أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

إرفنغ غوفمان سيد التفاعل الرمزي

إرفنغ غوفمان سيد التفاعل الرمزي

إرفنغ غوفمان، أحد أبرز علماء الاجتماع في القرن العشرين، ترك بصمة لا تمحى على مجال علم الاجتماع بفكره الثاقب وتحليلاته العميقة للتفاعل البشري.

عالم الاجتماع إرفنغ غوفمان
إرفنغ غوفمان سيد التفاعل الرمزي.

 ولد غوفمان في كندا عام 1922، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاغو عام 1953. تأثر بشكل كبير بمدرسة شيكاغو لعلم الاجتماع، والتي ركزت على دراسة الحياة الحضرية والتفاعل الرمزي.

المسرح والحياة اليومية:

اشتهر غوفمان بنظريته الدراماتورجية، والتي تقارن الحياة الاجتماعية بالمسرح. في كتابه الشهير "عرض الذات في الحياة اليومية" (1959)، يجادل غوفمان بأن الأفراد، مثل الممثلين على خشبة المسرح، يسعون إلى التحكم في الانطباعات التي يخلقونها لدى الآخرين من خلال إدارة "العرض" الذي يقدمونه. ينقسم هذا العرض إلى منطقتين:
المنطقة الأمامية: وهي المكان الذي يقدم فيه الفرد أداءً مخططًا له أمام الجمهور، مثل مكان العمل أو المناسبات الاجتماعية.
المنطقة الخلفية: وهي المكان الذي يسترخي فيه الفرد ويكون على طبيعته، بعيدًا عن أعين الجمهور، مثل المنزل أو غرفة تغيير الملابس.
يرى غوفمان أن الأفراد يستخدمون مجموعة متنوعة من التقنيات لإدارة انطباعات الآخرين، مثل الملابس ولغة الجسد والكلام.

المؤسسات الكلية والهوية الذاتية:

لم يقتصر اهتمام غوفمان على التفاعلات اليومية، بل امتد إلى دراسة المؤسسات الكلية، مثل المستشفيات والسجون والمعسكرات العسكرية. في كتابه "المؤسسات الكلية" (1961)، يبحث غوفمان في كيفية تأثير هذه المؤسسات على هوية الفرد وشخصيته. يجادل بأن المؤسسات الكلية تعمل على تجريد الأفراد من هويتهم الشخصية وتحويلهم إلى مجرد "نزلاء" أو "مرضى" أو "جنود".

تحليل المحادثة:

كان غوفمان من رواد تحليل المحادثة، وهو مجال يدرس كيفية تنظيم التفاعلات اللفظية. ركز غوفمان على "قواعد" المحادثة غير المكتوبة، مثل آداب الكلام وتناوب الأدوار. من خلال دراسة هذه القواعد، كشف غوفمان عن ديناميكيات القوة والتأثير في التفاعلات الاجتماعية.

الإطار والتحليل الإطاري:

في أعماله اللاحقة، طور غوفمان مفهوم "الإطار" كأداة لفهم كيفية تفسير الأفراد للأحداث والمواقف. الإطار هو مجموعة من الافتراضات المشتركة التي تشكل طريقة رؤيتنا للعالم. يجادل غوفمان بأن تغيير الإطار يمكن أن يغير بشكل جذري معنى الحدث أو الموقف.

تأثير غوفمان:

ترك إرفنغ غوفمان إرثًا كبيرًا في علم الاجتماع ومجالات أخرى، مثل علم النفس والأنثروبولوجيا. كان من أوائل علماء الاجتماع الذين ركزوا على أهمية التفاعل الرمزي في تشكيل الهوية والسلوك الاجتماعي. لا تزال نظرياته وأفكاره مؤثرة حتى اليوم، وتستخدم على نطاق واسع في دراسة مجموعة متنوعة من الظواهر الاجتماعية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والسلوك التنظيمي والتفاعلات بين الثقافات.

أبرز أعمال غوفمان:

عرض الذات في الحياة اليومية (1959)
المؤسسات الكلية (1961)
السلوك في الأماكن العامة (1963)
إطار التحليل (1974)
أشكال الكلام (1981)
إرفينغ غوفمان (Erving Goffman) هو عالم اجتماع كندي اشتهر بدراساته حول التفاعلات الاجتماعية والعروض الذاتية. هنا بعض من اقتباساته:
"كل واحد منا يلعب أدوارًا متعددة في الحياة اليومية، كل دور له سيناريو خاص وأسلوب في الأداء، ونحن نبدل هذه الأدوار بناءً على المواقف التي نواجهها."
"الحياة الاجتماعية تشبه المسرح. الناس هم الممثلون، ونحن نمثل أدوارنا أمام جمهور يتوقع منا أداءً معينًا."
"إن فهمنا للذات هو بناء اجتماعي، نصنعه من خلال التفاعل مع الآخرين ومن خلال الأدوار التي نؤديها في المجتمع."
"في كل مرة نتفاعل فيها مع الآخرين، نحن نقدم صورة عن أنفسنا، ونسعى لجعل هذه الصورة مقبولة وملائمة للسياق الاجتماعي."
"في نهاية المطاف، الأداء الذي نقدمه ليس فقط لتحسين صورتنا أمام الآخرين، ولكن أيضًا لتعزيز شعورنا بالهوية والذات."
هذه الاقتباسات تعبر عن مفهوم "العرض الذاتي" الذي طوره غوفمان، حيث يرى أن الأفراد في الحياة اليومية يقدمون أنفسهم كما لو كانوا على خشبة المسرح، يلعبون أدوارًا تتناسب مع التوقعات الاجتماعية والثقافية المحيطة بهم.
إرفنغ غوفمان، بعقله الفذ ونهجه المبتكر، غير وجهة نظرنا للتفاعل البشري. بفضل تحليلاته الدقيقة ودراساته العميقة، أصبح أحد أهم علماء الاجتماع في عصرنا.
تعليقات