ماركس ضد نتشيه الطريق إلى ما بعد الحداثة
من تأليف الدكتور: محمد دوير
ماركس ضد نيتشه: الطريق إلى ما بعد الحداثة هو كتاب كتبه محمد دواير يستكشف الصدام الفلسفي والثقافي بين أفكار كارل ماركس وفريدريك نيتشه ، وكيف ساهم هذا الصدام في ظهور ما بعد الحداثة.
يبدأ الكتاب بتعريف القارئ بالخلفيات الفكرية لماركس ونيتشه ، وإبراز أوجه التشابه والاختلاف بينهما. يجادل دواير بأن كلا المفكرين كانا يستجيبان لأزمة الحداثة بطريقتهما الفريدة ، حيث ركز ماركس على الاستغلال الاقتصادي للطبقة العاملة وانتقد نيتشه الميول العدمية للحداثة.
ثم يبحث المؤلف في تأثير أفكار ماركس ونيتشه على الحركات الثقافية والسياسية في القرن العشرين ، بما في ذلك الاشتراكية والفاشية وما بعد الحداثة. يؤكد دواير أنه في حين هيمنت أفكار ماركس في البداية على الحركات السياسية اليسارية ، فإن نقد نيتشه للحداثة قد اكتسب أرضية في النهاية وساهم في صعود ما بعد الحداثة.
يختتم الكتاب بمناقشة الأهمية المعاصرة لنقاش ماركس-نيتشه ، بحجة أن أفكارهم تستمر في تشكيل الخطاب السياسي والثقافي المعاصر. يؤكد دواير على الحاجة إلى المشاركة النقدية مع أفكار كل من ماركس ونيتشه من أجل التغلب على تحديات عالمنا المعاصر.
يتميّز الكتاب بنزعة نقدية، حيث أنه يتصدّى مثلاً إلى تحوّل ما بعد الحداثة إلى حجاب يُخفي عن التمثّل الذهني حقيقة العالم، ويرى دوير "أننا أمام حالة إقصاء تاريخية كبري لمجمل الإبداع الفلسفي والأدبي الذي يخرج عن قواعد وتصورات ما بعد الحداثة".
يدرس العمل "ما بعد الحداثة" كفكرة وكمفهوم لدى كل من الفيلسوفين الألمانيين كارل ماركس وفريدريك نيتشه. يرى دوير أن "ثنائية ماركس نيتشه ستستمر معنا في القرن الحادي والعشرون وربما بصورة أكثر وضوحا ًمن ذي قبل"، وهو بذلك يجادل من يرون أن الفيلسوفين الألمانيين باتا قطعة متحفية تشير إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
بذلك يقدّم العمل زوية نظر جديدة لما بعد الحداثة، حيث يدرسها في مدوّنة القرن التاسع عشر، على الرغم من كون أبرز نصوصها يعود إلى منتصف القرن العشرين في أعمال جان فرنسوا ليوتار وجك دريدا وجياني فاتيمو.