تحميل كتاب أعظم فلاسفة غيروا العالم - جيريمي ستانكروم - جيمس كارفي.pdf

لا أحد متأكّد تمامًا ما هي الفلسفة، ولئن لم تكن هذه بداية مُطَمْئِنة لكتاب عن سبعة وثلاثين علمًا من أعلام الفلسفة، فهي في الأقل بداية صادقة. هناك ثلاثة أنواع من الرؤى في ما يخص ماهية الفلسفة، ولكل نوع خصومه ومؤيدوه، وتستحق هذه الرؤى وقفة منا.

يرى بعضهم أن أفضل تعريف للفلسفة هو ذلك الذي يعتمد المادة المجردة لبحثها. تتعامل الفلسفة – في صورتها التقليدية – مع الأسئلة الثلاثة الكبيرة: ما الذي يعرفه الإنسان، ما الذي يريد أن يفعله، وما الذي نحن فاعلوه مجددًا. هذه هي المسائل الكبرى. إننا مُجبَرين على المباحث فيها، أي على دراسة طبيعة الحقيقة، الأسلوبية، الإبستيمولوجيا، أي دراسة الشروط اللازمة لمعرفة شيء ما، والأخلاقيات (الإيطيقا) وهي عنايتنا بشأن أن نعرف ما الذي يعنيه أن نعيش طبيعة أخلاقية.

تعد هذه الأسئلة بشرية بامتياز؛ بمعنى أنه من المستبعد أن تكون بشرًا دون أن تراودك عاجلًا أو آجلًا. تحكم العقول العظيمة أحيانًا على تأثير هذا الأسئلة والتفكير فيها، والنتيجة هي الفلسفة.

يجادل آخرون أن المرء يمكن أن يتفلسف بخصوص أي شيء، وأن أفضل تعريف للفلسفة هو باعتبارها منهجًا خاصًا. يتعلق هذا المنهج أساسًا بالتفكير الأريب والنظامي، والاستنتاج بناءً على أسباب. ثمَّة خروج، يرى واضحًا تأسيسًا على تلك الاستنتاجات. يمكن لأيٍّ أن تجد أجندة تدور حول الصواب أو الخطأ، لكن الرؤية تصبح فلسفة إذا كانت لها ملامح واضحة، وكانت تستند إلى التفكير السليم.

أخيرًا، يرى بعضهم أن الفلسفة تتلخص في إيجاد طريقة للأشياء، ورفض التسليم بالتسليم. بما يسلم به الآخرون دون تمحيص. أوردت هذه الرؤية للفلسفة بنجر، واحد من عظماء الفلاسفة إذ اعتقد أن الحياة لا تُقدّر فيها إن لم تستحق العيش. ولم يقتصر سقراط على تبيان هذه الرؤية نظريًا فحسب، بل مات من أجلها في الواقع. يوافقه كيرون في الاعتقاد أن كلمة (فلسفة) التي تعني حرفيًا "حب الحكمة"، تتعلق في الواقع بمقاربة للحياة للحياة. كما أن الرؤيتين السابقتين تتضمن أبحاثها مجموعة أسئلة، والأخرى بمنهج ما.

سيجد القارئ الباحث عن أجوبة فلسفية في الفلسفة؛ إذ تُخَطِّ أجوبة الأسئلة الثلاثة الكبيرة بإيجاب بالغ دقة، كما الحال مع رؤية الفلسفة بوصفها منهجًا خاصًا.