رأس المال - كارل ماركس ترجمة فالح عبد الجبار.pdf

نقدِّم للقارىء العربي الترجمة الجديدة لكتاب «رأس المال» بمجلداته الثلاثة، وهو المؤلَّف الرئيس لكارل ماركس الذي أمضى في إعداده أربعة عقود من حياته. وتطابق هذه الترجمة الطبعة الألمانية الصادرة عن دار «ديتز فيرلاغ ـ برلين» عام 1984، المنقولة عن الطبعة الألمانية الرابعة الصادرة في هامبورغ عام 1890 بالنسبة إلى المجلد الأول، والطبعة الألمانية الثانية التي صدرت أيضاً في هامبورغ عام 1893 بالنسبة إلى المجلد الثاني، وتطابق كذلك الطبعة الألمانية الأولى الصادرة في هامبورغ عام 1894 بالنسبة إلى المجلد الثالث. بعد صدور المجلد الأول من رأس المال عام 1867، عمل ماركس بكل جهد ودون أي كلل على تهيئة المجلدين الثاني والثالث، عازماً على إتمام المؤلَّف كله دون إبطاء، ولكنه لم يفلح في ذلك. فقد كان يكرِّس قسطاً كبيراً من وقته لنشاطه في المجلس العام لرابطة العمال الأممية، وكذلك تزايد انقطاعه عن العمل بسبب سوء أوضاعه الصحية، فتولى فريدريك إنجلز بعد وفاته في 14 آذار/ مارس عام 1883 مهمة مراجعة المخطوطات النهائية وإعدادها للنشر، فصدر المجلد الثاني عام 1885 والمجلد الثالث عام 1894.

رأس المال هو مصطلح يستخدم في النظرية الاقتصادية الماركسية التي وضعها الفيلسوف الألماني كارل ماركس. يشير إلى الموارد المالية والاقتصادية التي يمتلكها الطبقة الثرية في المجتمع والتي تستخدمها للتحكم في وسائل الإنتاج واستغلال الطبقات العاملة. يعتبر ماركس أن رأس المال هو عنصر مهم في نظام الاستغلال الرأسمالي، حيث يتم استخدام العمال ومواردهم لتحقيق الربح لأصحاب رأس المال. وبحسب ماركس، يجب أن يتم إزاحة رأس المال من السلطة وتحويل وسائل الإنتاج إلى ملكية جماعية للشعب. يعتبر مفهوم رأس المال جزءًا أساسيًا من نظرية ماركس حول الصراع الطبقي والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تطرأ على المجتمعات.

رأس المال يمثل الثروة والممتلكات المادية التي يتمتع بها أفراد الطبقة الغنية في المجتمع. وفقًا لماركس، يتم استخدام رأس المال لتحقيق الربح من خلال استغلال العمال والعمل الذي يقومون به. يرى ماركس أن نظام الرأسمالية يعمل على تعزيز النزاع الطبقي والاختلافات الاقتصادية والاجتماعية بين الطبقات المختلفة في المجتمع.

وفقًا لفهم ماركس، يعمل رأس المال على تركيز السلطة والثروة في يد الأقلية الغنية، مما يؤدي إلى تشويه العدالة الاجتماعية وتفاقم الاختلافات في التوزيع العادل للثروة والفرص. ويروج ماركس لإزاحة رأس المال من السلطة وإقامة نظام جديد يستند إلى الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، حيث يكون الشعب هو الفاعل الحقيقي في الاقتصاد ويتمتع بالسيطرة على موارد المجتمع.

بشكل عام، يعتبر فهم مفهوم رأس المال في فلسفة ماركس أحد الأسس الرئيسية لنقده للرأسمالية ودعوته لإقامة نظام جديد يكفل العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بشكل أكثر تكافؤًا وشمولًا.

وفقًا لماركس، يعتبر رأس المال أداة القوة الاقتصادية التي تسمح للأقلية الغنية بتحكم وتوجيه العمل والإنتاج في المجتمع. يرى ماركس أن هذه السيطرة تؤدي إلى استغلال العمال واستغلال قوتهم العاملة لإنتاج السلع والخدمات التي تولدها المجتمع. وفي هذا النظام، يكون العمل هو المصدر الرئيسي للقيمة، ولكن العمال يتلقون أجورًا أقل مما يستحقونه بفضل استغلال رأس المال.

بالإضافة إلى ذلك، يرى ماركس أن رأس المال يؤدي إلى تكديس الثروة والاختلافات الاقتصادية الكبيرة بين الأفراد والطبقات في المجتمع. يعتبر أن هذا التراكم الغير متناسب للثروة ينتج عن آلية الرأسمالية ويزيد من التفاوت الاجتماعي والظلم.

وتسعى نظرية ماركس إلى تغيير هذا النظام الاقتصادي من خلال إقامة نظام اشتراكي يقوم على الملكية الجماعية للموارد والإنتاج، حيث يتم تحقيق التوزيع العادلة للثروة والسلطة وتحقيق المساواة الاجتماعية.

من خلال رؤيته لرأس المال ونقده للرأسمالية، يسعى ماركس لتحقيق تحول اجتماعي واقتصادي يصبح فيه الإنسان هو المركز الأساسي للأنشطة الاقتصادية ويتمتع بالتحكم في مصيره الاقتصادي والاجتماعي.