تحميل كتاب نظريات التعليم.pdf
"نظريات التعليم" كتاب مهم يتناول مجموعة متنوعة من النظريات والمفاهيم التي تشكل أساس التعليم وعملية نقل المعرفة. يستكشف الكتاب مختلف النظريات التعليمية التي تشمل النهج التقليدي والنهج الحديث، ويقدم تحليلات عميقة لكيفية تأثير هذه النظريات على ممارسات التدريس وعملية التعلم. من المهم الاطلاع على مثل هذه الكتب لفهم أسس التعليم وتطوره عبر العصور.
تحميل كتاب نظريات التعليم.pdf |
مقدمه المترجم
التعلم مفهوم رئيس من مفاهيم علم النفس ظل يحظى باهتمام العلماء والمفكرين ورجال التربية في كل زمان ومكان فمنذ عهد الفلاسفة الإغريق بل ومنذ نزول الأديان السماوية، حتى عهدنا الراهن الحافل بشتى صنوف العلم والمعرفة وتطبيقاتها التقنية والعملية، ومفهوم التعلم يشكل إحدى القضايا المحورية وما ينبثق عنها من بحوث وتجارب ودراسات وتعليم وتدريب وتطبيق. ومن أجل ذلك يوجد اليوم في مجتمعنا المعاصر أجهزة هائلة تنفق عليها الأموال الطائلة، تتمثل في المدارس والجامعات والمعاهد ونحوها لا لشيء إلا لمتابعة قضية التعلم والوصول بأطفالنا إلى الحياة العملية العامة الناجحة.
ولا يقتصر الاهتمام بالتعلم على المؤسسات فحسب، بل هو موضع اهتمام الآباء والأمهات وأفراد المجتمع بعامة، فالتعلم من الأمور بالغة الأهمية عند كل إنسان في أي مجتمع. كذلك لا يقتصر التعلم على سن معينة، أو مرحلة معينة من العمر، بل هو عملية مستمرة ما استمرت الحياة. وإذا كان هناك اتفاق كبير حول أهمية التعلم ودوره في حياة كل منا ، وإذا كان هناك اتفاق كبير حول تعريف التعلم بأنه نوع من تعديل السلوك فإن أغوار مفهوم التعلم وتحديد المتغيرات الهامة التي تدخل في عملية التعلم، وكذلك تحديد أنواع التغير السلوكي الذي يطرأ على الإنسان عند التعلم.
من القضايا التي تتصدى لها نظريات التعلم. وما ظهور الكثير من نظريات التعلم كالارتباطية والاشراطية والدافعية والإجرائية والجشطلطية ومعالجة المعلومات وغيرها إلا دليل على تعدد طرق دراسة التعلم، وإن كان القاسم المشترك بين هذه النظريات جميعا هو البحث عن عامل يتمثل في الوقوف على سلسلة من المبادئ التي يتعلم بها الناس ولعل كتاب نظريات التعلم من أهم الكتب التي ظهرت حديثا في مجال البحث في موضوع التعلم، ولعله يمتاز عن غيره من الكتب في هذا المجال بشمول النظرة، والتفرد في الأسلوب، وتوخي الحرص على إعطاء القارئ العام والقارئ المتخصص تصورا متكاملا لنظريات التعلم الرئيسة التي ظهرت منذ بداية القرن الحالي وحتى الآن. وقد قام محررو الكتاب بدور إبداعي في بناء خطة متماثلة لفصول الكتاب بحيث تناول كل فصل منه نظرية من النظريات مرتبة على النحو التالي: أولا-مقدمة، عن النظرية، تحتوي على نظرة عامة عن النظرية وقضاياها الرئيسة ومفاهيمها الأساسية، وثانيا - تاريخ النظرية ويضم نشأتها والمنظرين الأساسيين لها، ووضعها الراهن والنظريات الأخرى المرتبطة بها، وثالثا-فرضيات النظرية، ورابعا-البحوث وبها مناهج البحث المستخدمة والدراسات عن الحيوان ثم الإنسان، وخامسا مضامينها النظرية والعملية، وأخير الخلاصة، ثم قائمة بالمصادر والمراجع.
والنظريات التي يتناولها الكتاب هي الارتباط لثورندايك والإشراط الكلاسيكي ،لبافلوف والاقتران لجثري والدافع الحافز) لهل، والاجراء لسكنر، والطبيعة التطورية الأساسية التي قال بأسسها داروين وفشر وويتمان ووينمان وكريج، ولويد مورجان، وآخرون، الجشطلطية، والبنائية (التطورية) لبياجية، والرياضية لاستس، والذاكرة ومعالجة المعلومات لـدونـدرز وايبنجهاوس كرائدين لها، والتعلم بالملاحظة، وأخيرا التعلم الاجتماعي لروتر.
وبهذا ، قدم المحرران كتابا كاملا يعطي فكرة عن كل نظرية على حدة ويقدم في نفس الوقت مقارنة بين النظريات المختلفة. وهكذا جاء كل فصل من فصول الكتاب وكأنه كتاب في حد ذاته يستطيع القارئ، من خلاله أن يلم بالنظرية التي يتناولها ذلك الفصل بصورة وافي وكذلك مدى اتفاقها أو اختلافها عن النظريات الأخرى بالإضافة إلى تطبيقاتها النظرية والعملية في مجال التربية والتعليم والعلاج النفسي... ومما يزيد في أهمية الكتاب أنه كتب من قبل مجموعة من العلماء والباحثين الذين كرسوا حياتهم لدراسة موضوع التعلم، ولهم أثر بارز على تطور أبحاثه.