النظرية المعاصرة في علم الاجتماع تمدد آفاق النظرية الكلاسيكية .pdf
من تأليف: رث والاس. ألسون وولف , ترجمة الدكتور
محمد عبد الكريم الحوراني قسم علم الاجتماع
جامعة الريموك- الأردن
يناقش هذا الكتاب النظرية السوسيولوجية ويحللها كما هي مطبقة عملياً في الوقت الراهن. والتركيز الأساسي لهذا الكتاب ينصب على أولئك المنظرين اللذين كان لأعمالهـم الأثـر الكبير على النظرية الاجتماعية والطريقة التي يدرس بها علماء الاجتماع موضوع بحثهم ويحللونه.
كان العنوان الفرعي في الطبعات السابقة من كتابنا هو "تتمة النظريات الكلاسيكية"وانبني هذا على فكرة أننا لا زلنـا نـرى إستمرارية المؤسسي علم الاجتماع الأوائل في أعمال المنظرين المعاصرين.
ولكننا فيما بعد، أتينا إلى إستنتاج بأن هناك أكثر من الاستمرارية في الأعمال النظرية الجارية اليوم في علم الاجتماع. إن ما يحصـل للنظرية السوسيولوجية في الوقت الراهن يبدو مثيراً. حيث أن التكنولوجيا المبتكرة، أغنتني بتقدير أكبر للثقافات الأخـرى.
حقا، إن المنظرين المعاصرين يقفون على أكتاف عمالقة علم الاجتماع، لكنهم أيضا يمدون آفاق علم الاجتماع ضمن ثلاث نقاط متتالية هي: التحليل البنائي بعيد المدى، والتحليل التفـاعي قصير المدى، ومستويات التحليل التفسيري.
وهذا هو السبب الذي جعلنا نستبدل العنـوان
الفرعي السابق للكتاب بالعنوان التالي: "مدد آفاق النظريات الكلاسيكية".
في الصفحات التالية نصف الأفكار المركزية لأولئك المنظرين ومناقشاتهم، والطرق التي يقدمون من خلالها عدداً من المنظورات المميزة تماماً حول المجتمع والسلوك الاجتماعي.
وعلى الرغم من أننا تقدم كذلك بعض التقييم والنقد لنظرياتهم، إلا أن غرضنا يتمثل في تزويد القراء بتلخيص واضح لطروحات النظرية السوسيولوجية الحديثة، وليس الانخراط في نقـد مفصل لكل منظور أو أن تناصر منظوراً معينا. وحتى نعطي الفراء فكرة فيما إذا كـان منظـوراً معيناً ناجحاً أم لا في التعامل مع سلسلة من التساؤلات
والمشكلات الواقعية والإجابة عليها.
خطة الكتاب:
هذه الطبعة المنقعة من الكتاب تناقش خمسة منظورات في النظرية السوسيولوجية المعاصرة؛ وهي: الوظيفية، ونظرية الصراع، والتفاعلية الرمزية، والظاهراتية، ونظريات الاختيار العقلاني، وكذلك تلقي نظرة عامة على التطورات النظرية الراهنة. وفي هذه الطبعة من الكتاب
تم تحديث ما كان مكتوباً بوجـه عـام، وزيدت بعـض الإضافات الهامة.
وكـما هـو الحـال في الطبعات السابقة، أحجمنا عن وضع فصل منفصل للنظريات النسوية لأنها ترتكـز عـلى مـدى واسع من الاتجاهات النظرية.
ولهذا فإننا نركز على الطرق التـي عمـل مـن خلالها المنظـرون
النسويون على مـد آفـاق المنظورات السوسيولوجية المختلفة، ومـن ثـم نناقش أعمالهـم في الفصول ذات العلاقة بها داخل هذا الكتاب. وكما هو الحال في الطبعات السابقة، نعود في كل فصل إلى التساؤلات المتعلقة بدور المرأة في المجتمع المعاصر.
يناقش الفصل الأول بناء النظريات السوسيولوجية وأهميتها العملية كطريقة لفهـم وتحليل كيفية عمل المجتمعات الإنسانية، كما يقدم فكرتين بحثيتين هامتين، أولاهـما- دور المرأة في المجتمع المعاصر- وقد تم ذكرها سابقاً، وثانيتهما تتمثل في عمـل النظام التعليمي
الرسمي الضخم الذي يصف المجتمع الحديث.
إن كـل منظور نظري رئيسي- يمكـن أن يقـدم إجابات هامة، ولكن جزئية، لتلك التساؤلات، وعلى نحو مماثل فإن المنظورات تقدم فكـرة لموضوع تم لسجه وصياغته على امتداد الكتاب.
إن الفصول الخمسة التالية حول الوظيفية، ونظرية الصراع، والتفاعلية الرمزية، والظاهراتية، ونظريات الاختيار العقلاني تتبع في عرضها نمطاً عاماً، إذ في كل حالة، نعـرض الافتراضات الأساسية والمفاهيم الرئيسة للنظرية محل الاهتمام، والأسئلة التي تبرزهـا ومحاولة الإجابة عليها. إننا نقوم بتحديد الجذور الفكرية للمنظور ونناقش الرؤى التي اشتقها المنظرون المعاصرون من العلماء السابقين.
ومن ثم فإننـا نـصـف بالتفصيل أعمال المنظرين الرئيسيين للمنظور مع التأكيد الخاص على أكثر مناقشاتهم حداثة. وعلى امتداد كـل جـزه نشـدد عـلى
العلاقة التبادلية بين النظرية من جهة، والبحث السوسيولوجي والملاحظة الاجتماعية العامة من جهة أخرى، كما تظهر أن المنظرين المعاصرين أنفسهم يستخدمون منظوراتهم لتحليـل الظواهر الواقعية، بما في ذلك النظام التعليمي ودور المرأة ولكن ليس بالاقتصار على ذلك وكيف أن بحث زملائهم ينجذب إلى منظورات نظرية مختلفة يقوم بتجسيدها. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نوضح كيف أن استشراف المنظرين المعاصرين للمستقبل قد انعكس في الطريقة التي ينظر من خلالها غير علماء الاجتماع إلى العالم ويناقشونه.
ويناقش الفصل الثامن التطـور محـل الاهتمام بالنسبة للنظرية السوسيولوجية المعاصرة، وهو: علم اجتماع الجسد. وأخيراً يناقش الفصل التاسع الحداثة ومـا بعـد الحداثة.
وكذلك يتضمن توليفاً لمساهمات المنظورات الرئيسة للإجابة على التساؤلات المطروحة في الفصل الأول حول التعليم ودور المرأة. لقد تم إنجاز هذا الكتاب عبر جهد مشترك دون أن يكون هناك مرتبة أعلى أو أدنى في التأليف.
وقد اتخذت رث والاس المسؤولية الأساسية في كتابة الفصول المتعلقة بالوظيفية، والتفاعلية الرمزية، والظاهراتية، وتولت ألسـون وولف مسؤولية كتابـة الفصول المتعلقة بنظرية الصراع، والتطور والحداثة، ونظريات الاختيار العقلاني والمنظورات البديلة.
لقد تعلمنا الكثير من كتابة هذا الكتاب، وأصبح كل منا يقـدر تماماً رؤى وإنجازات المنظرين اللذين قمنا بعرض أعمالهم. إننا نرغب بالاعتراف بأننـا مـدينين فكريـا لهـم وكذلك للعديد من الطلاب اللذين ساهمت تساؤلاتهم وتعليقاتهم في عملنا وأثرته.