مبتذلة وغير مثمرة وهناك علماء نفس اجتماعيون وأطباء نفسيون ومحللون نفسيون ، يبحثون في مشكلات هامة ذات صلة وثيقة بالحياة الاجتماعية بشكل واضح ، إلا أنهم وفي أحسن الاحوال يستخدمون أساليب ونظريات يمكن الشك في دقتها العالمية . وأنا معني بالاشارة إلى أن هذا الصراع مصطنع وغير ضروري ، فهناك أساليب بحث ونظريات ومفاهيم تمكنا من الجمع بين المشكلات الهامة والطرق العلمية الدقيقة . ومفهوم « الشخصية ) هو مفهوم رئيسي يبرهن قولي هذا.

بيد أنني لن أخوض في التفصيلات الآن ، بل سيرى القارىء نفسه ما الحل الذي القدمه لهذا التناقض الدائم الوجود ، وسيكون قادراً على الحكم على مدى ملاءمته.