علم الاجتماع التربوي PDF
الدكتور بلال حمدي عرابي كلية الآداب -قسم علم الاجتماع
الدكتورة أمل حمدي دكاك كلية الآداب -قسم علم الاجتماع .
تقديم:
علم الاجتماع التربوي ميدان من ميادين علم الاجتماع يهتم بدراسة الظاهرة التربوية والتنشئة الاجتماعية وما يرتبط بها من نظم وتنظيمات اجتماعية ودراسة المشكلات التربوية دراسة علمية وصفية وتحليلية.. بغرض فهم هذه الظاهرة الاجتماعية التربوية ومشكلاتها، في نشأتها وتطورها وأدائها لوظيفتها.
علم الاجتماع التربوي . |
في العلوم الطبيعية هدف العلم فهم الظاهرة الطبيعة ثم التنبؤ بمستقبل الظاهرة والتحكم بهذه الظاهرة ومثالنا هنا عن نهر الفرات في سورية والظاهرة فيضان النهر في فصل الربيع فإن فهم هذه الظاهرة هو معرفة أن هذه الظاهرة لها أسباب موضوعية علمية غير غيبية، تتمثل في أن الثلوج تذوب على جبال طوروس وما حولها مع فصل الربيع، مما يؤدي إلى زيادة منسوب المياه وفيضان النهر. والتنبؤ يكون بمعرفة أن هذه الظاهرة تحدث في الربيع وأن الأمر يقتضي اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب مخاطر الفيضانات على البشر والأراضي الزراعية. أما التحكم فيكون ببناء سد الفرات على نهر الفرات بهدف الاستفادة من مياهه واتقاء شرور الفياضانات وآثارها لتصبح الظاهرة بعد التحكم بها مصدر خير عميم لكل الناس.
أولاً - الأهداف العامة للعلم:
العلم الاجتماع التربوي أهداف عامة هي من أهداف كل علم وهي والتحكم والتنبؤ.
1- الفهم :
هو العملية التي يستند إليها علم الاجتماع التربوي في الوصول إلى إدراك للظاهرة التربوية والوقائع المرتبطة بها، وما نعنيه بالعملية هو أن هذا الإدراك يتحقق من خلال مراحل معينة تبدأ باكتشاف الوقائع التربوية ومحاولة وصفها، ذلك تمهيداً لتفسير هذه الوقائع الاجتماعية والوظائف التي تؤديها. وبذلك نجد أن مجرد اكتشاف الوقائع التربوية ووضعها مرحلة ضرورية لفهم الظاهرة التربوية.
إلا أن هذه المرحلة لا تحقق لنا الإدراك الكافي للظاهرة، فمجرد الوصف لا يمكننا من فهم أبعاد الظاهرة وظروفها والعوامل المرتبطة بها. من أجل ذلك تعتبر مرحلة التفسير للظاهرة التربوية والوقائع المرتبطة بما من حيث العوامل المتحكمة فيها والوظائف التي تؤديها مرحلة أساسية لتحقق الفهم، وبذلك يشارك علم الاجتماع التربوي، وبقية العلوم الأخرى، في محاولتها فهم الظواهر الواقعة في نطاق عمل كل منها، وذلك بسعيه لاكتشاف العوامل التي تتحكم في الظاهرة التربوية في أدائها لوظائفها بالنسبة للثقافة والمجتمع والشخصية وجميع النظم الاجتماعية في المجتمع التي تتبادل مع النظام التربوي التأثير والاعتماد الوظيفي.
2 التنبؤ:
التنبؤ يتم قبل وقوع الحوادث بمعنى أن التنبؤ يهتم بما سوف يكون في المستقبل وذلك لأنه بمنزلة اختيار بمجموعة من العلاقات القائمة بين متغيرات أو ظواهر أو أحداث تقبل الملاحظة والمشاهدة، وبذلك تكون التنبؤات معلنة على شكل قانون أو نظرية علمية.
ومن ثم فإن علم الاجتماع التربوي ببني تنبؤاته العلمية حول الظاهرة التربوية والمناهج وطرق التدريس، ودور المدرس والإدارة وجماعة التلاميذ... على أساس من الفهم العلمي الذي يجعل تنبؤاته على درجة عالية من اليقين أي بحيث تكون التنبؤات النظرية المطروحة حول الظاهرة التربوية قابلة للتحقيق التجريبي. وبقدر ما يحقق عالم الاجتماع التربوي الفهم العلمي الذي يقيم عليه تنبؤاته، تكون تنبؤاته علمية.
↔
3- التحكم :
تزداد قدرة الإنسان في السيطرة على الظواهر والتحكم في الظروف التي تؤثر فيها. وبذلك يسعى علم الاجتماع التربوي لتحقيق فهم الظاهرة التربوية والوقائع المرتبطة بها على أساس المشاهدات الواقعية لجعل تنبؤاته حول الوقائع قابلة التحقيق، وبالتالي يمكن التحكم في الظواهر التربوية والسيطرة على الظروف والعوامل التي تؤثر فيها. ومن ثم يكون التحكم بالظواهر التربوية والسيطرة عليها غرضاً علمياً أساسياً لعلم الاجتماع التربوي، وبذلك يحقق أهداف العلم الأساسية ومن ثم فإن مناقشتنا للأبعاد النظرية والعلمية المرتبطة بغرض علم الاجتماع التربوي، المتمثل في التحكم والسيطرة على الظواهر والنظم التربوية وما يرتبط بها من وقائع اجتماعية وثقافية وشخصية...، تقتضي التعرف على مجموعة الظواهر التربوية التي تقع في مجال اهتمام علم الاجتماع التربوي من حيث طبيعتها والخصائص التي تتسم بها والتي تجعل منها موضوعاً متكاملاً لدراسة الاجتماع التربوي ( السيد، 1971، 19).