السلوك الاجتماعي قراءات في علم النفس الإجتماعي وتطبيقاته.

يوجه علم النفس الاجتماعي اهتمامه لدراسة التأثير المتبادل بين الانسان والمجتمع الذي يعيش فيه، حيث يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به، والفرد باعتباره كائن اجتماعي يميل للتجمع مع غيره من أفراد المجتمع ، يكون مع غيره من الافراد ما يُطلق عليه لجماعة ، وتكون الجماعات بدورها ما يطلق عليه المجموعة (أو الشد) ، كما تتشابك المجتمعات المحلية أو المجتمعات البيئية من عدد من المجموعات ترتبط ببعضها ، هذا ويتكون المجتمع الأكبر من مجموعة مجتمعات محلية ، وهنا يطلق عليه المجتمع الأم (المجتمع القومي) وأخيراً تكون المجتمعات القومية كلها البشرية أو ما يطلق عليه المجتمع الانساني ، والانسان في تعايشه مع

الآخرين تحدث له عمليات مختلفة ، بعضها يرتبط بالبيئة الخارجية المحيطة به نطلق عليها عمليات اجتماعية ، وبعضها يتعلق بشخصيته وما يدور في نفسه ونطلق عليها عمليات نفسية.

ويهتم علم النفس الاجتماعي بدراسة كل من العمليات الاجتماعية والعمليات النفسية ، ويركز على الميدان المشترك بين علم الاجتماع من جهة وعلم النفس من جهة أخرى ، وهو في ذلك يدرس موضوعات هامه مثل السلوك الاجتماعي والجماعات والتنشئة الاجتماعية والدوافع والاتجاهات والقيم والروح المعنوية والرأى العام ومهارات القيادة ومهارات التعامل ، ويوجه اهتماماً خاصاً بدراسة انماط الشخصية وخصائص النفس البشرية ، تلك القوه الحية الدائمة الحركة والنشاط التي لا يفتر عملها لحظة واحدة منذ ساعة الميلاد وحتى يوم الوفاء فهي تقل في تفاعل مستمر بالجسد الذي يشتملها وبالبيئة التي تحيط بها.

ولقد اشتمل هذا الكتاب على ستة فصول أساسية ، أما الفصل الأول فهو بعنوان "السلوك الانساني" وقد تناولنا فيه موضوعات أهمها العلوم السلوكية ، وأهم العمليات النفسية ، وأفرع دراسة السلوك الانساني ، وأهم المدارس النفسية المعاصرة في المجال الادارى، فضلاً عن أقسام الحياة النفسية ، وبعض أنواع العقد النفسية ، والحيل المقلية اللاشعورية ، أما الفصل الثاني فكان عن "سيكولوجية القيادة (فن القيادة وتعرضنا فيه لكل من مفهوم القيادة ونظرياتها وخصائصها وانماطها وواجبات القائد الناجح ، بالاضافة الى موضوعات الحرب النفسية وعلاقاتها بالادارة ، في حين كان الفصل الثالث عن التنشئة الاجتماعية وديناميات الجماعة وقد تناولنا فيه العوامل المؤثرة في البيئة الاجتماعية وأساليبها وقواعدها ، مشيرين الى وسائل تطبيق التنشئة الاجتماعية السوية ، مع الاشارة الى ديناميات الجماعة والدوافع الاجتماعية بأنماطها المختلفة ، أما الفصل الرابع فكان عن "الاتجاهات" حيث عرضنا لكل من مفهوم الاتجاه وعلاقته ببعض المصطلحات الأخرى، مثل الرأى والاعتقاد والقيمة والميل والسلوك ، مع الاشارة الى بعض المقاييس الهامة للاتجاهات، أما الفصل الخامس فجاء بعنوان "المسئولية الاجتماعية وقد أشرنا فيه الى أهمية دراسة المسئولية الاجتماعية وعناصرها واركانها ومظاهرها والمقصود بها ، هذا وقد جاء الفصل السادس والأخير بعنوان "القيم الاجتماعية وقد أشرنا فيه الى كل من مفهوم القيم وعلاقتها بالاتجاهات والمعتقدات والسلوك ، مع عرض المناصرها وأساليب قياسها وخصائصها وبعض تطبيقاتها.

ويجيء هذا الكتاب ثمرة تعاون علمى وثيق ومخلص بين كل من الدكتور محمود عكاشة والدكتور محمد شفيق ، فيينما تم إعداد الفصول الثلاثة الأولى بمعرفة الدكتور / محمد شفيق، فقد جاءت الفصول الثلاثة الأخيرة (الرابع والخامس والسادس من إعداد الدكتور / محمود عكاشة.

وفقنا الله جميعاً لخدمة الوطن والعلم