أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

كتاب الصداقة من منظور علم النفس.pdf

الصداقة من منظور علم النفس.pdf

يمثل كتاب الصداقة من منظور علم النفس الذي بين يدي القارئ العربي الآن، أحد معالم علم النفس الحديث في خدمة المجتمع العربي فهو يتناول موضوعا على جانب كبير من الأهمية العلمية والتطبيقية، إذ إن موضوع الصداقة يشغل بال كل شخص يريد أن يعرف المزيد حول كيف تبدأ الصداقة الناجحة بين الأفراد من نفس الجنس وكيف تستمر، وما الظروف التي تهددها .

179- الصداقة من منظور علم النفس.pdf
الصداقة من منظور علم النفس.

تقديم

وإذا كان الإنسان بطبيعته يعد كائنا اجتماعيا فان نجاحه في تكوين أصدقاء، واستمرار علاقاته معهم، يعد شرطا أساسيا من شروط تمتعه بصحة نفسية وجسمية واستمتاعه بحياة لها معنى.

ومع أن التراث الإنساني زاخر بكتابات حول الصداقة والأصدقاء، إلا أن معظم هذا التراث القديم منه والحديث، يمثل تأملات وانطباعات تقوم على أساس الخبرة الشخصية، حيث يعطي للصداقة طابعا إيجابيا إذا توافرت للشخص الذي يسجل خبرته أنواع من الخبرات الإيجابية، ويعطيها طابعا سلبيا في حالة توافر خبرات محبطة مع الأصدقاء. ويندر في هذه الكتابات، تجاوز الخبرة الشخصية إلى تسجيل الأسس التي تقوم عليها الصداقة وقد غلب عند محاولة صياغة هذه الأسس طابع التعميم الشديد لخبرات نوعية فردية أو ثقافية، على أن مثل هذه الكتابات توضح عمق  اهتمام الإنسان بموضوع الصداقة وحاجته الماسة إلى سبر أغوارها .

وقد عني المؤلف بعرض جذور التفكير الإنساني في موضوع الصداقة حيث عرض آراء فلاسفة اليونان والمفكرين المسلمين في هذا الموضوع مع استخلاص أهم ملامح أفكارهم ، كما قام بعرض شائق للكتابات الحديثة التي تناولت موضوع الصداقة في الثقافة الغربية مع التركيز على الدراسات العلمية التي حاولت الكشف عن أبعاد الصداقة وظروف نجاحها أو فشلها ، مع التمييز بين مفهوم الصداقة وأنواع أخرى من العلاقات الإنسانية مثل الزمالة، والحب.

ويحسب للدكتور أسامة أبو سريع، أنه أول من أدخل موضوع الصداقة إلى دائرة البحث العلمي المنظم في الثقافة العربية، وهو يتناولها من منظورين الأول: منظور علم النفس الاجتماعي الذي يحاول اكتشاف قوانين التفاعل بين الشخص وبين الآخرين.
والثاني: منظور ارتقائي، يحاول اكتشاف قوانين السلوك الإنساني وهو هنا سلوك الصداقة عبر مراحل العمر المتتابعة. ولم يقنع الدكتور أسامة بكل ما أتيح له من تراث عالمي حديث حول موضوع الصداقة، فيقوم بترجمتها وترجمة أدوات الدراسات التي أجريت بالخارج كما يفعل الكثيرون، وإنما اثر مشقة محاولة اكتشاف أهم ملامح الصداقة في مجتمع عربي، هو مصر.
ويتميز هذا الكتاب، بأنه يجمع بين مزيتين يندر إمكان الجمع بينهما هما : - الالتزام بالمنهج العلمي الذي يساعد على اكتشاف أبعاد الصداقة. - وتقديم المعرفة العلمية بسلاسة وبساطة بحيث يمكن للمثقف الجاد أن يضعها موضع التطبيق في حياته الشخصية والاجتماعية. لذلك كله فإن الكتاب يعد أحد معالم الدراسات النفسية الاجتماعية الحديثة في العالم العربي وهو يعد بحق إضافة جديدة وجادة للمكتبة العربية.
تعليقات