تحميل كتاب قراءة جديدة لعلم المنطق وعلاقته بالميتافيزيقا عند إبن رشد .pdf
يُقدِّم هذا الكتاب تحليلًا عميقًا لفكر ابن رشد (الفيلسوف الأندلسي، 1126–1198م)، مركزًا على دور علم المنطق كجسر بين الفلسفة والميتافيزيقا (علم ما بعد الطبيعة)، وكيفية توظيف ابن رشد لهذا العلم في بناء رؤيته الفلسفية وتفنيده للاتجاهات المناهضة للعقلانية في عصره. يهدف الكتاب إلى إعادة اكتشاف مكانة ابن رشد كفيلسوف جمع بين التراث الأرسطي والفكر الإسلامي، مع إبراز أصالته في الربط بين المنطق والميتافيزيقا.
تحميل كتاب قراءة جديدة لعلم المنطق وعلاقته بالميتافيزيقا عند إبن رشد .pdf |
كتاب قراءة جديدة لعلم المنطق وعلاقته بالميتافيزيقا عند إبن رشد .الدكتور : رمضان بن منصور الجامعة التونسية.
تنويه:
هذا العمل هو في الأصل أطروحة دكتوراه في الفلسفة العربية الإسلامية نوقشت يـوم 22 فيفري 2011 من قبل لجنة تتألف من الأساتذة: فتحي التريكي (رئيسا)، ومقداد عرفة منسية (مـشرفا)، وعبـد الرحمـان التليلـي، ومحمـد بـن سـاسـي (مقـررين)، ورضـا عـزوز (عـضوا)، وتحصل عليهـا صـاحبها بملاحظة "مشرف جدا". فإليهم وإلى مـن سـاهم في إخراج هـذا العمل للنشر كل الشكر.
أهم المحاور والأفكار في الكتاب:
1. المنطق كأساس للفلسفة:
- يرى ابن رشد أن المنطق ليس مجرد أداة لتنظيم الأفكار، بل هو مدخل ضروري لفهم الوجود، حيث يُعتبر البنية التحتية للتفكير الفلسفي والعلمي.
- يرفض ابن رشد فصل المنطق عن الميتافيزيقا، مؤكدًا أن القواعد المنطقية (كالقياس والبرهان) هي وسائل لاكتشاف الحقائق الميتافيزيقية، مثل طبيعة الوجود والعلة الأولى.
2. المنطق الأرسطي وإعادة التفسير الرشدي:
- يوضح الكتاب كيف أعاد ابن رشد صياغة المنطق الأرسطي ليتوافق مع الرؤية الإسلامية، خاصة في مسائل مثل العلاقة بين العقل والنقل، وإثبات وجود الله عبر البراهين العقلية.
- يشدد ابن رشد على أن المنطق لا يتعارض مع الدين، بل هو وسيلة لفهم النصوص الدينية فهمًا عقلانيًا.
3. الميتافيزيقا كتاج العلوم:
- يربط الكتاب بين المنطق والميتافيزيقا عند ابن رشد، حيث تُعتبر الميتافيزيقا "العلم الأول" الذي يدرس المبادئ الكلية للوجود، مثل الجوهر والعَرَض، والعلة والمعلول.
- يوضح كيف استخدم ابن رشد المنطق البرهاني للوصول إلى حقائق ميتافيزيقية، مثل إثبات واجب الوجود (الله) عبر سلسلة العلل والمعلولات.
4. نقد ابن رشد للغزالي والصوفية:
- يتناول الكتاب موقف ابن رشد النقدي من أفكار الإمام الغزالي (خاصة في كتاب "تهافت الفلاسفة")، حيث دافع عن الفلسفة ضد اتهاماتها بالكفر، مؤكدًا أن المنطق يُعين على تجاوز التصورات الصوفية المبهمة.
- يرى ابن رشد أن الخطأ ليس في المنطق ذاته، بل في سوء استخدامه أو عدم فهم حدوده.
5. المنطق والعلم التجريبي:
- يشير الكتاب إلى أن ابن رشد لم يقتصر على الجانب النظري للمنطق، بل ربطه بالعلوم الطبيعية، معتبرًا أن المنهج الاستقرائي والاستنباطي ضروريان لفهم الكون.
- مثال على ذلك: تحليله لحركة الأفلاك وارتباطها بالعلة الأولى، مستندًا إلى منطق السببية.
6. إشكالية العقل والنقل:
- يناقش الكتاب كيف حلَّ ابن رشد الإشكالية التاريخية بين الفلسفة والدين، عبر تأكيده أن الحق لا يضاد الحق، وأن النصوص الدينية تُفسر عبر العقل عندما تبدو ظواهرها متعارضة مع البرهان.
- ينتقد ابن رشد التفسير الحرفي للنصوص، داعيًا إلى تأويلها في ضوء المنطق والفلسفة.
الخلاصة والرؤية النهائية للكتاب:
يخلص الكتاب إلى أن ابن رشد قدَّم رؤية متكاملة تجمع بين المنطق والميتافيزيقا، معتبرًا أن الفلسفة ليست بديلًا عن الدين، بل هي مكمّلة له. كما يُبرز دور ابن رشد في الدفاع عن العقلانية في مواجهة التيارات النصية والصوفية، مؤكدًا أن إرثه لا يزال حيًا في النقاشات المعاصرة حول العقل والدين والمنهج العلمي.
يُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم الجذور الفلسفية للفكر الرشدي، وإعادة اكتشاف دوره كحلقة وصل بين الحضارة الإسلامية والفلسفة الغربية.