📁 آخر الأخبار

الخيال العلمي الإجتماعي رايت ميلز .pdf

تحميل كتاب الخيال العلمي الإجتماعي رايت ميلز .PDF

الخيال السوسيولوجي

يعتمد علماء الاجتماع على نمط غير مألوف للتفكير الإبداعي لمحاولة فهم السلوك الاجتماعي. ويصف تشارلز رايت ميلز (1959) هذا التفكير بالخيال السوسيولوجي، أي الوعي بالعلاقة بين الفرد والمجتمع الأكبر. ويتيح هذا الوعي لنا جميعاً (وليس لعلماء الاجتماع وحدهم فهم الصلات بين أوضاعنا الاجتماعية الشخصية القريبة منا من جهة والعالم الاجتماعي اللاشخصي البعيد عنا بنا ويساعد في تشكيلنا من جهة ثانية.

ومن العناصر الأساسية للخيال السوسيولوجي قدرة عالم الاجتماع على النظر إلى مجتمعه نظرة الدخيل عليه أو الغريب عنه، وليس من منظور خبراته الشخصية ونزعاته الثقافية. ولنأخذ مثالاً بسيطاً هو عادة الأكل أثناء المشي. وليس في الأمـر مـن شيء أن نرى الناس في الولايات المتحدة يستهلكون الآيس كريم ويشربون المياه الغازية أثناء مشيهم. ويرى علماء الاجتماع في ذلك نمطاً سلوكياً مقبولاً لأن الآخرين ومع يحتاج هؤلاء العلماء إلى تجاوز حدود ثقافة ما ليروا موقف الثقافات الأخرى من هذا السلوك. فهذا السلوك العادي غير مقبول بالمرة في ثقافات أخرى. فالناس في اليابان – على سبيل المثال – لا يأكلون أثناء المشي. وعلى الرغم من أن الباعة متواجدون في الشوارع وآلات البيع منتشرة في كل مكان، إلا أن اليابانيين يتوقفون لأكل أو شرب ما يشترونه قبل أن يواصلوا سيرهم لأن الانخراط في نشاط آخر أثناء الأكل يعبر - في رأيهم - عن عدم احترام الطعام حتى ولو كان الأكل يأتي من آلة البيع.

 ويسمح لنا الخيال السوسيولوجي بتجاوز الخبرات والمشاهدات الشخصية إلى فهم القضايا العامة. ومما لا شك فيه أن البطالة - على سبيل المثال - تمثل معاناة شخصية للمتعطل رجلاً كان أم امرأة. ويرى ميلز أنه عندما تكون البطالة مشكلة اجتماعية تمس ملايين الناس، فإنه يبدو من المناسب أن نتساءل عن طريقة تشكيل من علم الاجتماع النظري إلى علم الاجتماع التطبيقي والإكلينيكي
المجتمع أو تنظيمه. وعلى نحو مماثل استخدم ميلز الخيال السوسيولوجي لينظر في الطلاق لا على أنه مشكلة شخصية تخص رجلا بعينه أو امرأة بعينها، ولكنه يبحث فيه كمشكلة اجتماعية ناتجة عن كثرة الزواج. وكان ميلز يكتب ذلك في الخمسينيات عندما كان معدل الطلاق لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً من معدله اليوم ( ,Horowitz.(1983.

ويمكن أن يساعدنا الخيال السوسيولوجي في فهم الحياة اليومية من حولنا فهماً جديداً. فقد قام عالما الاجتماع ديفيد ميللر وريتشارد شيفر منذ عام 1992 بدراسة نظام بنوك الطعام في الولايات المتحدة التي تقوم بتوزيع الطعـام عـلـى الجـوعـي مـن الأفراد والأسر. وبدا الأمر كما لو كانت تلك البنوك فوق اللوم. وتعلم ميللر وشيفر الأطفال في الولايات المتحدة . جوعي، كما تبين أن في هذا البحث أن أكثر من Second Harvest 7.25 من ثلث المشردين يأكلون وجبة واحدة أو أقل في اليوم مما يعني أن ثمة أشياء خاطئة تتعلق بالمؤسسات الخيرية التي تتولى هذه المسئولية. ففي عام 1997 تبين أن منظمة وهي منظمة لتوزيع الطعام - - قامت بتوزيع بليون رطل من الأطعمة - التي تبرع بها مئات من الأفراد والشركات - على أكثر من (50.000) جهة لتتولى مسئولية توزيعها على المحتاجين. وقد يستحسن كثير من الباحثين - بلا نقد - توزيع أطنان الأطعمة على المحتاجين. ولكن دعنا ننظر في الأمر نظرة أكثر تعمقاً. فعلى الرغم من تأييد ميللر وشيفر لهذه الجهود ومشاركتهما فيها إلا أنهما ارتكنا إلى الخيال السوسيولوجي ليقدما وجهة نظر متعمقة في هذه الجهود فقد لاحظا أن هناك عوامل قوية في المجتمع الأمريكي - مثل الحكومة الفيدرالية، وتجار التجزئة، والمؤسسات الكبرى - تشترك في التنظيم الخيري لتوزيع الأطعمة. ونتيجة لذلك كان مجال برامج الإعانة هذه محدوداً للغاية، حيث انصب التركيز على إطعام المشردين دون إسكانهم، وعلى تقديم الوجبات للعاطلين لا توفير فرص العمل لهم. إذ أن جهود الإعانة تساعد الجـوع مــن الأفراد والأسر دون تحدي النظام الاجتماعي القائم (من خلال المطالبة بإعادة توزيــع الثروة على سبيل المثال. وبدون هذه النجاحات المحدودة في توزيع الطعام فمن الممكن أن يقوم الجياع باغتيال رواد المطاعم، ونهب متاجر الأغذية، أو يموتون جوعاً.

