التراث والمنهج بين أركون والجابري.pdf
التراث والمنهج موضوع حيوي تناولته العديد من الشخصيات الفكرية البارزة في العالم العربي، ومن بين هؤلاء المفكرين نجد محمد أركون ومحمد عابد الجابري. كلاهما قدّم رؤى نقدية متباينة حول كيفية التعامل مع التراث الإسلامي وكيفية استخدامه في فهم وتطوير الفكر العربي المعاصر.
محمد أركون:
محمد أركون كان يُعنى بدراسة الفكر الإسلامي من خلال منهجيات حديثة مستمدة من العلوم الإنسانية والاجتماعية. تأثر بأعمال الفلاسفة والمفكرين الغربيين، وسعى إلى تقديم قراءة نقدية تفكيكية للتراث الإسلامي. ركز أركون على أهمية "نزع القداسة" عن النصوص الدينية والتاريخية، ورأى أن التراث يجب أن يُدرس بموضوعية علمية بعيداً عن الأيديولوجيات السياسية والدينية.
منهج أركون:
- استخدام النقد التاريخي والفلسفي.
- إعادة قراءة النصوص الإسلامية في ضوء العلوم الحديثة.
- التركيز على الديناميات الاجتماعية والسياسية التي أثرت في تشكيل التراث الإسلامي.
محمد عابد الجابري:
في المقابل، قدّم محمد عابد الجابري رؤية مغايرة، حيث ركز على أهمية العقل في التراث الإسلامي وأكد على ضرورة العودة إلى "العقلانية" كوسيلة لفهم التراث. اعتمد الجابري على تحليل بنيوي للتراث الفكري العربي، مقسماً إياه إلى ثلاثة نظم معرفية: البيان، العرفان، والبرهان. وكان يهدف من خلال ذلك إلى إعادة بناء الفكر العربي على أساس عقلاني نقدي.
منهج الجابري:
- التحليل البنيوي للتراث.
- التركيز على إعادة بناء العقل العربي.
- دراسة تأثير التراث الإسلامي في الفكر العربي المعاصر بطريقة نقدية عقلانية.
التراث والمنهج بين أركون والجابري.pdf |
وصف الكتاب:
هذا الكتاب
«ما عنى الباحثة في كتابها تحدد في مسألة المنهج خصوصاً، على أنها ما يضيء العلاقات بين العقل والخطاب، كما تتبدى في كتابات أركـون والـجـابـري، وهـي، لهذا الغرض، اسـتـقـصـت في الـبـحـث عـن كتاباتهما، فضلاً عما كتب عنهما، ما يعد في حد ذاته مدونة ثمينة، تظهر المجهودات الكبيرة التي بذلها هذان المفكران ـ وهما ناشطان في التأليف حتى أيامنا هذه ـ في نطاق اشتغالهما المشترك ( الذي يفيض عن معنى الماضي ليتناول أيضاً النظر السياسي في الراهن).
وهو لقاء بينهما طلبته وحققته بعد أن تنبهت إلى أنهما يجتمعان في ما يختلفان عليه، فبادرت إلى جمع مدونة اللقاء وأجرته، وبالعمل معهما أيضاً في لقاءات جانبية استكلمت بها «معاشرتها» (كما تقول) لنـصـوصـهـما. فـهـمـا يـجـتـمـعـان في النطاق عينه تقريباً، مع بعض تعديلات في الحدود: إذ تذهب مساعي الجابري إلى ثقافات سابقة على الإسلام، فيما تذهب مساعي أركون صوب متون وثقافات أخرى، مثل المسيحية تحديداً، الماضية أو المعاصرة.
هكذا تناولت في كتابها، في ثلاثة أقسام كبيرة، «خصوصية المنهج» عند أركون ( في القسم الأول ) ، ثم عند الجابري (في القسم الثاني) ، مخصصة القسم الثالث والأخير لإجراء مقارنة بين حاصل الجهدين في الميادين المختلفة ( بين دينية وسياسية وغيرها ) ، من دون أن تهمل «تلقي» المشروعين في الفكر المعاصر.»