الرمز و السلطة_بيير بورديو.pdf
عبد السلام بنعبد العالي
ملخص الكتاب:
لا تكون ضرورة التخلي عن السعي وراء السيادة والسلطان قط بمثل الأهمية التي تكون عليها عندما يتعلق الأمر بالتفكير
العلمي في ميدان العلم ذاته، أو في الميدان الثقافي بصفة
عامة. فإذا كنا قد ارتأينا ضرورة إعادة التفكير الجذري في
سوسيولوجيا المثقفين، فذلك لأنه من الصعب على المثقف
نظراً لخطورة المصالح والأغراض في هذا الميدان، أن ينفلت
من المنطق الذي يتحكّم في الصراع الذي يُنَصِّبُ فيه كل طرف من نفسه عالم اجتماع يدرس خصومه ، وإيديولوجياً يدافع عن نفسه، وذلك وفقاً لقوانين العماء والتبصر التي تتحكم في الصراعات الاجتماعية التي تدور حول الحقيقة. ومع ذلك فشريطة أن يدرك المثقف الأمور على ما هي عليه، بما يطبعها من إيقاعات وما ينتظمها من قواعد، وما يتولد فيها من أغراض ومطامع وما يحقق من مصالح، كي يتمكن، في ذات الوقت، من التحرر منها عن طريق المسافة التي يخلقها الفهم النظري من أن يكشف نفسه غارقاً فيها، محتلاً موقعاً معيناً، لاعباً أدواراً خاصة مدافعاً عن أغراض بعينها، وهكذا فإن الموضوعية، مهما كانت ادعاءاتها العلمية ستظل جزئية فرعية.
وبالتالي خاطئة، إن هي بقيت جاهلة أو متجاهلة وجهة النظر
التي تنطلق منها، أي إن لم تأخذ المجموع كله بعين الاعتبار.
عالم الاجتماع بيير بورديو:
بيير بورديو (1930-2002) هو عالم اجتماع فرنسي وفيلسوف ماركسي، وهو أحد أهم المؤرخين للحركات الاجتماعية في العالم. ويعتبر بورديو مؤسس المنهجية النقدية في العلوم الاجتماعية، وقد تمحورت معظم أبحاثه حول دراسة التمييز الاجتماعي والثقافي بين الطبقات والفئات الاجتماعية.
ومن أشهر مؤلفاته "تأملات في نظرية الاجتماع" و"أساليب الهيمنة الثقافية" و"ثقافة وتحليل اجتماعي".
يعد بورديو أحد النظريات الرئيسية التي تمحورت حول الاجتماعية وفلسفته، وهو مؤيد لمفهوم الهيمنة والسيطرة والقوة المادية والرمزية للطبقات الاجتماعية وللدور الذي تلعبه الثقافة في بناء صورة منسقة حول المفاهيم والأفكار والمعادلات وحتى الأساليب. يعتبر بورديو أثر شديد في العالم الأكاديمي والثقافي على حد سواء، حيث قدم نظريات ثورية كشرح جديد لكيفية تفاعل المرء مع الجماعة والثقافة والسلطة والهوية.