تحميل كتاب النوع وعلم اجتماع العمل والمؤسسة_عائشة التايب.pdf
كتاب النوع وعلم اجتماع العمل والمؤسسة_عائشة التايب. |
- علم اجتماع العمل : النشأة والتطور الفكري
يمثل هذا الفصل محاولة تفكيك أولي لبعض عناصر الإشكالية الأساسية المطروحة ضمن هذا الكتاب
والهادفة إلى تقديم علم اجتماع للعمل والمؤسسة من منظور مقارية النوع الاجتماعي. وهو في بعض
زواياه محاولة لرصد التطور الفكري والتاريخي المفضي إلى ولادة تخصص علم اجتماع العمل.
ويهدف هذا الفصل المدخل إلى تقديم رؤية متكاملة حول تطور مقاربات وسوسيولوجيا العمل وما
أفرزته من أطروحات مهمة ساعدت -في سياقات تاريخية معينة ارتبطت بأوج التصنيع الغربي-
على فهم ظاهرة العمل وآليات اشتغالها وانعكاساتها المختلفة على حياة الأفراد والمجتمعات.
وهو
يطمح كذلك إلى إبراز ما لم تتمكن مقاريات العمل إلى حدود نهاية الثلث الأخير من القرن العشرين
من الانتباه له، ومن ذلك أهمية العلاقات الكامنة بين ظواهر العمل، ومسائل الروابط بين الجنسين،
وقضايا النوع الاجتماعي.
أولا: العمل وعلم اجتماع العمل، محاولة التعريف:
1- مفهوم العمل :
إن العمل ظاهرة إنسانية واجتماعية شاملة –على حد عبارة عالم الاجتماع والأنثربولوجيا مارسال
موس Marcel Mauss (1872م-1950م)- ذات أبعاد متعددة، منها البيولوجي المتمثل فيما يبذله
الإنسان من طاقة جسدية عند ممارسته للعمل، ومنها النفسي ذو الصلة الوثيقة بشخصية العامل
ومختلف انفعالاته الكامنة وتفاعلها مع مكان عمله ومحيطه، ومنها الاجتماعي ذو الصلة بشبكة
العلاقات الاجتماعية التي تنسج بين الأفراد الموجودين داخل مجالات العمل.
ويمثل العمل قاسما مشتركا بين جميع البشر ؛ فهو بمثابة عملية ديناميكية تنجز بين الإنسان والطبيعة
يتم تحقيقها عبر استخدام التقنية، وهو يمثل بذلك جملة من الأنشطة ذات الأهداف الإجرائية ينفذها
الإنسان على المادة بواسطة عقله ويديه وعبر استخدام الآلة. وتسهم تلك المجموعة من الأنشطة
المنفذة بدورها في تطوير أوضاع الإنسان).