مناهج البحث في إعلام الطفل_محمود إسماعيل.pdf
مناهج البحث في إعلام الطفل_محمود إسماعيل. |
مقدمة:
البحث العلمي، منهجا وطريقة وأداة ، شغل ـ ومازال - كل الباحثين في جميع المجالات ، ومختلف أنواع الدراسات . فهو الذي يضفى الشرعية على أي علم . وبدونه تظل العلوم تدور في حلقة مفرغة ، ويصبح ما تصل إليه من نتائج لاقيمة له .
ومنهج البحث العلمي يقوم على المعرفة العلمية الناتجة عن التفكير العلمي السليم .
ولقد مر البحث العلمي مراحل عديدة حتى وصل إلى مـا عليـه الآن من منهجيـة واستطاع أن يتغلب على كثير من العقبات التي واجهته مثـل : طغيان الفكر الخرافي والأسطوري ، والإعتقاد بأن السلطة هي مصدر المعرفة ، وغيرها .
ولقد سبقت العلوم الطبيعية العلوم الإنسانية في استخدامها لمناهج البحث العلمي نتيجة للعديد من الصعوبات . إلا أن صعوبة البحث في العلوم الإنسانية لا يتفى عنها وإذا كان «الإعلام» كعلـم قد تأخر ظهوره إلى بدايات القرن العشرين ، فإن «إعلام الطفل» والذي تمتد جذوره إلى علم الإعلام والعلوم المعنيـة بـالطفل من علم النفس واجتماع وغيرها ، هذا العلم هو علم وليد ، مازال يتحسس الطريق إلى بلورة
نظريات عامة ترسى حجر الأساس له وتأخذ بيده إلى مرحلة تطورية تالية تضعه في مصاف بقية العلوم الإنسانية . ولن يتأتى ذلك إلا بمنهج علمي يسير في اتجاهين ، الأول : هو الأخذ من المنابع الأساسية للبحث العلمي كبقية العلوم ، ثم الاتجاه الثاني: وهو الخاص بخلق مناهج بحثية تواءم طبيعة هذا العلم وخصوصيته . وهما اتجاهان متكاملان وليسا متعارضين .
وهذا الكتاب يجمع بين الاتجاهين ، في محاولة للتأكيد على الاتجاه الثاني ، وعلى هذا فهو كتاب قديم جديد . قديم لأن به كثير مما اتفق عليه الكثيرون في مجال البحث العلمي ، جديد في ثلاثة جوانب .
الجانب الأول : إنه يجمع كل ما يحتاج إليه الباحث بدء من اختياره لمشكلة بحثه ، وحتى كتابته لتقرير البحث .
الجانب الثاني: هو توظيفه معلومات ومناهج البحث العلمي لخدمة دراسات الطفولة بصفة عامة ، وإعلام الطفل على وجه الخصوص .
الجانب الثالث تركيزه على الناحية التطبيقية ، بمعنى أنه لا يهدف إلى حشو عقل الباحث بكم من المعلومات ، وإنما هدفه الأسمى هو كيفية الاستفادة من هذه المعلومات وتطبيقها عند تحديد خطة البحث ثم تنفيذها.