الخيال العلمي الإجتماعي رايت ميلز .pdf .

الخيال الاجتماعي هو ممارسة القدرة على "التفكير بأنفسنا بعيدًا" عن الروتين المألوف لحياتنا اليومية لننظر إليها بعيون جديدة وناقدة.
عالم الاجتماع سي رايت ميلز ، الذي ابتكر هذا المفهوم وكتب كتابًا محددًا عنه، عرّف الخيال الاجتماعي بأنه "الوعي الحي بالعلاقة بين التجربة والمجتمع الأوسع".

الخيال الاجتماعي هو القدرة على رؤية الأشياء اجتماعيا وكيفية تفاعلها وتأثيرها على بعضها البعض. لكي يتمتع الشخص بخيال اجتماعي، يجب أن يكون قادرًا على الابتعاد عن الموقف والتفكير من وجهة نظر بديلة. هذه القدرة أساسية لتطوير  منظور اجتماعي للعالم .

ملخص الكتاب

في الخيال السوسيولوجي، الذي نشر عام 1959، كان هدف ميلز هو محاولة التوفيق بين مفهومين مختلفين ومجردين للواقع الاجتماعي - "الفرد" و"المجتمع".

ومن خلال القيام بذلك، تحدى ميلز الأفكار السائدة في علم الاجتماع وانتقد بعض المصطلحات والتعاريف الأساسية.

في حين أن عمل ميلز لم يلق استحسانًا في ذلك الوقت نتيجة لسمعته المهنية والشخصية - فقد كان يتمتع بشخصية قتالية - يعد كتاب الخيال الاجتماعي اليوم واحدًا من أكثر كتب علم الاجتماع قراءةً على نطاق واسع وهو عنصر أساسي في دورات علم  الاجتماع الجامعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
يبدأ ميلز بنقد الاتجاهات السائدة في علم الاجتماع، ثم يواصل شرح علم الاجتماع كما يراه: مهنة سياسية وتاريخية ضرورية.
كان محور نقده هو حقيقة أن علماء الاجتماع الأكاديميين في ذلك الوقت غالبًا ما لعبوا دورًا في دعم المواقف والأفكار النخبوية، وفي إعادة إنتاج الوضع الراهن غير العادل.
وبدلاً من ذلك، اقترح ميلز نسخته المثالية من الممارسة الاجتماعية، والتي تتوقف على أهمية إدراك كيف أن التجربة الفردية والنظرة العالمية هي نتاج لكل من السياق التاريخي الذي يجلسون فيه والبيئة اليومية المباشرة التي يوجد فيها الفرد.
وفي ارتباطه بهذه الأفكار، أكد ميلز على أهمية رؤية الروابط بين البنية الاجتماعية والخبرة الفردية والفاعلية .

وعرض أن إحدى الطرق التي يمكن للمرء أن يفكر بها في هذا الأمر هي إدراك أن ما نواجهه غالبًا على أنه "مشاكل شخصية"، مثل عدم وجود ما يكفي من المال لدفع فواتيرنا، هي في الواقع "قضايا عامة" - نتيجة للمشاكل الاجتماعية التي تسري من خلالنا. المجتمع وتؤثر على الكثيرين، مثل عدم المساواة الاقتصادية النظامية والفقر الهيكلي .

أوصى ميلز بتجنب الالتزام الصارم بأي منهجية أو نظرية، لأن ممارسة علم الاجتماع بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج وتوصيات متحيزة.

كما حث علماء الاجتماع على العمل في مجال العلوم الاجتماعية ككل بدلاً من التخصص بشكل كبير في علم الاجتماع والعلوم السياسية والاقتصاد وعلم النفس وما إلى ذلك.

في حين أن أفكار ميلز كانت ثورية ومزعجة للكثيرين في علم الاجتماع في ذلك الوقت، إلا أنها تشكل اليوم حجر الأساس للممارسة الاجتماعية.

رابط تحميل كتاب الخيال الاجتماعي رايت ميلز . pdf 

تعليقات