أساسيات البحث الكيفي_أساليب وإجراءات النظرية المجذرة_آنسيلم ستراوس.pdf
أساسيات البحث الكيفي_أساليب وإجراءات النظرية المجذرة_آنسيلم ستراوس. |
وصف الكتاب:
تمهيد :
إن هذا الكتاب مـوجـه إلى أولئك الباحثين في مختلف التخصصات في العلوم الاجتماعية والمهنية ، والمهتمين ببناء النظرية بأسلوب استقرائي من خلال التحليل النوعي للبيانات . وبصرف النظر عن التجارب المثيرة التي تتكون لدى الباحثين عند قيامهم بجمع البيانات ، فإنه سيأتي الوقت الذي لا بد فيه من إخضاع هذه البيانات للتحليل . وغالبا ما يحبط الباحثون إزاء المهمة الضرورية : إنهم يشعرون بالفزع ليس فقط من جراء الكميات الهائلة من البيانات الميدانية والوثائق أو صفحات المقابلة (التي تشبه جبالاً من المعلومات) التي تواجه الباحثين ، ولكنهم أيضا يواجهون مشكلة الإجابة عن الأسئلة الآتية : كيف نتمكن من فهم هذه البيانات ؟ كيف نتمكن من الحصول على تفسير نظري في الوقت الذي ما زلنا نقوم فيه بتأسيس هذا التفسير في الواقع التجريبي الميداني كما يصوره ما تم جمعه من بيانات ؟ كيف نستطيع التأكد من أن ما جمعناه من بيانات وما توصلنا إليه من تفسيرات لها يتمتع بمعايير الصدق والثبات ؟
كيف تستطيع تجاوز الانطباعات التي لا مفر منها وكذلك التحيزات ووجهات النظر المكررة والروتينية التي يحضرها معه الباحث للوضع التحليلي ؟ كيف أستطيع أن أضع تحليلاتي بعضها مع بعض لصياغة نظرية دقيقة للموضوع الذي هو تحت الدراسة؟
إن الهدف من هذا الكتاب هو الإجابة عن هذه التساؤلات ، وغيرها من التساؤلات المتعلقة بالتفسير والتحليل الكيفي للبيانات ، وقد أعد هذا الكتاب بأسلوب مباشر وواضح ، بغرض تقديم المعرفة والإجراءات الرئيسية التي يحتاج إليها الأشخاص الذين هم على وشك الشروع لأول مرة في عمل مشاريع بحثية كيفية ممن يرغبون في بناء نظرية على المستوى الواقعي .
إن نمط التحليل النوعي الذي يناقشه هذا الكتاب يعرف بمدخل النظرية أو طريقة النظرية المجذرة (Grounded Theory) على نحو ما يشار إليها أحيانا بذلك . وهذا الكتاب يمثل الكتاب الرابع من سلسلة الكتب التي نشـرت حـول هذا الموضوع ، فالكتاب الأول كان بعنوان «اكتشاف النظرية المجذرة» لـ (جـلاسيـر وسـتـراوس Glaser & Strauuss) -1967م ، الذي عرض وقـدم الحـجـة والبرهان والمنطق الذي يقف خلف إجراءات النظرية المجذرة التي نوقشت في هذا الكتاب والكتب الأخرى .
ونظرا لذلك ، فإنه الكتاب الأول الذي لا يزال مفيدا ومتطلبا أوليا لفهم بقية الكتب الثلاثة ، أما الكتاب الثاني بعنوان «الحساسية النظرية» لـ (جلاسير – ۱۹۷۸م) ، والكتاب الثالث بعنوان «التحليل النوعي لإخصائي العلوم الاجتماعية» لـ (ستراوس - ۱۹۸۷م) فقد تم إعدادهما ليقرأهما الباحثون ممن لديهم خبرة أكثر إلى حد ما في مجال التحليل الكيفى ، لكن هذه الخبرة لا تلزم للاستفادة مما يحتويه هذا الكتاب الأخير (النظرية المجذرة) على الرغم من أنه قد وضع خصيصا للمبتدئين في التحليل الكيفي ، إلا أننا نتوقع أن الباحثين المتمرسين في البحث الكيفي سيجدون فيه إجابات
إضافية لبعض تساؤلاتهم القائمة منذ أمد بعيد والتي لم يجب عنها من قبل.